أكد سفير المغرب بفرنسا السيد المصطفى الساهل ، الأحد الماضي بباريس، أن عولمة الاقتصاد المغربي تعكس درجة النضج الذي بلغه النسيج الاقتصادي الوطني وهو ما يشكل اعترافا بتحول « نشاط الاستثمار « وكفاءة الفاعلين الاقتصاديين المغاربة. ونوه الساهل ، في تدخل له خلال الجلسة الختامية لندوة الدورة ال 14 لملتقى «آفاق المغرب «( اوريزون ماروك) المنظم من قبل جمعية مغاربة المدارس الكبرى ، بمساهمة المقاولات المغربية ، التي عرفت كيف تتموقع في وقت مبكر لتصبح قاطرات فعلية لتنمية الاقتصاد المغربي سواء على الصعيد الوطني او الدولي .واضاف ان الفاعلين الاقتصاديين المغاربة لايكتفون فقط بالاستثمار على المستوى الداخلي بل تنبهوا الى أن مصير تطوير مقاولاتهم يكمن أيضا في محيطهم الطبيعي المتمثل في القارة الافريقية. وقال الديبلوماسي المغربي ان التزام المغرب إزاء شركائه الأفارقة يشكل قاعدة ثابتة للدبلوماسية المغربية ، مذكرا بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قام ، منذ تربعه على العرش ، بالعديد من الزيارات لبلدان افريقية ، وهي الزيارات التي أعطت دينامية جديدة للعلاقات مع البلدان الصديقة ودفعة حاسمة للتعاون جنوب - جنوب. وأبرز أن القطاع الخاص المغربي يواكب بحيوية تنفيذ هذه الاستراتيجية ، مشيرا الى الحضور القوي للفاعلين الاقتصاديين المغاربة في عدد من البلدان الافريقية بهدف تمكينها من الخبرات والمؤهلات المغربية في العديد من الميادين التي تتوفر فيها المقاولات المغربية على خبرة معترف بها وتحظى بالاعجاب على المستوى الاقليمي والقاري . وأضاف أن حضور عدد من المقاولات المغربية بافريقيا يغطي عددا من القطاعات من قبيل الطاقة ومهن البنوك والنقل البحري والجوي والاتصالات وتدبير الموانىء والماء والكهرباء والفلاحة والسكنى بالاضافة الى المعادن. وأكد الساهل ان الاقتصاد المغربي سجل خلال خلال السنوات الاخيرة نتائج متميزة في وقت يجتاز فيه العالم أزمة اقتصادية لا سابق لها، مشيرا إلىأان النتائج الجيدة التي يحققها الاقتصاد المغربي هي ثمرة جهود السلطات العمومية ودينامية وانخراط الفاعلين الاقتصاديين . من جهته، قال محمد الكتاني الرئيس المدير العام ل»التجاري وفا بنك» ،الذي تتواجد مجموعته في عدد من البلدان الافريقية جنوب الصحراء وفي تونس ،أن بناء استراتيجية دولية هو « خيار صعب جدا في مسار أي مقاولة « لأنه يمكن أن يكون « حاملا لأخطار كبيرة ويندرج في إطار المغامرة في فضاءات ثقافية تختلف عن ثقافتنا».وأضاف أن هذا الخيار يفترض أن تكون المقاولة قد اكتسبت قوة في سوقها الطبيعي وأن يكون ناتج عن الحاجة إلى البحث عن مورد طبيعي أو عن سياسة التحكم في موارد التزود التي لا يقدمها البلد المستقبل لنشاط المقاولة بشروط التنافسية اللوجيستية. وأكد الكتاني أن من بين العوامل التي شجعت « التجاري وفا بنك» على الانتقال الى عولمة أنشطته الاندماج، الناجح ما بين « التجاري « و»وفا بنك» سنة 2004 ،مما جعل من المجموعة أول شبكة لجمع الادخار بالمغرب، بالاضافة إلى بعد نظر والرؤية المتبصرة لجلالة الملك في مجال النهوض بالتعاون جنوب - جنوب الشيء الذي مهد الطريق أمام المقاولات المغربية للقيام بأنشطتها في افريقيا. وتابع أن التطور الطبيعي للمقاولات المغربية يكمن في افريقيا بالنظر الى العلاقات الروحية والثقافية القائمة منذ قرون بين المغرب وعدد من البلدان في افريقيا جنوب الصحراء ، مشيرا الى أن نموذج البنك العالمي الذي نجح في المغرب يمكن أن «يطبق بسهولة على مستوى بلدان الجنوب التي اخترناها». وأبرز انه انطلاقا من هذا المعطى ،تمكن البنك في ظرف 18 شهرا من اكتساب ثمانية بنوك في كل من تونس والسينغال ومالي والغابون وكوت ديفوار والكونغو برازفيل والكاميرون، بالاضافة لى تواجد البنك في موريتانيا ، وفتح مكتبا تمثيليا له في ليبيا.وبعد أن أعلن عن قرب افتتاح بنك في بوركينا فاسو خلال الأيام المقبلة، أكد السيد الكتاني أن استراتيجية المجموعة على المستوى الدولي تستند على مبدأ اللامركزية. وبدوره ،أكد المدير العام للقطب الاداري والمالي لاتصالات المغرب أرنو كاستيل أن افريقيا هي مستقبل المغرب والمقاولات المغربية، مذكرا بأن الفاعل التاريخي للاتصالات المغربية حاضر بقوة في بوركينا فاسو وموريتانيا والغابون ومالي وشيئا ما في فرنسا وبلجيكا.وأوضح أن الديبلوماسية المغربية تعد «مكسبا هاما» بالنسبة لاتصالات المغرب في تواجدها بافريقيا جنوب الصحراء ، مشيرا الى التقارب الثقافي بين المغرب وبلدان غرب افريقيا التي تشكل «ميزة تنافسية» بالنسبة للفاعل الفرنسي- المغربي.وأكد ،من جهة أخرى، على أهمية الخبرة التي تتوفر عليها الموارد البشرية المغربية ، مشيرا الى الاستثمارات الكبيرة لاتصالات المغرب في افريقيا والى كون المجموعة تستثمر الى حدود 40 في المائة من مداخيلها في بناء احدى شبكاتها خلال السنة الاولى من تواجدها في بلد ما. وتجدر الاشارة الى ان هذه الندوة التي نظمت حول موضوع « عولمة الاقتصاد المغربي في افريقيا عبر النمو التجاري والاستثماري للمقاولات «، تميزت بحضور كبير للطلبة المغاربة بالمدارس والجامعات الفرنسية . وبحسب المنظمين فقد زار ما بين 3500 و 4000 طالب أروقة 35 شركة مغربية بالمعرض الذي أقيم بمناسبة انعقاد الدورة ال 14 لملتقى آفاق المغرب ( أوريزون ماروك).