مشروع قانون المسطرة الجنائية يروم تعزيز مجال الحقوق والحريات (وزير العدل)    الأخضر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    الصين تعزز مكانتها العالمية في مجال الطاقات المتجددة    حضور جماهيري مميز وتكريم عدد من الرياضيين ببطولة الناظور للملاكمة    الدوري السعودي لكرة القدم يقفز إلى المرتبة 21 عالميا والمغربي ثانيا في إفريقيا    حكيم زياش يدخل عالم المال والأعمال بمدينة مراكش    إيمينتانوت .. إحباط محاولة تهريب أطنان من الحشيش    إقليم جراد : تدابير استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد    محكمة الحسيمة تدين متهماً بالتشهير بالسجن والغرامة    طقس الخميس.. برد وغيوم مع قطرات مطرية    سناء عكرود تشوّق جمهورها بطرح فيديو ترويجي لفيلمها السينمائي الجديد "الوَصايا"    الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد من مخاطر تدهور الوظائف العقلية ب16 في المائة (دراسة)    مجموع مشتركي نتفليكس يتخطى 300 مليون والمنصة ترفع أسعارها    الكويت تعلن عن اكتشاف نفطي كبير    الصحافيون الشرفيون المتقاعدون يسلطون الضوء على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية    المندوبية السامية للتخطيط تتحدث عن الأسعار خلال سنة 2024    مراكش: توقيف 6 سيدات وشخص لتورطهم في قضية تتعلق بالفساد وإعداد وكر لممارستة    ارتفاع أسعار الذهب لأعلى مستوى في 11 أسبوعا وسط ضعف الدولار    الكاف يؤكد قدرة المغرب على تنظيم أفضل نسخة في تاريخ كأس أمم إفريقيا    دراسة: أمراض اللثة تزيد مخاطر الإصابة بالزهايمر    الجفاف وسط البرازيل يهدد برفع أسعار القهوة عبر العالم    تصريحات تبون تؤكد عزلة الجزائر عن العالم    ترامب يصفع من جديد نظام الجزائر بتعيين سفير في الجزائر يدعم الموقف المغربي في نزاع الصحراء    أبطال أوروبا.. فوز درامي لبرشلونة وأتلتيكو يقلب الطاولة على ليفركوزن في مباراة عنيفة    حماس تنعى منفذ عملية تل أبيب المغربي حامل البطاقة الخضراء الأمريكية وتدعو لتصعيد المقاومة    شح الأمطار في منطقة الغرب يثير قلق الفلاحين ويهدد النشاط الزراعي    الكشف عن النفوذ الجزائري داخل المسجد الكبير بباريس يثير الجدل في فرنسا    وزارة التربية الوطنية تبدأ في تنفيذ صرف الشطر الثاني من الزيادة في أجور موظفيها    الدريوش تؤكد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للمضاربات في سعر السردين    رئيس جهة سوس يقود حملة انتخابية لمرشح لانتخابات "الباطرونا" خلال نشاط رسمي    فرنسا تسعى إلى توقيف بشار الأسد    كيوسك