قال الباحث الموسيقي أحمد عيدون إن فلسفة الدورة الخامسة من مسابقة جيل موازين (2010), التي أطلقتها "جمعية مغرب الثقافات" عام 2006, تتمثل في الدعوة إلى البحث والاجتهاد والارتجال وتقديم قيمة مضافة بغية إغناء الإبداع الموسيقي. وفي لقاء مع الصحافة اليوم السبت بالرباط, أضاف عيدون رئيس لجنة تحكيم في المسابقة أن هذه الفلسفة تتمثل أيضا في الحث على الابتعاد عن النمطية والمحاكاة الصرفة والمبسطة للأساليب الموسيقية العتيقة, والانغلاق داخل الكلاسيكية المفرطة والأداء الموسيقي الرتيب. وأشار عيدون إلى وجود مستوى تنافسي لا بأس به في أوساط المشاركين إذ أن توفر الكم يؤدي بالضرورة إلى تحوله إلى كيف وبالتالي إلى قطف ثمار. وأردف أنه "لا يمكن القول إن هناك ارتياحا تاما" لكافة المشاركات في المسابقة التي ترمي إلى اكتشاف فرق موسيقية شابة والنهوض بالموسيقى في إطار من الروح الجديدة للمواهب المغربية الصاعدة. وأوضح أنه من المهم جدا تشجيع الانخراط والتأطير وتوفير بنيات الاستقبال والمواكبة المهنية لسد الثغرات والنواقص باعتبار أن الحكم قد يكون أحيانا غير دقيق ف"من يفوز في المنافسات قد لا يواصل, ومن لا يفوز قد ينمي بذرة الإبداع والتطور" ف"لا بد إذن من العمل طويل المدى والمثابرة لاكتشاف الطاقات الواعدة". وشدد أحمد عيدون على أن الفرق الموسيقية الشابة التي لا تتوفر على برامج واضحة لا تستفيد مطلقا وعلى أنه "لا ينبغي للفرق الهاوية أن تنتظر الحصول على جوائز من أجل التحول إلى فرق محترفة" مشيرا إلى أن "الخط التحريري" للجنة التحكيم يتمثل في "تغيير العقليات, وعدم بيع الأوهام" للموسيقيين الشباب. وتتمثل المستجدات التي اغتنت بها الدورة الخامسة للمسابقة في مواكبة المواهب الشابة على مستوى التدبير الفني بتسجيل ألبوماتها مباشرة بعد الانتقاء الجهوي, والدعم الإعلامي والمساندة الدعائية للفائزين, وإبرام عقد للتدبير الفني على مدى ثلاث سنوات, ودعم المواهب بفضل تكوينات مستهدفة, ودخول الموسيقى الإلكترونية التي تعوض الروك الحلبة باعتبارها تناسب أذواق الجمهور الشاب الآن. يشار إلى أن أحمد عيدون ملحن وموزع موسيقي ومنتج برامج على الراديو وصاحب أربعة مؤلفات ومقالات حول الموسيقى خاصة منها المغربية ومدير فني لعدد من المهرجانات منذ عام 1982 من بينها المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكطش من 2003 إلى 2006.وتتشكل لجنة تحكيم "مباريات جيل موازين" أيضا من عمر السعيدي (مبرمج موسيقى ب"هيت راديو") وكريم الرافي الملقب ب"زيان فيرمان" (المدير الفني ل"آرت لاب ريكوردز" ومدير مهرجان "كلام وسلام") وهشام القباج (المستشار والمنسق الفني لمهرجان كازا ميوزيك) ونبيل كنوني (المشرف ومغني فرقة "روك ميطال روبورن" ما بين 2002 و2006).