بعد صدور قرار إعفاء عيسى أشرقي من مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان عادت عقارب الساعة 15 سنة إلى الوراء. لقد سبق للعدل والإحسان أن طردت وأعفت العديد من أعضائها لكن هذه تعتبر ثاني مرة يتم فيها إعفاء عضو قيادي من الجماعة بعد طرد محمد البشيري من قيادة الجماعة بسبب خلافه مع زعيم الجماعة عبد السلام ياسين أو "السي عبد السلام" كما يحلو لأعضاء الجماعة تسميته، وتحاول الجماعة باستمرار إخفاء أسباب الطرد والاعفاء والاستقالات والإقالات، والتي تنحصر في الخلاف حول تدبير شؤون التنظيم أو الاختلاف مع الجماعة في توجهها الصوفي أو لأسباب أخلاقية. يقول أحد المنتدين في شبكة الأنترنيت "رحم الله البشيري الذي خرج عن طاعة الشيخ ووجه إليه انتقادات لاذعة في العقيدة والتنظيم وصرف المال لكن هذه الانتقادات دفنت مع البشيري الذي توفي بعد أشهر من خروجه من الجماعة بالسكتة القلبية وهو يجري تمارين رياضية فتحولت وفاته الطبيعية إلى نبوءة وربما عبرة داخل الجماعة لكل من يفكر في الإساءة لشيخها ومنهاجه النبوي". قصة البشيري كما رواها بنفسه في محاضرات تحت عنوان "العدل والإحسان ضرورة النقد الذاتي ومراجعة الانحراف" بدأت بوقت طويل قبل تاريخ طرده من الجماعة خصوصا وأنه وفد على ياسين قبل تأسيس الجماعة بثلاث سنوات، وهو متشبع بالتوجه السلفي مما جعله على خلاف مستمر مع مؤسس الجماعة بخصوص التوجه الصوفي الذي يتبناه. يحكي المرحوم محمد البشيري عن يوم الحسم الذي جمعه بعبد السلام ياسين، حيث نزع عنه لازمة "السي" التي ظلت ترافقه طوال 17 سنة، يروي البشيري أن عبد السلام ياسين قال له وعلى غير عادته "اجلس آ البشيري" فقال له "نعم آ عبد السلام"، ومن يعرف العدل والإحسان يفهم جيدا قيمة "السي" المفيدة للأتباع والمانعة للإبداع. وتتميز العدل والإحسان بقدرتها على تسويق الطرد والإعفاء والاستقالات والإقالات وسط أتباعها بطريقة يتحول معها العضو "السي فلان" إلى " فلان غفر الله له"، وهي طريقة ذكية في حصر القضية في العضو المعني ضمانا لعدم انهيار التنظيم. قال مقرب من عبد السلام ياسين يوم تم التخلي عن خدمات المرحوم محمد البشيري أن زعيم الجماعة قال للقيادة "أضطر الآن لبتر أحد أصابع يدي" في إشارة إلى طرد البشيري أحد الأوائل الذين التحقوا به، وقال عبد السلام ياسين، الداعي إلى مفهومي الصحبة والجماعة، إن "البشيري سقط من الطابق السابع عشر" كناية على 17 سنة التي قضاها رفقة عبد السلام ياسين، وقياسا على ذلك يكون عيسى أشرقي قد سقط من الطابق الرابع والعشرون؛إذ انضم إلى الجماعة سنة 1986 ، وقياسا عليه سيتحول من "السي عيسى" إلى "أشرقي غفر الله له".