الأربعاء | الحكومة تنهي جدل اختصاصات كتاب الدولة    خديجة الصديقي    بنما تشتكي ترامب إلى الأمم المتحدة    Candlelight تُقدم حفلاتها الموسيقية الفريدة في طنجة لأول مرة    عادل هالا    جماهير جمعية سلا تطالب بتدخل عاجل لإنقاذ النادي    المدافع البرازيلي فيتور رايش ينتقل لمانشستر سيتي    الشاي.. كيف تجاوز كونه مشروبًا ليصبح رمزًا ثقافيًا عميقًا يعكس قيم الضيافة، والتواصل، والوحدة في المغرب    الصين تطلق خمسة أقمار صناعية جديدة    نقاش مفتوح مع الوزير مهدي بنسعيد في ضيافة مؤسسة الفقيه التطواني    الكنبوري يستعرض توازنات مدونة الأسرة بين الشريعة ومتطلبات العصر    سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء حريق في فندق بتركيا    أمريكي من أصل مغربي ينفذ هجوم طعن بإسرائيل وحماس تشيد بالعملية    ماستر المهن القانونية والقضائية بطنجة ينظم دورة تكوينية لتعزيز منهجية البحث العلمي    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    المؤتمر الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "خصوصية المهن الفنية أساس لهيكلة قطاعية عادلة"    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالاذاعة الوطنية : نظرات في الإبداع الشعري للأديب الراحل الدكتور عباس الجراري    الإفراط في اللحوم الحمراء يزيد احتمال الإصابة بالخرف    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخسائر الكاملة لجريمة أعداء الوحدة الترابية في العيون
نشر في زابريس يوم 16 - 11 - 2010

قدم وزير الداخلية مولاي الطيب الشرقاوي خلال لقاء إعلامي مشترك مع الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون حضره حشد كبير من وسائل الإعلام الوطنية والدولية الحكاية الكاملة لما وقع في مدينة العيون منذ التعبير عن المطالب الاجتماعية ومرورا بالحوار بين الدولة ولجنة مخيم إيزيك ثم تفريق المخيم،وبعدها أحداث الشغب التي شهدتها المدينة والتي كبدت المنشات العامة والخاصة وقوات الأمن خسائر كبيرة بسبب الإرادة في حماية المدنيين من الملشيات وأعداء الوحدة الترابية.. فيما يلي العرض الكامل لوزير الداخلية.
‬ يوم 10 أكتوبر 2010 قامت مجموعة من سكان مدينة العيون بمنطقة الفطحة على بعد 15 كلم في الطريق المؤدية إلى السمارة بنصب خيام (سميت "مخيم أكديم إزيك") للتعبير عن مطالب اجتماعية تتعلق خصوصا بالسكن والتشغيل والاستفادة من بطائق الإنعاش الوطني. وأمام هذا الوضع، كانت السلطات العمومية أمام خيارين : التدخل لمنع قيام هذا المخيم أو السماح للمواطنين بالتعبير عن مطالبهم الاجتماعية. وقد تم اختيار نهج الطريقة الثانية في التعامل مع هذا الوضع، على أساس أن هذه المطالب تدخل في خانة حرية التعبير، شريطة ألا تمس بالأمن‮ ‬والنظام‮ ‬العامين،‮ ‬وأن‮ ‬السبيل‮ ‬الوحيد‮ ‬لمعالجة‮ ‬هذه‮ ‬الإشكالية‮ ‬هو‮ ‬الحوار‮ ‬البناء ‬والمسؤول‮.