تحتفي الدورة التاسعة عشر لمهرجان تطوان الدولي، لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، المزمع عقدها في الفترة ما بين 23 و30 مارس 2013، بخمسينية استقلالها، من خلال عرض ثلة من أهم الأفلام التي أرّخت للسينما الجزائرية، عبر مختلف الأجيال، بينما يدخل فيلم مرزاق علواش ''التائب'' في المسابقة الرسمية. كشف أحمد الحسني، مدير مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، في لقاء مع ''الخبر''، أن المهرجان خصّص برنامجا ثريا للإحتفاء بالسينما الجزائرية، بمناسبة مرور خمسين سنة على الاستقلال، من خلال عرض عشرة أفلام لمختلف الأجيال السينمائية، التي وضعت أسماءها بجدارة على السجل الذهبي للفن السابع الجزائري، وهي ''العفيون والعصا'' لأحمد راشدي، ''وقائع سنوات الجمر'' لخضر حامينا، ''القلعة'' لمحمد شويخ، ''عطلة المفتش الطاهر'' لموسى حداد، ''عمر فتلاتو الرجلة'' لمرزاق علواش، ''نوة'' لعبد العزيز طولبي، ''جبل باية'' لعز الدين مدور، ''الشبكة'' للغوتي بن ددوش، ''ليلى والأخريات'' لسيد علي مازيف و''مسخرة'' لإلياس سالم. ويؤكد الحسني أن هذه الأفلام سجلت علامة فارقة في تاريخ المهرجان على مدار دوراته المتعاقبة، قائلا ''للجمهور المغربي علاقة حميمية جدا مع السينما الجزائرية في النوادي السينمائية والقنوات التلفزيونية، وقد تركت أثرا كبيرا بداخلنا ولقيت قبولا كبيرا من الجمهور المغربي الذي يعشق السينما الجزائرية، والعودة لهذه الأفلام المميزة بمثابة تكريم لهذه الأعمال التي أرّخت لسينما التحرير في العالم ولجيل كامل من صنّاعها''. وتحدّث ذات المسؤول عن علاقته القوية بالمخرج الجزائري الراحل عز الدين مدور، الذي كان له دور كبير في هذا المهرجان. مضيفا ''لمدور أثر كبير في المهرجان، بالرغم من أنه لم يحضر سوى مرة واحدة منذ حوالي عشر سنوات، أتذكر وقتها كان المرض قد نخر جسمه، لكنه كان مصرا على مشاركتنا من خلال عرض فيلم ''جبل باية''، وتحصل وقتها على جائزة لجنة التحكيم، وبعد وفاته أطلقنا اسمه على الجائزة، تكريما له وللسينما الأمازيغية. وأعلن محدثنا أن البرنامج الإحتفائي بخمسينية الاستقلال، سيخصص ندوة تحمل عنوان ''السينما الجزائرية والجيل الجديد''، يديرها كل من الناقد السينمائي أحمد بجاوي، محمد بن صالح، الرئيس الشرفي لمهرجان وهران للفيلم العربي، والإعلامي نبيل حاجي، ويتوقع الحسني أن تكون الدورة الجديدة لعرس تطوان السينمائي، حدثا ثقافيا مميزا بحكم العلاقة التي ربطته بالسينمائيين الجزائريين، من خلال تخصيص زاوية كاملة في المجلة الدورية للمهرجان ''وشمة'' في عددها الثامن، لمقالات ودراسات أكاديمية عن السينما الجزائرية. ومن المنتظر أن يحتفي المهرجان في طبعته الجديدة، بالإضافة إلى السينما الجزائرية، السينما البرتغالية، كما سيعرف برنامجها تكريما لأربعة وجوه سينمائية من حوض المتوسط، وتنظيم ندوة تحمل عنوان ''الإنتاج السينمائي المشترك في بلدان المتوسط''، ومائدتين مستديرتين حول ''السينما وتاريخ الموريسكيين: وجهات نظر مختلفة'' و''الرواية المغربية والسينما''.