قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، إن الحكومة الإسبانية تتبنى موقفا "حكيما جدا" إزاء قضية الصحراء. وأضاف الوزير، في حديث نشرته صحيفة (إل موندو) الإسبانية، أول أمس الخميس، أن إسبانيا، التي ينسجم موقفها مع القانون الدولي، "تسعى لإيجاد حل تفاوضي لهذا النزاع". وأوضح أن الحكومة الإسبانية "تدعم أن مثل هذا الحل لا يمر بالضرورة عبر الاستفتاء"، مسجلا في السياق ذاته أن "جزءا من المجتمع المدني الإسباني منساق وراء أطروحات (بوليساريو)، دون الأخذ بعين الاعتبار موقف المغرب". وأضاف الوزير أن "أصدقاء (البوليساريو) والجزائر يتسابقون دوما لاستغلال أي حادث من أجل شن حملة شعواء ضد المغرب". وبخصوص وفاة شخص، أخيرا، خلال تبادل لإطلاق النار قرب مدينة العيون بين الشرطة ومجموعة من الأشخاص، يوجد بينهم المسمى "أحمد الداودي" الملقب ب(الدجيجة)، والمبحوث عنه من قبل العدالة، ذكر الفاسي الفهري بأن هذا الشخص "كان موجودا على متن سيارة صحبة عصابة إجرامية منظمة، كانت تتعاطى الاتجار في المخدرات". وقال "مع الأسف، نرى حالات مماثلة في العديد من أحياء البلدان الأوروبية أو الأمريكية، حيث يجري استغلال الأطفال من قبل منحرفين". وأعرب الطيب الفاسي الفهري، أول أمس الخميس، في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية الرسمية (إفي)، عن استغرابه للتغطية الأحادية الاتجاه، من قبل وسائل الإعلام الإسبانية لحالة الهالك الكارح الناجم. وأكد الفاسي الفهري أن وسائل الإعلام الإسبانية تقوم بتغطية "أحادية الاتجاه" بخصوص هذا الحادث، دون أن تتساءل عن سبب وجود طفل بداخل سيارة حاولت الاعتداء على نقطة للمراقبة للدرك الملكي قرب العيون. وتساءل الفاسي في هذا الصدد "ماذا كان يفعل هذا الطفل بداخل سيارة مملوءة بالمتفجرات؟ ما هي مسؤولية الوالدين؟ لماذا لا أحد يطرح هذا السؤال؟"، مؤكدا أنه لا يفهم هذا "الاهتمام الكبير" لوسائل الإعلام الاسبانية بهذا الحادث. كما تساءل الطيب الفاسي الفهري لماذا لم تهتم وسائل الإعلام الإسبانية بعودة أزيد من ألفي شخص، خلال السنة الجارية إلى المغرب، قادمين من مخيمات تندوف في الجزائر، في إطار آفاق الجهوية، التي جرى الإعلان عنها في الخطاب الملكي السامي ليوم سادس نونبر الماضي. وأعرب عن أسفه لكون الصحافيين الإسبان، الذين توجهوا إلى العيون قدموا ب"أفكار مسبقة"، ولا ينشرون سوى "صيغة واحدة من الأحداث"، معتبرا أن "الأطراف الأخرى وضعت خطابا يعتمد على توظيف قضية حقوق الإنسان، منذ سنتين". وأشار الطيب الفاسي الفهري إلى أن الحكومة الإسبانية التي تتوفر على جميع العناصر وعلى اطلاع تام بالتحقيق، الذي تجري مباشرته، منذ وفاة الشاب الكارح الناجم. وفي ما يتعلق بالمطالب الاجتماعية للمواطنين الصحراويين، الذين قرروا نصب خيام خارج المدار الحضري لمدينة العيون أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن الحوار مع هؤلاء الأشخاص "وصل إلى مرحلة حاسمة". وفي تصريح لإذاعة البحر الأبيض المتوسط (ميدي1)، بثته ضمن النشرة الزوالية لنهار أول أمس الخميس، ندد الطيب الفاسي الفهري بتوظيف حالة الهالك الكارح الناجم من قبل بعض وسائل الإعلام