لم نكن نود العودة الى موضوع طرد عيسى أشرقي من مجلس ارشاد جماعة العدل والاحسان، لكن التصريح الملتوي لفتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم الجماعة، دفعنا الى اعادة الكتابة حول الموضوع من جديد، وقد حاول أرسلان أن يبرئ زميله السابق في المجلس من أي جرم انه ارتكب أخطاء لا تتساهل معها القوانين الصارمة المتعلقة بالمسؤولين داخل الجماعة، وكما يقال فهذا عذر أقبح من الزلة لأنه سيثير مخيال الأتباع قبل الخصوم حول طبيعة الأخطاء وكان عليه أن يوضحها من خلال تصريحه. لكن الرسالة، التي توصل بها مجلس الارشاد من مسؤول بالجماعة بالشمال والتي كانت وراء فتح تحقيق في الموضوع من طرف لجنة شكلها مجلس الارشاد، تفيد أن المعني بالأمر قام باختلاسات مالية من ميزانية مؤسسة "عبد الله بن عمر" الخصوصية التي يشترك فيها مع عضوين من الجماعة كما تتهمه باستغلال صندوق الجماعة لأغراض شخصية، وكان على فتح الله أرسلان وهو ينفي هذه التهم أن يوضح بالمقابل الأسباب الحقيقية الموجودة في ذهنه فقط أما السبب الحقيقي وحسب مصادر متطابقة فهو ما ذكرناه سالفا. ونسي فتح الله أرسلان، وهو الذي يصر مرارا حتى وهو يهاجم النظام والدولة أن جماعته تحترم القوانين المعمول بها، أن جماعته انتحلت صفة الضابطة القضائية عندما شكلت لجنة للتحقيق في موضوع من اختصاص المحاكم، فاختلاس أموال من مؤسسة خصوصية تهمة يعاقب عليها القانون ولو تعلق الأمر بموضوع في تسيير الجماعة لكان من حق الجماعة أن تقوم بالتحقيق في القضية. يذكر أن مجلس ارشاد جماعة العدل والاحسان طرد عيسى أشرقي من صفوفه بعد استحالة التستر على ما أسماه خصومه من الجماعة بخروقات تتعلق بتسيير الجماعة وبسلوكات اجتماعية مشينة، ويتهمه خصومه من أعضاء الجماعة والقياديين منهم بالخصوص بالانفراد بتسيير الجماعة منذ 2006 واستغلاله لصندوق الجماعة في أغراض شخصية. وتعود تفاصيل القضية إلى أبريل الماضي حيث بعث عبد الحميد المثني، نقيب جهة الجماعة بتطوان رسالة إلى مجلس الارشاد يندد فيها بتصرفات عيسى أشرقي، وتضمنت الرسالة توضيحات حول الخلاف القائم بينه وبين شريك له في مؤسسة للتعليم الخصوصي وعضو أيضا بالجماعة، واتهمت الرسالة عيسى أشرقي باختلاس أموال لحسابه الخاص. وذكرت مصادر مطلعة أنه إثر هذه الشكاية بعثت قيادة العدل والاحسان لجنة إلى تطوان مكونة من أعضاء من مجلس الارشاد للقيام بالتحريات الضرورية في الموضوع واستمعت إلى الشريك الثالث في المؤسسة التعليمية بعدها قررت قيادة الجماعة طرد عيسى أشرقي من صفوف الجماعة بسبب الشكوك التي تحوم حول مصدر ثروته.