أراد عبد الخالق فهيد ومنتجو سلسلة "دابا تزيان" تحقيق طفرة نوعية في مجال الفكاهة في رمضان هذه السنة وراهنوا على تجسيد فهيد لشخصيتين"جامع وشامة"كنوع من التغيير والاستقطاب للمشاهد الغربي الذي انفض من حول شاشة الأولى والثانية منذ الأيام الأولى لشهر رمضان بسبب الوجبة المائعة التي قدمت إليهم. غير أن ما كان يصبو إليه فهيد وبوعروة لم يتحقق، فتلك السلسلة التي تنتهي في سبع دقائق وتركز طوال الحلقة على الأم"شامة"التي يجسدها فهيد وتظهر بشكل واضح أنه لاعلاقة بين شخصه وتلك الشخصية التي يؤديها، هذا مع إلغاء باقي الشخصيات التي يظهر فيها الممثلون في مشهد واحد فقط خلال الحلقة. أيضا غابت شخصية "جامع" التي يجسدها فهيد الذي يطمح لتغيير وضعه الاجتماعي والارتقاء به إلى الأفضل والأحسن. غير أن والدته ترسم له طريق حياته، وتختار له شريكة العمر، ونمط العيش المجبر التأقلم معه، غير أنه يحاول تكسير هذه السيطرة والتمرد على أوامر أمه. قصة معتادة تطرقت إليها السينما والدراما المصرية وحتى المغربية منذ زمن طويل تظهر مدى الهوة بين تفكير الجيل القديم والجيل الجديد حيث أن الوالدين يفرضان على الابن الزواج من ابنة العم أو الخالة فيتمرد على إرادتهما وهكذا .. فما الجديد من خلال سلسلة "دابا تزيان" التي يبدو أنها ماغاديش تزيان مع فهيد ومجموعته،وحتى الممثلة سعاد رجاء التي جسدت دورا باهتا لن يضيف لها شيئا في رصيدها الفني . أما إبراهيم خاي الذي بزغ نجمه السنة الماضية من خلال سلسلة " مبارك مسعود "غاب هذه السنة من خلال ذلك الدور القزمي الذي قام به . ومن ناحية جمالية الصورة وعلى الرغم من توظيف عدة معالم فنية في "دابا تزيان" ك"الغرافيزم" أو (التوهيم)، إلا أنه لم يضف الكثير إلى السلسلة لأن القالب غالب والمشكل في الجوهر وليس في الشكل . لقد أراد السيناريست أحمد بوعروة إضافة عمل جديد إلى اسمه من خلال قائمة "عيش نهار تسمع أخبار"، و"زايد ناقص"، و"ميلود ورابحة"، و"ميستر ميلود"، و"مبارك أو مسعود" هذه الأخيرة التي حققت نسبة مشاهدة لابأس بها السنة الماضية حسب الإحصائيات الصادرة عن مؤسسة "ماروك ميتري"، الموكولة إليها مهمة الإشراف على قياس نسب المشاهدة في المغرب. فهل ستحقق سلسلة "دابا تزيان" نفس نسبة مشاهدة "امبارك أومسعود" وإن كان لهذه الأخيرة هفوات هي أيضا وقعت فيها السنة الماضية، أم أنه أصبح على المشاهد أن يجهز نفسه وقت بث الفكاهة المغربية لتغيير القناة والانتقال إلى محطة أخرى تحترم تطلعاته وتقدم له منتوجا جيدا يستحق المتابعة .