‬ هذا،‮ ‬وقد‮ ‬كان‮ ‬المخيم‮ ‬مفتوحا،‮ ‬حيث‮ ‬ظل‮ ‬التنقل‮ ‬منه‮ ‬وإليه‮ ‬دون‮ ‬عراقيل‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬السلطات‮ ‬العمومية‮.‬
الحوار..ظروفه ونتائجه
وانطلاقا من هذا الاختيار ومنذ العاشر من شهر أكتوبر الماضي، تم فتح حوار مع ما سمي ب"تنسيقية المخيم"، ضمن سلسلة جلسات بداية مع والي العيون ثم مع ثلاثة ولاة كلفهم وزير الداخلية بالانتقال إلى العيون بغية تلقي مطالب الأشخاص المتواجدين بالمخيم وتقديم الحلول‮ ‬اللازمة‮ ‬لها،‮ ‬وقد‮ ‬كانت‮ ‬هذه‮ ‬اللقاءات‮ ‬شبه‮ ‬يومية‮.‬ وبناء‮ ‬على ‬نتائج‮ ‬الحوار،‮ ‬واستجابة‮ ‬لمطالب‮ "‬تنسيقية‮ ‬المخيم‮"‬،‮ ‬تم‮ ‬اتخاذ‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬الإجراءات‮ ‬تتمثل‮ ‬فيما‮ ‬يلي‮:‬ 1‮ ‬‮ ‬فتح‮ ‬مكاتب‮ ‬بولاية‮ ‬العيون‮ ‬ومقاطعاتها‮ ‬لتسجيل‮ ‬المطالب‮ ‬الاجتماعية‮ ‬لفائدة‮ ‬الساكنة‮ ‬ذات‮ ‬الاحتياجات؛ 2‮ ‬ ‬دعوة‮ ‬شيوخ‮ ‬القبائل‮ ‬لحث‮ ‬ساكنة‮ ‬المخيم،‮ ‬خاصة‮ ‬من‮ ‬قام‮ ‬بتسجيل‮ ‬مطالبه‮ ‬أو‮ ‬تمت‮ ‬الاستجابة‮ ‬لها،‮ ‬بإخلاء ‬المخيم. 3 إحداث لجنة ثلاثية تضم كلا من ممثلي السلطات المحلية و"تنسيقية المخيم" وشيوخ القبائل والمنتخبين والمجتمع المدني، عهدت إليها مهمة النظر في المطالب الاجتماعية وفق المعايير المحددة، والتي تتجلى في المساواة والاستحقاق والشفافية. غير‮ ‬أن‮ ‬هذه‮ ‬اللجنة‮ ‬لم‮ ‬يتم‮ ‬تشكيلها‮ ‬لتنصل‮ ‬أعضاء ‬‮"‬تنسيقية‮ ‬المخيم‮" ‬من‮ ‬الوفاء‮ ‬بالتزاماتهم‮.‬ وفي‮ ‬هذا‮ ‬السياق،‮ ‬انتقل‬ ‬وزير‮ ‬الداخلية‮ ‬إلى ‬مدينة‮ ‬العيون‮ ‬مرتين‮:‬
‮ ‬بتاريخ‮ ‬29‮ ‬أكتوبر‮ ‬2010‮ ‬حيث‮ ‬اجتمع‮ ‬مع‮ ‬الشيوخ‮ ‬والأعيان‮ ‬والمنتخبين‮ ‬بمدينة‮ ‬العيون‮ ‬قصد‮ ‬تدارس‮ ‬الوضع‮.‬ كما عقد طيلة أيام 3 و4 و5 نونبر 2010 سلسلة اجتماعات مع الشيوخ والأعيان والمنتخبين، وأجرى حوارا مع تنسيقية المخيم أفضى إلى اتفاق حول جميع المطالب، وأعطى الوزير أمره بالإسراع في تنفيذها، ويتعلق الأمر بالإجراءات التالية : 1‮ ‬‮ ‬توزيع‮ ‬بطائق‮ ‬الإنعاش‮ ‬الوطني‮ ‬على ‬العجزة‮ ‬والمرضى ‬وذوي‮ ‬العاهات. 2‮ ‬‮ ‬الالتزام‮ ‬بالتوظيف‮ ‬بالوظيفة‮ ‬العمومية‮ ‬لفائدة‮ ‬حاملي‮ ‬الشهادات‮ ‬العليا‮ ‬حسب‮ ‬الاستحقاق. 