بقلم فريدريك بيشون صوت الناخبون الالمان الاحد للمستشارة المحافظة انغيلا ميركل التي يتوقع ان تتمكن من تشكيل تحالف يمين الوسط الذي تريده مع الحزب الديموقراطي الحر وذلك وفقا لاستطلاعات الراي لدى الخروج من مكاتب التصويت. وفاز المحافظون (الاتحاد المسيحي الديموقراطي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي) بزعامة ميركل وحلفاؤها الليبراليون في الحزب الديموقراطي الحر بغالبية مريحة من المقاعد, مع ما بين 320 و324 من اصل 598 مقعدا, وفقا لاستطلاعات الراي التي اجرتها شبكتا التلفزيون الحكوميتان "ايه آر دي" و"زد دي اف". وسجل الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يحكم مع ميركل منذ اربع سنوات من خلال "التحالف الكبير" والذي يتزعمه وزير الخارجية الحالي فرانك فالتر شتاينماير (53 سنة) ادنى نسبة في تاريخه اذ لم يحصل سوى على ما بين 5,22% و5,23%. وبذلك سيعهد من جديد للمستشارة الاتية من المانيا الديموقراطية السابقة والواسعة الشعبية, برئاسة القوة الاقتصادية الاوروبية الاولى التي تتعرض لاسوء حالة انكماش. وتحقيقا لرغبتها, فانها ستتمكن من تشكيل ائتلاف مع ليبراليي الحزب الديموقراطي الحر الذي يستعيد بذلك دوره التقليدي ك"صانع للملوك" بعد ان ظل في المعارضة لمدة 11 عاما. وحسب هذه الاستطلاعات, سيحصل الاتحادان المسيحيان الاجتماعي والديموقراطي بزعامة ميركل على 5,33% من الاصوات والحزب الديموقراطي الحر على 14, 5% او 15%. وبعد اربع سنوات في "التحالف الكبير", لم يتمكن الحزب الاشتراكي الديموقراطي خلال الحملة من فرض نفسه كمنافس حقيقي للمحافظين الذين يحكم معهم. وقد دعت ميركل التي اختيرت "اقوى امراة في العالم" للعام الرابع على التوالي من قبل مجلة فوربس, الى انهاء هذا التحالف. وقالت ميركل السبت في اخر تجمع انتخابي لها في برلين اثر حملة تجنبت خلالها قطع اي وعود "غدا سيتعلق الامر باعطاء القوة للاتحاد لتشكيل حكومة جديدة في المانيا, في اطار جديد". وقد عززت الاجراءات الامنية في البلاد وبشكل خاص في محطات السكك الحديد والمطارات في الوقت الذي اطلقت فيه مع اقتراب الاقتراع تهديدات اسلامية على الانترنت من بينها رسالة تحمل ترجمة بالانكليزية والالمانية لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. وقد اكدت ميركل (55 عاما), اول امرأة تترأس الحكومة في المانيا واول مستشارة من المانياالشرقية السابقة, للصحافيين الاحد انها تشعر ب"التفاؤل" لنتيجة الانتخابات. وقد ركز الاتحاد المسيحي الديموقراطي حملته بشكل كامل على المستشارة التي بلغت شعبيتها مستويات قياسية رغم تجنبها الخوض في الامور الجوهرية. وفي حين كانت اغلبية من الالمان تتوقع الابقاء على "الائتلاف الكبير", تنبا زعيم الحزب الديموقراطي الحر غيدو فيسترفيل الاحد ب"غالبية اكبر مما يتوقعها الكل" للاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الليبرالي. وقال لصحيفة بيلد "الالمان يريدون الانتهاء من التحالف الكبير بدون ان يسقطوا بين ايدي حكومة يسارية". والسيناريوهان الواقعيان الوحيدان لشكل الحكومة المقبلة هما التحالف بين الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الديموقراطي الحر او بين الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي رغم ان احتمال تشكيل تحالفات اخرى وارد ايضا نظريا. وقد تنافس 29 حزبا في الانتخابات لكن لا يتوقع سوى لخمسة منها فقط تجاوز عتبة ال5% المطلوبة لدخول البوندستاغ. واضافة الى الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الديموقراطي الحر والحزب الاشتراكي الديموقراطي, حصل الخضر على 5,10% من الاصوات فيما سجل اليسار الراديكالي داي لينك قفزة بحصوله على 13% من الاصوات. وهناك العديد من الملفات الاقتصادية تنتظر ميركل من بينها ارتفاع نسبة البطالة وارتفاع العجز وصعوبات النظام التعليمي والصحي في حين بدأت البلاد لتوها الخروج من الانكماش. وعلى جدول اعمال الحكومة المقبلة ايضا المشاركة الالمانية في قوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان حيث تصاعدت حدة العنف.وينوي الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الديموقراطي الحر ايضا العودة الى موضوع التخلي عن برنامج الطاقة النووية.