سمعت الخبر في أول الأمر على قناتنا الأولى ليلة 29 دجنبر 2009، فتجاهلت ما سمعت وأقنعت نفسي بما لا مفرّ منه إذ حسبت أن الأمر يتعلق بفنّان آخر سوف تستضيفه بلادنا خلال مهرجان »موازين الحزين« ، وهو فعلا (مهرجان الأحزان) لما يخلّفه من خسائر في الأرواح والأموال والقيم والأخلاق كما أنه ينظم في فترة يكون فيها التلاميذ والطلبة على عتبة موسم الامتحانات.. وبعد يومين أي يوم الخميس 31 دجنبر 2009، كانت زوجتي تقرأ الصفحة الفنية وهي من المدمنات عليها في جريدة »النهار المغربية« ، فأخبرتني بأن »صاحبنا« سيكون حاضرا في مهرجان موازين في ماي واختلط الأمر عليها هي كذلك، بحيث ظنت أن الأمر يتعلق بالمغني الشهير »توم جونس« صاحب أغنية »الشّيز اللّيدي« .. فقلت لها كلاّ يا عزيزتي، فالأمر يتعلق ب »إلطون جون« صاحب أغنية »ساكريفايس« مغني الشواذ ومتبنّي قضية الأوغاد وناشري الفسادْ، والذي يكون دائما من الشهود على عقد قران المثليين ويأخذ معهم صورا للذّكرى والتاريخ، كما أنه لا يخجل من الجهر بشذوذه الجنسي في القنوات كما فعل سنة 2008 على قناة : »ديريكت 8« ، في فرنسا وهو صديق حميم لعمدة باريس، وعمدة شواذ العالم، ونعني به »جون دولانوّي« الذي يدافع هو كذلك عن (شواذ المغرب).. فما الذي يغري في »إلطون جون« فشكله بغيض ومقزز وصوته رديء، وحركاته منفّرة، وأمّا أخلاقه، فحدّث ولا حرج.. لكن »توم جونس« ، أروع منه فنيا، وأكثر منه طربا وأجمل منه غناء وتنشيطا للأجواء.. بالإضافة إلى كونه سويا، وشخصية محبوبة، هذا إذا كان لابد من حضور فنان بريطاني إلى (مأثم موازين الحزين).. فهناك مثلا »جوكوكر« الذي استطاع أن يتخلّص من المخدرات، حيث لزم بيته طيلة خمس سنوات، وبعدها ظهر على الساحة بألبومات جميلة.. وهناك »بولْ ماكرتْني« ، مغني »ألبتلز« ، وهناك الإسكوتلاندي »رود إستيوارت« وهناك »بوب غيلدوف« الذي أطعم جائعي إيثيوبيا سنة 1985 بتنظيمه حفلا غنائيا ذر الملايين في ليلة واحدة من أجل الجائعين في إفريقيا.. ولكن »هادوك« في هذا البلد الأصيل، يفضلون »إلتون جون« تماما كما فضل »أصحاب الكرة« المدرب الشيخ، »روجي لومير« ، على غيره حتّى أعفتنا اختياراتهم الخاطئة من كأسي إفريقيا والعالم وهنا يكمن مشكل بلدنا.. ثم ماذا؟ جاء في جريدة »النهار المغربية« ليوم الجمعة 08 يناير 2010، وعلى صفحتها الأولى وبالضبط في ركن »في واضحة النهار« بأن التذاكر الخاصة (بإلطون جون) قد انتهت وعبر كاتب الركن بسخرية لا تخطؤها العين، بأن التذاكر نفذت رغم ارتفاع ثمنها وقبل موعد »موازين« بخمسة أشهر.. وكاتب هذه السطور يضيف بأن كل هذا حصل بعد أقل من يومين على نشر خبر مشاركة مغني الشواذ في (مهرجان الأحزان)، المقبل.. هل هذا معقو ل؟ ! أمر لم يكن يحدث حتّى مع مغني طائفة »شهود يهوا« الذي قال عنه السذج إنه أسلم ونعني به »مايكل جاكسون« .. أمر لم يكن يحدث حتّى مع ملك الروك، نعني به »إلفيس بريسلي« .. فكيف به يحدث مع مغني الشواذ في بلاد الأصالة والإسلام، حيث السكان لا يتحدثون الإنجليزية ولا شعبية لهذا المغني الشاذ في بلاد المغرب النبيل، بلاد الرجال الأفذاذ، بلاد القيم والوطنية وأصالة الأجداد.. فاستضافة مغني الشواذ هي خيانة للوطن لا تقل خطورة وجرما عن خيانة وحدتنا الترابية مثلا : فالقيم والوطنية والأخلاق لا تقبل التجزئة ولا تحتمل التأويل أو الانتقاء فأصالة وأخلاق هذا البلد كلها تمثل وقود شعلة الوطنية والشذوذ هو كل ما شذ عن هذه الوطنية.. إن الوطن هو بمثابة سفينة ولا يحق لأي راكب أن يحدث فيها تخريبا بدعوى الحرية أو الملكية الخاصة لمكان بهذه السفينة، وعلى الركاب أن يمنعوه من ذلك تماما كما فعلوا بخصوص الفصل 489 الذي طالب دعاة الشذوذ بإلغائه من القوانين ببلادنا، فكيف نمنع الشذوذ ونحاصره بكل الوسائل، ثم نسمح لمغني شاذ، ومدافع عن الشواذ، أن يغني في وطننا، ويجمع حوله كل الفسقة والأوغاد في ليلة داعرة؟هل هذا معقول؟ ! حيث ظهر فيه من يستقوي بسفارات أجنبية، وآخرون يزورون خصوم وحدتنا الترابية، وآخرون يخونون انتماءاتهم الوطنية، وآخرون يشيعون الأفكار الشيعية، وآخرون يبشرون بعودة المسيحية؛ وآخرون يستقبلون وزيرة الصهيونية، ثم آخرون يستضيفون مغني الشواذ في حفلة موسيقية، والفساد يذب في مجتمعنا تحت مسميات خادعة، مع العلم أن التدمير الداخلي الأخلاقي منه والسياسي لهو أخطر وأفدح من الخطر الخارجي، تالله ماذا دهى القوم؟إلى أين يسير بعضهم وأي مستقبل يريدون لهذا الوطن العزيز علينا؟ ! لكن إذا كانوا يصرون على مجيء »إلطون جون« إلى مهرجان الفسق والغرائز، فعليهم أن يكملوا عملهم حتى تكون زلتهم كاملة باستدعائهم فنانا فاسقا آخر، يسمى (معجزة العصر) وأعني به »بوي جورج« الشاذ الذي يتشبه بالفتاة تماما، فلا يجوز أن يبقى صديقنا (إلطون جون) وحيدا، أو كما قال المثل المغربي : »ما قدّوا اجمل زاوده الجملة« ، وعلى هذا الأساس لابد من استدعاء »الجملة« وهي سياسة مألوفة في بلادنا وفي كل المجالات والقطاعات، ولله الأمر من قبل ومن بعد.