قالت السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي, إن مشروع "جيل مدرسة النجاح" يهدف الى الرفع من نسبة الاحتفاظ بالمتعلمات والمتعلمين وتخفيض نسبة الانقطاع عن الدراسة في السنة الاولى من خمسة الى صفر في المائة. وقالت السيدة العابدة في حوار بمناسبة الدخول المدرسي للسنة الجارية , إن هذا المشروع الذي ينطلق معه التطبيق الفعلي للبرنامج الاستعجالي, يهدف الى تحقيق انطلاقة متميزة للأسلاك التعليمية بدءا من السنة الاولى الابتدائية, وإلى ضمان توفر جميع متعلمات ومتعلمي السنة الاولى الابتدائية على الموارد والكفايات التي تتيح الانتقال الى السنة الثانية الابتدائية. وأضافت السيدة العابدة, أن الوزارة ستشتغل على فوج "جيل مدرسة النجاح" الذي هو شعار الدخول المدرسي 2009 /2010 ,بطريقة جديدة, سواء في ما يتعلق بالجوانب البيداغوجية أو بنظام المعلومات الذي سيواكب هذا الجيل والذي سيسمح بالتتبع الفردي لكل تلميذ. وأكدت أن هذا المشروع, يهدف أيضا إلى تحسين مؤشرات الجودة وجعلها في قلب اهتمامات الفاعلين ووضع كل مكونات المنظومة التربوية في خدمة المؤسسات التعليمية. وفي معرض تطرقها للبرنامج الاستعجالي الذي شرعت الوزارة في تنفيذه خلال الموسم الحالي, أكدت السيد العابدة أن مرجعية هذا البرنامج تستند إلى الميثاق الوطني للتربية والتكوين وانه ليست هناك أية قطيعة بين البرنامجين, مضيفة أن الميثاق يعتبر مرجعية شاملة وجد متقدمة في إصلاح المنظومة التربوية. وقالت إن التمسك بالميثاق الوطني للتربية والتكوين هو أمر أساسي لأنه مرجعية تم التوافق حولها فضلا عن أنه أبان عن نجاعته وعن مواءمته مع المنظومة التربوية. وبالنظر إلى أن البرنامج الاستعجالي متشعب وكبير وأن تنفيذه يحتاج الى تدخل عدة أطراف, أكدت السيدة العابدة على أن مقاربة تنفيذ هذا البرنامج ستتم من خلال تحسين حكامة القطاع لضمان التعبئة حول المدرسة. وأشارت السيدة العابدة في هذا السياق إلى أن ترتيب البيت الداخلي يعد شرطا أساسيا لتعبئة المجتمع حول المدرسة المغربية مبرزة أن الوزارة قطعت أشواطا كبيرة في هذا الاتجاه وتمكنت من تقليص المسافات بين المسؤولين المركزيين والفاعلين بالمؤسسات التعليمية وتكثيف التواصل خصوصا مع أولئك الذي يوجدون في المناطق النائية. وأكدت أنه انطلاقا من هذه الوضعية يمكن الان التعامل مع الشركاء والمعنيين بالفعل التربوي وفق مقاربة جديدة تعتمد بالخصوص على توسيع التعاون مع جميع الشركاء. وبعد أن ذكرت بأن أمر تأهيل المدرسة المغربية موكول للاسرة والأطر التعليمية, أشارت إلى أن للوزارة خطة ستفعلها ميدانيا انطلاقا من هذه السنة من خلال تخصيص الاربعاء الاخير من شهر شتنبر لجمعيات أمهات وآباء التلاميذ, مؤكدة أن هذا الموعد سيشكل مناسبة للاحتفال بالعلاقة البناءة ولترسيخ قيم التعاون داخل قطاع التربية والتكوين بناء على ميثاق مشترك بين جمعيات الأمهات والآباء والوزارة ممثلة في المؤسسات التعليمية وأضافت أن