ارتكب أخطاء لا تتساهل معها قوانين الجماعة الصارمة قامت جماعة العدل والإحسان بإقالة عيسى أشرقي أحد أكبر قادتها ومسؤول منطقة الشمال من مجلس الإرشاد. واتخذ قرار إقالة أشرقي من قبل مجلس الإرشاد الذي يعتبر أعلى هيئة على الإطلاق داخل الجماعة، وهو الذي ينتخب المرشد العام ويملك صلاحية إقالته أيضا. وجاء في بلاغ وقعه فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان أن سبب إقالة أشرقي يرجع إلى وجود " أخطاء لا تتساهل معها القوانين الصارمة المتعلقة بالمسؤولين داخل الجماعة، فتم إعفاؤه من مجلس الإرشاد، وهذا الإعفاء لا ينال من روابط الأخوة والمحبة التي تجمعنا بالأخ عيسى أشرقي". واكتفى البلاغ بتكذيب سبب الإقالة الذي تحدثت عنه بعض الصحف مؤخرا، والتي أرجعت سبب إقالة أشرقي إلى "سلوكات مشينة" و"اختلاس أموال الجماعة" و"شكوك حول مصدر ثروته"، وجاء في البلاغ "الأستاذ عيسى أشرقي رجل مؤمن فاضل قدم لدعوة الله الكثير، ولم تثبت في حقه أي اختلاسات مالية، كما زعم البعض، ولم يطرد من الجماعة"، ولم يفنذ البلاغ بقية التفاصيل. وقد اتخذ مجلس الإرشاد قرار إقالة أحد أعضائه بناء على قرار لجنة تحقيق رفيعة المستوى، أوفدها مجلس الإرشاد للتحري في مصداقية شكايات وردت من أعضاء الجماعة وقيادييها بشمال المغرب، ومن الاتهامات التي يكيلها الخصوم لعيسى أشرقي ،الانفراد بتسيير الجماعة واستغلال أموالها في أغراض شخصية، كما تتحدث مصادر من خصوم "مرشد الشمال" أن شكوكا كثيرة تحوم حول علاقته بتجارة المخدرات والاغتناء غير المشروع وربط علاقات مشبوهة مع مسؤولين أمنيين. ولم تأخذ الجماعة شكايات سابقة لبعض أعضائها على محمل الجد، حتى شهر أبريل الماضي، بعدما بعث عبد الحميد المثني، نقيب جهة الجماعة بتطوان رسالة إلى مجلس الإرشاد يندد فيها بتصرفات عيسى أشرقي مسؤوله المباشر وشريكه، وتضمنت الرسالة توضيحات حول الخلاف القائم بينه وبين شريك له في مؤسسة للتعليم الخصوصي، واتهمت الرسالة عيسى أشرقي باختلاس أموال لحسابه الخاص. وعيسى أشرقي، عضو مجلس الارشاد ومجلس النصيحة القطري بالجماعة، من مواليد مدينة تطوان 1957، متزوج ولديه 5 أولاد، عمل أستاذا للغة الإنجليزية بازغنغان بمدينة الناظور، قبل أن يتعرض لنقل تعسفي إلى مدينة شفشاون، بسبب توسع أنشطته الدعوية في استقطاب سكان البوادي المجاورة إلى صفوف جماعة العدل والإحسان، ثم انتقل إلى مدينة تطوان حيث درّس مدة بثانوية الإمام الغزالي، قبل أن ينتقل أن يستثمر في التعليم الخاص حيث يشرف على مؤسسة تعليم خاصة. التحق عيسى أشرقي بجماعة العدل والإحسان سنة 1986 ؛ وانخرط في أنشطة الجماعة بالجامعات المغربية، مما جر عليه ويل السلطات التياستنطقته مرارا، كما تم اعتقاله ومحاكمته بتهم "الانتماء لجماعة غير مرخص لها و"جمع التبرعات"و"عقد لقاءات سرية"، وكان يحظى بمؤازرة العشرات من المحامين و تعرف المحكمة حضورا كبيرا للمواطنين وأعضاء الجماعة. مشاركته في العديد من المحاضرات والندوات، وإنتاجه الغزير للمقالات والأشرطة، أهلاه لتمثيل الجماعة في المؤتمرات الدولية ونيل عضوية مؤسسة القدس الدولية؛ كما ترقى في "مدارج السلوك التربوي" ليصبح عضوا في مجلس النصيحة القطري ما يعني اعتراف الشيخ عبد السلام ياسين بأهليته للمشيخة والسماح له بالترشح لخلافته. وكان أعضاء الجماعة ذوو الميول الصوفي يضعون عيسى أشرقي في مرتبة عالية ويطلبون مرضاته والقرب منه بجميع الوسائل والطرق، وتكهن بعض المراقبين من خارج الجماعة سابقا بكون أشرقي هو خليفة ياسين المحتمل، بناء على ما ورد في بيان الدورة الثالثة عشر عشرة للدائرة السياسية، والذي أفاد "أن الأستاذ "عيسى أشرقي" هو من تكفل بإلقاء كلمة باسم مكتب الإرشاد، وجرى العرف المعتاد في مثل هذه المناسبات الهامة لدى الجماعة أن يلقي "المرشد والوالد الحبيب" كلمة تحفز المشاركين روحيا، وتجعل النقاشات الدائرة موسومة باللطائف التربوية والروحية". وتعتبر إقالة عيسى أشرقي ثاني أهم حدث داخل الجماعة منذ إقالة المرحوم محمد البشيري، والذي تسبب قرار طرده في خلخلة صفوف الجماعة والسماح للتيار الصوفي بالانتعاش أكثر. *مدير موقع مغارب كم http://magharib.com