الإسبانية، مشيرا إلى أن الحكومة المغربية صدمت للموقف الأحادي الاتجاه، والذاتي لوسائل الإعلام تلك في الاستغلال الدنيء لهذا الحادث المؤلم. وأعرب الفاسي الفهري عن أسفه لهذه "التغطية والمعالجة الإعلامية التي صدمتنا، والتي نندد بها، لأنها ترتكز على أوهام وعلى رغبة في الإضرار أكثر منها في الإخبار. وكان حاجز أمني للقوات العمومية بمدينة العيون تعرض يوم 24 أكتوبر الجاري، لاقتحام من طرف أشخاص كانوا على متن سيارتين رباعية الدفع، قام ركاب إحداها بإطلاق النار بواسطة سلاح ناري على أفراد القوة المذكورة، التي اضطرت للرد على هذا الاعتداء، ما أسفر عن وفاة المسمى قيد حياته الكارح الناجم، الذي يبلغ من العمر 14 عاما. وأكد أنه "بالنسبة لنا، هذه ليست تغطية إعلامية قام بها صحافيون مهنيون وموضوعيون، إنها على العكس من ذلك معالجة موجهة وبشكل متعمد، تشكل، مع كامل الأسف، صدى لأطروحة أعداء وحدتنا الترابية". وسجل وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في هذا الصدد، أن وسائل الإعلام هذه تبذل قصارى جهدها، في محاولة توظيف كافة الحالات وتحويل الانتباه عن الحقيقة. وأوضح "أتحدث باسم حكومة صاحب الجلالة، لأننا استنتجنا أن بعض وسائل الإعلام الإسبانية تجهل بشكل طوعي الإيضاحات والتوضيحات والمعلومات التي وفرناها، طيلة الأيام الأخيرة، والتي سنستمر في توفيرها"، مذكرا بهذا الخصوص بالبلاغات الأربعة، التي سبق نشرها والتصريحات والحوارات التلفزية، فضلا عن تصريح والد الطفل محمد فاضل الكارح، الذي أكد أنه تسلم من النيابة العامة الإذن بدفن جثة ابنه، بناء على إجراءات عادية ونزيهة. وشدد الفاسي الفهري، بالمناسبة، على أن بعض وسائل الإعلام مطالبة بوقف تغليط الرأي العام الإسباني خدمة لأهداف غامضة. وذكر، بالمناسبة، بالوقائع الحقيقية لهذا الحادث، موضحا أن عصابة إجرامية ، كالتي يمكن أن توجد في أي مكان بأوروبا وإسبانيا، يقودها شخص معروف من ذوي السوابق، حاول اقتحام حاجز أمني بقوة، حيث أطلق النار على قوات الأمن. وتساءل وزير الشؤون الخارجية والتعاون عن سبب وجود الطفل/الهالك بين أفراد هذه العصابة الإجرامية مع بداية المساء وداخل سيارة تحمل مخدرات وأسلحة وكوكتيل مولوتوف، حاولوا الاعتداء على حاجز أمني. وأوضح في هذا السياق أن والد الهالك تقدم بطلب لدى النيابة العامة بالعيون، مضيفا أن هذه النيابة أكدت أنها ستسهر، على النظر في هذه القضية، كما هو جار في كافة دول القانون لمعرفة الحقيقة. وقال الفاسي الفهري "تحدثنا إلى وسائل الإعلام الإسبانية وشرحنا لمختلف منابرها من إعلام مرئي ومكتوب، وكذا وكالة الأنباء (إفي)، حقيقة ما جرى. ونحن لا نفهم هذه المعالجة الأحادية وهذه الرغبة في تقديم مسائل" منافية للصواب. كما تساءل عن دواعي تحمس بعض وسائل الإعلام الإسبانية، التي عوض أن تنصرف إلى المهم والقيام بالعمل على النحو الأمثل، والتأكد من أن المفاوضات ستتواصل، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإنها تستغل هذه الأحداث بشكل ممنهج، رغم التوضيحات التي قدمت لها في الحين من طرف السلطات المغربية ومختلف الفاعلين، سواء على الصعيد المحلي أو الوطني، وبصفة خاصة من قبل الحكومة.