الوزارة حددت أسبوعا نهاية شهر مارس للاحتفال بجمعيات قدماء التلميذات والتلاميذ معتبرة بأنه يتعين على هذه الفئة أن تلتفت الى المدارس التي تعلمت بها لانها في حاجة الى معارفها لتخطي الصعوبات . كما أكدت أن الوزارة ستنظم أسبوعا للشراكة خلال شهر أبريل المقبل. ولتفادي بعض الاختلالات التي تعرفها المنظومة التعليمية ومنها مشكلة الاقسام المشتركة والوحدات التعليمية التي لا توفر شروط الفعل التربوي الجيد, أبرزت السيدة العابدة أن البرنامج الاستعجالي جاء بأجوبة صريحة ومنها وضع عدة تربوية خاصة بالمشتغلين في هذه الاقسام وتوفير التأطير التربوي الملائم وتمكين أطر الإشراف التربوي (المفتشين) من وسائل العمل (سيارات) بغرض التواجد الفعلي في المناطق النائية وتقديم الدعم للاساتذة الذين يشتغلون بهذه المناطق فضلا عن ضمان استقرار المدرسين بتوفير السكن لهم. وأشارت إلى أنه سيتم التنسيق مع الجماعات المحلية لتسهيل الاشتغال بالمناطق النائية , عبر ضمان مواكبتهم بشكل أدق. وقالت إن البرنامج الاستعجالي نص في المدى المتوسط على تعويض الوحدات المنتشرة بالمناطق النائية بمدارس جماعاتية توفر شروط التحصيل العادي والجيد, مشيرة إلى ان الوزارة ستفتح عشر مدارس جماعاتية هذه السنة. وأكدت أن التجربة أبانت عن نجاعتها وانها ستمكن أولا من توفير 50 في المائة من الموارد البشرية وبالتالي الاشتغال في ظروف مريحة فضلا عما للعملية من انعكاسات تربوية. ولانجاح تجربة المدارس الجماعاتية سيتم -تضيف السيدة العابدة- إما إحداث داخليات أو ضمان النقل المدرسي للذين لايقطنون بالقرب من هذه المدارس, مضيفة أن البرنامج الاستعجالي نص على إحداث خمسين مؤسسة خلال أربع سنوات "لكن عند الاطلاع على النتائج تبين أنها إيجابية وسنسعى الى الرفع من نسبة إنجاز هذه المؤسسات". وفي سياق تطرقها لظاهرة الساعات الإضافية, أبرزت السيدة العابدة أن هذه الظاهرة مرتبطة بمستوى تحصيل التلاميذ, مضيفة أن القضاء عليها سيتحقق من خلال تطوير المنظومة وتحسين جودة المنتوج . وقالت إن الوزارة تنظم ساعات للدعم المدرسي على صعيد المؤسسات التعليمية بحيث يتكلف المدرسون بتأطيرها خلال الساعات النظامية (الساعات المتبقية لتكملة الغلاف الزمني ). وبخصوص موقع التعليم الخصوصي في الاصلاحات التي تقوم بها الوزارة, اعتبرت السيدة العابدة أن هذا النوع من التعليم يتطور بوتيرة لابأس بها بحيث أصبح يستوعب 8 في المائة من اعداد التلاميذ ويعرف تطورا كبيرا وبالخصوص في المدن الكبرى .وخلصت إلى أن هناك خطة حكومية للارتقاء بالتعليم الخصوصي تمت بلورتها في الاتفاق الإطار الذي تم التوقيع عليه منذ أكثر من سنتين, مؤكدة أنه يتم الآن الاشتغال على صيغ تفعيل هذا الاتفاق الاطار مع الجمعيات الممثلة للقطاع ويتعين الآن انتظار فتح نقاش في إطار المجلس الاعلى للتعليم للخروج بالخلاصات وتحديد ما يمكن القيام به. وتوقعت أن يتم هذه السنة التوصل الى الصيغ الكفيلة بتطوير هذا القطاع.