عبد القادر الحجاجي تنطلق يوم عاشر شتنبر الجاري سنة دراسية جديدة أريد لها أن تكون سنة الشروع في تطبيق البرنامج الاستعجالي الذي وضع من أجل تصحيح وتدارك ما اعترى تطبيق مشروع إصلاح منظومة التربية والتكوين من اختلالات, وإعادة تنظيم الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية والرقي بالأداء التربوي والتدبيري للمؤسسات. وإذا كانت تجارب الإصلاح السابقة قد راكمت مجموعة من المكاسب تفاوت المتتبعون في تقييمها , فإن المعنيين بهذا المجال سواء كانوا مسؤولين أو شركاء اجتماعيين, يقرون بأنه لايمكن اليوم تجاهل اختلالات المنظومة التربوية الناتجة بالأساس عن عدد من الإصلاحات المجهضة قبل أوانها, أو المطبقة على نحو انتقائي,كما خلص الى ذلك التقرير السنوي للمجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 . ولتدارك هذه النقائص ووضع قطار الإصلاح على سكته ستشرع الوزارة خلال الموسم الدراسي الحالي الذي اختير له شعار "جيل مدرسة النجاح " في أجرأة مقتضيات البرنامج الاستعجالي من خلال مجموعة من الإجراءات ستركز بالخصوص وفي المرحلة الاولى على المتعلم باعتباره المستهدف وقطب الرحى في المنظومة التربوية, وعلى الجانب الاجتماعي في عملية التحصيل . فمن خلال المشاريع التي أعدتها وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الاطر والبحث العلمي لإيلاء المتعلم والمتعلمة الأهمية التي يستحقانها ولجعل دور المدرسة مركزيا في إصلاح المنظومة التربوية, تقرر الشروع هذه السنة في تفعيل مشروع "جيل مدرسة النجاح" الذي جعل من تحقيق انطلاقة دراسية موفقة ابتداء من السنة الاولى ابتدائي ,أولى الأولويات في سيرورة إصلاح المنظومة التربوية المغربية, ومنطلقا عمليا وقويا لإحداث قطيعة مع الوضعية الحالية نحو أفق جديد يوفر شروط الاحتفاظ والنجاح لجميع المتعلمين دون استثناء مع مراعاة الاختلاف والفروق الفردية. ويسعى مشروع "جيل مدرسة النجاح" الى ضمان توفر جميع متعلمات ومتعلمي السنة الاولى ابتدائي على الموارد والكفايات التي تتيح الانتقال الى السنة الثانية والرفع من نسبة الاحتفاظ بالمتعلمين والمتعلمات وتخفيض نسبة الانقطاع في السنة الاولى من 5 في المائة إلى صفر في المائة وتحقيق انطلاقة متميزة للأسلاك التعليمية بدءا بالسنة الاولى الابتدائية. ولتحقيق هذا الهدف اتخذت مجموعة من الإجراءات تهم بالخصوص تشكيل فرق للإشراف تسهر على تنفيذ هذا المشروع بوضع مخطط للعمل يحدد محطات دورية للتقويم والتتبع والتقويم واتخاذ إجراءات المعالجة الآنية وتوفير الشروط والبنيات والوسائل اللازمة جهويا وإقليميا ومحليا وتشخيص مؤهلات وميولات المتعلمات والمتعلمين الجدد. وإلى جانب مشروع "جيل مدرسة النجاح" سيتم هذه السنة الشروع في تنفيذ وتعميم "مشروع المؤسسة" على كل مستويات المنظومة التربوية والذي يعتبر إطارا منهجيا وآلية عملية ضرورية لتنظيم وتفعيل مختلف الاجرءات التدبيرية الهادفة الى تحسين جودة العملية التعليمية وأجرأة الإصلاحات التربوية داخل كل مؤسسة. ويهدف "مشروع المؤسسة" كما تنص على ذلك الوثائق التي أعدتها الوزارة بمناسبة الدخول المدرسي الحالي الى تحسين ثلاث مؤشرات استراتيجية تتعلق بالرفع من معدلات النجاح ونسبة النجاح وكذا الرفع من نسبة الاحتفاظ بالمتعلمين بالمؤسسة ومن اجل الارتقاء بجودة الخدمات التي تقدمها المؤسسة وفي مقدمتها جودة التعلمات فإن المشروع سيركز على تقوية تأطير هيئة التدريس والتتبع الفردي للمتعلمين ودعمهم المستمر والبحث ومحاربة التعثر والهدر المدرسي وضعف النتائج والتغيب وتأهيل الفضاءات المدرسية وتوفير الموارد الضرورية. ولتنفيذ هذه المشاريع في ظروف مواتية , تقرر تأهيل حوالي 24 ألف مرب ومربية ممارسين, وإحداث 230 قسما للتعليم الأولي بالوحدات التعليمية بالمناطق ذات الحاجة, وتوفير أنواع ووسائل النقل المدرسي (16 ألف مستفيد بغلاف مالي يقدر ب 55 مليون درهم) وتحسين خدمات الإطعام المدرسي والداخليات, والرفع من سعر المنحة الدراسية من 700 درهم للتلميذ عن كل ثلاثة أشهر إلى 1260 درهم, واعتماد 180 يوما مفتوحا للإطعام. وفي المجال الاجتماعي تعتزم الوزارة هذه السنة توسيع قاعدة التلاميذ المستفيدين من المبادرة الملكية "مليون محفظة" بحيث سيستفيد 3 ملايين و677 ألف و34 تلميذ وتلميذة وهو ما كلف غلافا ماليا يناهز 437 مليون درهم. وإلى جانب المحفظات وتوفير كل المستلزمات الدراسية سيتم تقديم منح مالية بقيمة 8ر92 مليون درهم برسم الدخول المدرسي 2009 - 2010, ستستفيد منها نحو 50 ألف أسرة, أي ما يعادل 90 ألف تلميذ وتلميذة. من ناحية اخرى وبالنظر الى تزامن الدخول المدرسي هذه السنة مع ظهور وباء انفلونزا الخنازير فإن الوزارة وضعت مخططا شاملا بتنسيق مع وزارة الصحة لضمان السلامة واستمرار الأنشطة البيداغوجية بشكل عادي .وتهم هذه الإجراءات بالخصوص وضع اجهزة للتنظيم من خلال تكون خلايا لتدبير الازمة على المستوى المركزي والجهوي والاقليمي وإعداد مخطط وطني يتضمن الاجراءات الوقائية الواجب اتخاذها والانشطة التحسيسية التي ينبغي القيام بها فضلا عن وضع خطة إعلامية تتضمن التدابير الاعلامية المبرمجة سواء في مرحلة ما قبل وخلال الازمة.