3‮ ‬‮ ‬إجراء ‬القرعة‮ ‬الأولى ‬للاستفادة‮ ‬من‮ ‬600‮ ‬قطعة‮ ‬أرضية‮ ‬مجهزة‮ ‬وتوزيعها‮ ‬على ‬الأرامل. 4‮ ‬‮ ‬إجراء ‬قرعة‮ ‬ثانية‮ ‬قبل‮ ‬نهاية‮ ‬شهر‮ ‬نونبر‮ ‬2010‮ ‬لاستفادة‮ ‬باقي‮ ‬الأرامل‮ ‬والمطلقات‮ ‬من‮ ‬الأراضي‮ ‬المجهزة. 5 التزام الإدارة بتقديم بقعة أرضية لمن لا سكن له وتتوفر فيه معايير الاستحقاق، مع دعم المستفيدين من هذه البقع الأرضية وذلك من خلال تمكينهم من التصاميم الهندسية وأداء واجبات الحصول على رخص البناء، ومساعدة مالية قصد الشروع في البناء. 6‮ ‬‮ ‬توظيف‮ ‬الأشخاص‮ ‬الحاصلين‮ ‬على ‬شهادة‮ ‬الباكالوريا‮ ‬أو‮ ‬ما‮ ‬دونها‮ ‬حسب‮ ‬الإمكانيات‮ ‬والاستحقاق‮ ‬وفق‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬معمول‮ ‬به‮ ‬قانونا‮.‬ وبناءً على ما تم تحقيقه، اقترح الوزير على "تنسيقية المخيم" تحرير محضر يحدد التزام كل طرف في إطار تام من الشفافية وروح المسؤولية. وقد طلبت "تنسيقية المخيم" منحها مهلة للتشاور بخصوص مضمون المحضر. إلا أنه بعد المشاورات التي قامت بها صرحت بعدم قبولها توقيع‮ ‬هذا‮ ‬المحضر،‮ ‬مبررة‮ ‬ذلك‮ ‬بوجود‮ ‬الثقة‮ ‬الكافية‮ ‬بينها‮ ‬وبين‮ ‬السلطات‮ ‬العمومية‮.‬ وقد‮ ‬تقرر‮ ‬آنذاك‮ ‬دخول‮ ‬الإدارة‮ ‬إلى ‬المخيم‮ ‬لضبط‮ ‬الإحصاء ‬قصد‮ ‬الاستجابة‮ ‬للمطالب‮ ‬الاجتماعية‮ ‬في‮ ‬عين‮ ‬المكان‮.‬ على ‬إثر‮ ‬ذلك،‮ ‬تم‮ ‬إحداث‮ ‬لجنة‮ ‬ثلاثية‮ ‬مكونة‮ ‬من‮ ‬السلطة‮ ‬المحلية‮ ‬وشيوخ‮ ‬القبائل‮ ‬و‮"‬تنسيقية‮ ‬المخيم‮" ‬قصد‮ ‬مباشرة‮ ‬مهمة‮ ‬التنفيذ‮ ‬الفوري‮ ‬لمطالب‮ ‬الساكنة‮ ‬حسب‮ ‬المعايير‮ ‬المتفق‮ ‬عليها‮.‬ وفي هذا الإطار، انتقل يوم 5 نونبر 2010 في الساعة 10 صباحا والي جهة العيون مرفوقا بواليين من الإدارة المركزية رفقة بعض الشيوخ والمنتخبين إلى المخيم قصد الشروع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين وزير الداخلية و"تنسيقية المخيم" وذلك لتدقيق إحصاء الساكنة‮ ‬والاستجابة‮ ‬لمطالبها‮ ‬ومباشرة‮ ‬تفكيك‮ ‬المخيم‮.‬ وقد اعترضت هذا الوفد ميلشيات مكونة من عناصر ملثمة منعته من الولوج إلى المخيم وطلبت منه العودة إلى حين وصول أعضاء من "تنسيقية المخيم". وبعد انتظار تجاوز الثلاث ساعات، حضر خمسة أعضاء من "تنسيقية المخيم" وأخبروا الوفد بضرورة الانتظار إلى حين وصول كافة أعضاء تنسيقية‮ ‬المخيم،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬لم‮ ‬يتم‮.‬ وتجدر الإشارة إلى أنه كلما تقدم الحوار إلا وتنصلت "تنسيقية المخيم" من الالتزام بما تم الاتفاق عليه، حيث تنتقل إلى مرحلة جديدة بهدف استفزاز القوات العمومية ودفعها للقيام بتدخلات قد تؤدي إلى انزلاقات ووقع ضحايا بين المواطنين، وهو ما تم تفاديه من طرف السلطات التي‮ ‬تشبثت‮ ‬بأسلوب‮ ‬الحوار‮.