قال رئيس الجمعية المغربية للمراقبين الجويين السيد سمير برخلة, إن المجهودات الكبيرة التي بذلها المغرب خلال السنوات الأخيرة لتطوير قدراته في مجال مراقبة أجواء الطيران, مكنته من اكتساب خبرة, أصبح يعتد بها على الصعيد الدولي, مما جعل عددا من البلدان الصديقة, خاصة في إفريقيا, تسعى للاستفادة من هذه التجربة. وأوضح السيد برخلة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, على هامش الملتقى الجهوي 20 للفيدرالية الدولية لجمعيات المراقبين الجويين لمنطقة افريقيا والشرق الأوسط, الذي يختتم أشغاله اليوم الخميس بورزازات, أن التجربة المغربية في مجال المراقبة الجوية لم تقتصر فقط على اقتناء التكنولوجيا المتطورة, وإنما اعتمدت أيضا على الاهتمام بالموارد البشرية, التي تتلقى تكوينا أكاديميا يواكب المستجدات العلمية على الصعيد العالمي في هذا الميدان. واستشهد في هذا السياق بكون المغرب أضحت لديه مصداقية قوية لدى المنظمة الدولية للطيران المدني, بعد تأكد الخبراء والمراقبين التابعين لهذه المؤسسة الدولية من الكفاءات البشرية التي تتوفر عليها المملكة وقدرتها على تسخير التكنولوجيا المتطورة في ضمان أمن وسلامة حركة الطيران. وأشار في هذا الصدد أيضا إلى أن توقيع المغرب على اتفاقية "الأجواء المفتوحة" (أوبن سكاي) مع أوروبا ليس من قبيل المصادفة, بل هو نتيجة منطقية لهذا المجهود الذي بذلته المملكة على امتداد حوالي عقد من الزمان, مبرزا أن التوقيع على هذه الاتفاقية ليس غاية في حد ذاته, وإنما هو بمثابة دفتر للتحملات يتقيد المغرب باحترامه لينخرط في منظومة الأجواء الأوروبية الموحدة. وأضاف أن الخبرة التي اكتسبها المغرب جعلته يحظى ايضا بثقة الفيدرالية الدولية لجمعيات المراقبين الجويين, التي قررت أكثر من مرة منحه شرف احتضان أشغال مؤتمراتها السنوية الخاصة بمنطقة افريقيا والشرق الأوسط, مما يؤكد المكانة التي أصبح يتمتع بها المغرب على الصعيدين الجهوي والدولي في مجال المراقبة الجوية وضمان سلامة وأمن حركة الطيران.وخلص السيد سمير برخلة إلى القول إن سعي المكتب الوطني للمطارات لتحقيق المزيد من التطور للكفاءات التقنية والمهارات البشرية التي يتوفر عليها جعلته يضع برنامجا تكوينيا جديدا بالنسبة لمختلف أسلاك التكوين الخاصة بالمراقبين الجويين المغاربة الذين أصبحوا يتلقون تأطيرا نظريا وتطبيقيا من خمس سنوات بعد الحصول على شهادة الباكالوريا, عوض سنتين من التكوين الذي كان معمولا به سابقا.