أثارت صورة محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، صبيحة أمس الثلاثاء، في مدرسة "علي مرزوق" بمدينة أصيلا، وهو يجلس بجانب إحدى التلميذات في طاولة نظيفة ومرتبة، ردود فعل قوية، حيث مارس دور التلميذ النجيب الذي ينصت إلى الدرس بإمعان، قبل أن تغريه السبورة ليقدم درسا نمودجيا أمام تلاميذ أنيقين، ونمودجيين تم اختيارهم بعناية فائقة، حيث مارس الوفا دور المعلم وهو يحث التلاميذ على التغذية السليمة. تلميذ الحكومة كان يشرف على انطلاقة الأسبوع التوعوي حول التغذية الصحية تحت شعار "صحتي في تغذيتي"، وهو البرنامج الذي يستهدف حوالي 4 ملايين تلميذ وتلميذة في شتى مدارس البلاد، وكانت المدرسة التي حل بها الوفا استثنائية بكل المقاييس، حيث تهيأت بما في الكلمة من معنى لاستقبال الوزير، كما أن أغلب تلامذتها حضروا المدرسة بأزياء نظيفة تدل على الإجتهاد الذي قل هذه الأيام في المدارس العمومية، وحل محله العنف ضد الأساتذة والتلاميدذ. وعمل الوفا على تقمص مهنة المعلم عن جدارة خصوصا وهو حاور تلاميذ المدرسة تارة، ويسألهم عن بعض تفاصيل الدراسة تارة أخرى، أو يطلب تكرار نشيد أو ترديد عبارات باللغة العربية أو الفرنسية، حيث أبدى ارتياحه من المستوى اللائق للتلاميذ، ومن مستوى إبداعاتهم في اللوحات التعبيرية والمسرحية التي شملت رسائل تهم معطيات ومفاهيم ونصائح بخصوص التغذية الصحيحة. تجربة الوفا يجب أن تتكرر في مدارس أخرى وبشكل اعتباطي ليقف على مستوى المؤسسات العمومية، خاصة في بعض المناطق الجبلية التي عانت منذ أسابيع من حالة حصار دائم.