‬ وقد توصلت السلطات العمومية بمعلومات بخصوص تقييد حرية صحافيين أجنبيين (جون أفريك ورويتز) واستنطاقهم من طرف مليشيات أصبحت تتحكم في المخيم ،ومنع صحافيين مغاربة وأجانب من ولوج المخيم، وممارسة التهديد والعنف المادي والنفسي تجاه المتواجدين به، خاصة منهم الشيوخ والنساء ‬والأطفال‮ ‬قصد‮ ‬منعهم‮ ‬من‮ ‬مغادرة‮ ‬المخيم،‮ ‬أو‮ ‬إزالة‮ ‬خيامهم،‮ ‬وذلك‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬كانت‮ ‬تباشر‮ ‬فيه‮ ‬عملية‮ ‬دراسة‮ ‬جميع‮ ‬الملفات‮ ‬الاجتماعية‮ ‬والاستجابة‮ ‬لها‮.‬ وقد اتضح فيما بعد من خلال المعطيات المتوفرة أن المخيم يضم عدة فئات تتشكل من أشخاص ذوي الحاجة والمهربين وأصحاب السوابق القضائية، إضافة إلى فئة الانتهازيين الذين أحكموا جميعهم قبضتهم على ساكنة المخيم وأصبحوا يتعاملون بنية مبيتة تجاه ممثلي السلطة العمومية لإجهاض‮ ‬الحوار‮.‬ وهكذا تبين أنه لم تكن لهذه العناصر أية إرادة للتوصل إلى حل أو اتفاق، رغم الاستعداد الذي عبرت عنه السلطات العمومية للاستجابة الفورية لمطالب الساكنة المحتاجة، الأمر الذي دفع بها إلى التدخل قصد وضع حد لهذه الوضعية غير القانونية وتوفير الحماية لقاطني المخيم الذين‮ ‬أصبحوا‮ ‬رهائن‮ ‬بيد‮ ‬عصابة‮ ‬إجرامية‮ ‬ومجموعة‮ ‬انتهازية‮ ‬مجندة‮ ‬لخدمة‮ ‬أجندة‮ ‬سياسية‮ ‬خارجية‮.‬
عملية‮ ‬التدخل‮ ‬ليوم‮ ‬8‮ ‬نونبر‮ ‬2010‮:‬أمام هذا الوضع، وبعدما استنفذت كل مساعي الحوار الجاد لإيجاد حل لوضع غير مقبول قانونا، تقرر التدخل لحماية سلامة وأمن المواطنين وفرض احترام القانون والنظام العام، وتحرير ساكنة المخيم. وقد تعرضت قوات الأمن المشكلة من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة التي تدخلت‮ ‬بشكل‮ ‬سلمي‮ ‬لمواجهة‮ ‬عنيفة‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬مليشيات‮ ‬قامت‮ ‬بالاعتداء ‬عليهم‮ ‬مستعملة‮ ‬الحجارة‮ ‬والزجاجات‮ ‬الحارقة‮ ‬وقنينات‮ ‬الغاز‮ ‬والسلاح‮ ‬الأبيض‮.‬ وتجدر‮ ‬الإشارة‮ ‬إلى ‬أنه‮ ‬قد‮ ‬تم‮ ‬إخلاء ‬المخيم‮ ‬في‮ ‬أقل‮ ‬من‮ ‬ساعة،‮ ‬وتم‮ ‬توفير‮ ‬الحماية‮ ‬اللازمة‮ ‬لتمكين‮ ‬الساكنة‮ ‬من‮ ‬الخروج‮ ‬منه‮ ‬وفرض‮ ‬الأمن‮ ‬والنظام‮ ‬العام‮.