فاز فيلم "مريم" للمخرج السوري باسل الخطيب بالجائزة الكبرى للداخلة في المهرجان الدولي للسينما بالداخلة في دورته الرابعة التي اختتمت فعالياتها مساء اليوم الثلاثاء. وتنافست في المسابقة الرسمية للفيلم العربي في هذا المهرجان٬ الذي نظمته جمعية التنشيط الثقافي والفني بالأقاليم الجنوبية٬ سبعة أفلام تمثل كلا من المغرب والجزائر وسلطنة عمان وسورية ولبنان ومصر وتونس. ويحكي الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى للداخلة في هذه المسابقة٬ عن مصير ثلاث نساء خلال فترة الحرب تسمى كل واحدة منهن "مريم"٬ ويعشن في أوقات مختلفة في مواجهة الحرب في مختلف جوانبها٬ لكن أيا من النساء الثلاثة لم تفقد ما قدمت لها الحياة وهو الحق في الاختيار والاستعداد للتضحية. واعتبر الكاتب والناقد محمد نو الدين أفاية٬ رئيس لجنة تحكيم هذه المسابقة٬ أن الجائزة الكبرى منحت لفيلم "مريم" اعتبارا لأبعاده الملحمية ولتميزه السينمائي اللافت ولقدرته على إنجاز تركيب موفق للحظات مفصلية من تاريخ مجتمع تعرض وما يزال لهزات كبرى (...) ونظرا للاختيارات السينمائية الراقية التي قام بها مخرجه لبناء حكايته٬ حيث مزج٬ بإتقان واضح٬ بين القوة الدلالية للرمز والحمولة الإيحائية للمجاز واللغة المباشرة والتقريرية٬ وأيضا لبنائه الدرامي الشيق والقوة التعبيرية الجاذبة والأبعاد النبيلة في الروح الإنسانية التي جسدها شخوص الفيلم. وعادت جائزة لجنة التحكيم إلى الفيلم اللبناني "تنورة ماكسي" للمخرج جو بوعيد٬ بالنظر إلى "حمولته الشاعرية وقوة موضوعه الذي جمع بين استحضار التاريخ وهموم الحاضر"٬ واعتبارا لأصالة أسلوبه السينمائي والرؤية الإخراجية المتميزة ب"ابتكارية وأصالة وإقناع". وفازت بجائزة أحسن دور نسائي في مسابقة الفيلم العربي بهذا المهرجان الممثلة الجزائرية عديلة بنمحمود في الفيلم الجزائري "التائب" لمرزاق علواش٬ لمساهمتها البارزة في البناء الدرامي للقصة المحكية في الفيلم٬ والتماهي القوي الذي عبرت عنه لتجسيد الشخصية التي قدمتها في الفيلم. أما أحسن دور رجالي فعاد للممثل علي بنور في فيلم "باب الفلة" لمصلح كريم من تونس٬ اعتبارا "لقوة شخصيته في الفيلم ولحسن أدائه لدوره٬ ولحضوره المميز في أكثر اللقطات قوة وتعبيرية"٬ ونظرا للقيم التي جسدها وعرف المخرج كيف يمررها من خلاله. وأشار رئيس لجنة تحكيم المسابقة إلى أنه تقديرا للاختيارات التجريبية التي اهتدى إليها المخرج٬ وللمعالجة الفكرية لقضية وجودية تضع صاحبها في وضعية تمزق بين الآنا والآخر٬ وفي ضوء المجهود السينمائي المبذول على الرغم من كل الصعوبات التي تبدو على المستويات التعبيرية لهذا الاختيار٬ فإن اللجنة تنوه تنويها خاصا بالفيلم المغربي "خويا" للمخرج كمال الماهوطي. وقال أفاية٬ خلال تقديمه للضوابط التي اعتمدت عليها لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم العربي في هذا اللقاء الفني٬ إن الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للسينما بالداخلة تشكل "منعطفا في مسار هذه التجربة الفنية والثقافية في هذه المدينة"٬ معربا عن الأمل في أن "تكبر وتنضج أكثر حتى تنتزع موقعها المناسب والأصيل في خارطة المهرجانات المغربية والعربية". وقد حضر حفل توزيع الجوائز على الفائزين والي جهة وادي الذهب لكويرة عامل إقليم وادي الذهب السيد حميد شبار٬ ورؤساء المجالس المنتخبة وعدد من الفعاليات المحلية٬ فضلا عن مجموعة من الفنانين المغاربة والعرب٬ وعدد من المهتمين بالشأن السينمائي والثقافي. يذكر أنه تم خلال المهرجان عرض مجموعة من الأفلام المغربية الحديثة٬ فضلا عن أربعة أفلام من جزر الكناري التي شاركت كضيف شرف هذه الدورة.