بدأت شبكة البرامج الرمضانية على القناة الثانية على الخصوص، تنصاع في إعداداها منذ يومين إلى عدد من الانتقادات التي توصل بها القيمون على شؤون القناة. الأكيد أن ما كتبه الزملاء المتخصصون في الشأن التلفزيوني منذ بث أولى «الوجبات» التلفزيونية وما تناوله المتتبعون عن قرب في صالونات خاصة طيلة الأيام الرمضانية الأخيرة حول قيمة هذه البرمجة، لم يجد صداه لدى المسؤولين عن البرمجة الرمضانية في «دوزيم». فأن يكتب بعض المتخصصين في الشأن التلفزيوني عن الرداءة التي أمطرتنا بها القناة الثانية منذ أول أيام هذا الشهر الفضيل، فهو في نظر القيمين على «دوزيم» أمر لا يعدو أن يكون ردة فعل «حاسد» أو «غير راض» أو في غالب الأحيان يُنعت ما نقدمه على أنه نقد «انطباعي» لتبخيس ما ننتج، وأنه منتوج لا يسمو إلى امتلاك آليات علمية لتقديم تحليل متكامل ومتناسق حول ما يقدم من فكاهة أو دراما.. وفي النهاية يضعنا هذا التلفزيون في خانة «المبتز» و«المتآمر» لتبرير عجزه. غير أن القناة الثانية في المقابل تكون غير ما مرة وليس وحدها فقط بل قنوات أخرى مجبرة على الانصات إلى ما نكتب عندما يجد صداه لدى «المعلنين». المفاجأة أن ما تناوله الزملاء النقاد من هفوات على مستوى محتوى ومضامين السلسلة الفكاهية «نسيب السي عزوز» لصاحبها الناصري، التقى وتكامل مع ما تضمنه تقرير لعدد من المعلنين المهتمين بوقت ذروة المشاهدة التي يبث فيه «نسيب السي عزوز»، الذي أشار إلى ملاحظات، أجملها في عدم احترام السلسلة لعدد من القيم المجتمعية، بالإضافة إلى تشويه بعضها. هكذا، لجأت القناة الثانية إلى دعم فترة البث ما بعد اذان المغرب (زمن ذروة المشاهدة)، تفاديا لغضب المعلنين من «نسيب السي عزوز» بوضعها سلسلة فكاهية للفنان عبد الخالق فهيد «دابا تزيان»، ليس خوفا من انتفاضة فهيد على أعمدة الصحف، التي وعد بها، بل خوفا من المعلنين الذين هددوا بسحب اعلاناتهم الاشهارية في وقت تراجعت عائدات الاشهار على طول السنة بالقناة بحوالي 30 بالمائة ولا يمكن استثناء شهر رمضان من هذا التراجع. [email protected]