‬ وقد أسفر هذا التدخل عن جرح أربعة أشخاص في صفوف المدنيين، ووفاة تسعة أفراد من القوة العمومية من بينهم عنصر ينتمي إلى الوقاية المدنية، وجرج 70 من القوات العمومية، من بينهم من أصيبوا إصابات بليغة. وعلى إثر ذلك، قامت هذه المليشيات بنقل المواجهات إلى مدينة العيون، حيث قامت بإضرام النار في المنشآت والممتلكات العمومية وإلحاق أضرار بممتلكات الغير ومحاولة إضرام النار في مقر قناة العيون. وقد قامت القوات العمومية بمواجهة هذه الأحداث بالوسائل المعمول بها في المظاهرات السلمية رغم تعرضها للاعتداء والعنف من طرف هذه المليشيات التي استعملت الرشق بالحجارة والقنينات الحارقة وقنينات الغاز والسلاح الأبيض، وهو ما تسبب في سقوط ضحية أخرى من أفراد القوة العمومية، وبذلك يصبح عدد أفراد القوة العمومية الذين استشهدوا عشرة وجرح‮ ‬العديد‮ ‬منهم‮ ‬إصابة‮ ‬بعضهم‮ ‬خطيرة‮.‬ كما‮ ‬توفي‮ ‬في‮ ‬نفس‮ ‬اليوم‮ ‬مدني‮ ‬واحد‮ ‬عندما‮ ‬صدمته‮ ‬سيارة‮ ‬بأحد‮ ‬شوارع‮ ‬مدينة‮ ‬العيون‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يشهد‮ ‬أحداث‮ ‬شغب‮. ‬وقد‮ ‬أمر‮ ‬‮ ‬الوكيل‮ ‬العام‮ ‬للملك‮ ‬بإجراء‮ ‬بحث‮ ‬قضائي‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬النازلة‮.‬ وتم‮ ‬تسجيل‮ ‬وفاة‮ ‬مدني‮ ‬ثان‮ ‬بالمستشفى ‬على ‬إثر‮ ‬التهاب‮ ‬رئوي‮ ‬حاد‮ ‬حسب‮ ‬تقرير‮ ‬الطب‮ ‬الشرعي‮.‬ وتجدر الإشارة إلى أن تدخل القوة العمومية بكل من مخيم أكديم إيزيك وبعده بمدينة العيون، قد تم دون إطلاق أية رصاصة، وقد كانت القوات العمومية في وضعية صعبة تقوم بالدفاع عن النفس وهو ما تسبب في وقوع هذه الخسائر البشرية المؤلمة في صفوفها. هذا وفي مرحلة أولى تم تقديم 77 عنصرا أمام العدالة أحيل ستة منهم على المحكمة العسكرية و64 على ذمة التحقيق، في حين قرر الحفظ في حق 7 أفراد. وتجدر الإشارة إلى أن 13 عضوا من بين هؤلاء لهم سوابق قضائية. وفي مرحلة ثانية، أوضح بلاغ للسيد الوكيل العام للملك بالعيون‮ ‬بتاريخ‮ ‬13‮ ‬نونبر‮ ‬2010،‮ ‬أنه‮ ‬تمت‮ ‬إحالة‮ ‬36‮ ‬عنصرا‮ ‬آخرين‮ ‬على ‬المحكمة،‮ ‬من‮ ‬بينهم‮ ‬20‮ ‬عنصرا‮ ‬لهم‮ ‬سوابق‮ ‬قضائية‮، ‬وبذلك‮ ‬يصل‮ ‬عدد‮ ‬الأشخاص‮ ‬ذوي‮ ‬السوابق‮ ‬القضائية‮ ‬إلى ‬33‮‬. وقد‮ ‬خلفت‮ ‬هذه‮ ‬الأحداث‮ ‬أضرارا‮ ‬بمجموعة‮ ‬من‮ ‬المصالح‮ ‬والمنشآت‮ ‬العمومية‮ ‬والخاصة‮ ‬تتجلى ‬فيما‮ ‬يلي‮:‬ الإدارات‮ ‬العمومية‮ : ‬18 الدوائر‮ ‬والملحقات‮ ‬الإدارية‮ : ‬15 المؤسسات‮ ‬التعليمية‮ : ‬4 الأبناك‮:‬ ‬9 الشركات‮:‬ ‬4 وكالات‮ ‬الأسفار‮ : ‬2 وكالات‮ ‬تحويل‮ ‬الأموال‮ : ‬3 التعاونيات‮ : ‬4 المحلات‮ ‬التجارية‮ ‬والمخادع‮ ‬الهاتفية‮:‬ ‬31 الصيدليات‮ : ‬2 النوادي‮ : ‬1 كما‮ ‬مست‮ ‬هذه‮ ‬الأضرار‮ ‬الممتلكات‮ ‬الخاصة‮ ‬ل144‮ ‬شخصا‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.