أعطى الفيلم الجزائري «التائب»، أول أمس الأحد، الضوء الأخضر لانطلاق المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للسينما في نسخته الرابعة، تلاه عرض فيلم «أصيل» من سلطنة عمان وفيلم «مريم» من سوريا. ويتنافس على جوائز المهرجان، وهي: الجائزة الكبرى للداخلة، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أحسن دور رجالي، وجائزة أحسن دور نسائي، كل من فيلم «خويا» من المغرب، «تنورة ماكسي» من لبنان، «الشتا اللي فات» من مصر، التي ستعرض اليوم الاثنين، و«باب الفلة» من تونس الذي يختتم المسابقة يوم غد الثلاثاء. وكان المهرجان الدولي للسينما للداخلة قد انطلقت فعالياته أول أمس السبت، بحضور حميد شبار، والي جهة وادي الذهب لكويرة، ورؤساء المجالس المنتخبة وعدد من المسؤولين، وسط تعزيزات أمنية بعد غياب اضطراري، إثر الأحداث التراجيدية التي عرفتها الداخلة عام 2010 ، بعد انتهاء مباراة في كرة القدم جمعت بين شباب المحمدية ومولودية الداخلة. حفل الافتتاح، الذي تزامن مع افتتاح قصر المؤتمرات، الذي أنجزته وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، انطلق بوصلة غنائية أحيتها كل من كريمة الصقلي، عادل الزرهوني وعبد القادر غنيم بكلاسيكيات الأغنية العربية، قبل أن ينضم إليهم مجموعة من الأطفال، بملابس تقليدية من التراث المغربي بشماله وجنوبه وشرقه وغربه، أدوا مقطعا من الأغنية الوطنية الشهيرة «نداء الحسن» التي تؤرخ لحدث المسيرة الخضراء. وفي كلمة مقتضبة، رحب شرف الدين زين العابدين، رئيس المهرجان، بنجوم الفن السابع، مغاربة، عربا وأجانب، مضيفا أن برمجة مسابقة الأفلام العربية في المهرجان جاءت بعد أن لمس عشق سكان مدينة الداخلة لهذه النوعية من الأفلام. واعتلت خشبة مسرح قصر المؤتمرات لجنة التحكيم المكونة من الناقد السينمائي المغربي نور الدين أفاية، رئيسا للجنة تحكيم المسابقة الرسمية، والممثل أشرف عبد الباقي من مصر، والتونسي فتحي الخراط، رئيس مهرجان قرطاج السينمائي، والكاتبة آسيا الريان من سوريا، واللبناني صبحي سيف الدين، نقيب السينمائيين. وختم المهرجان ليلته الأولى مع الأسماء الفنية التي وقع عليها الاختيار لتكريمها في النسخة الرابعة، وكانت البداية مع الفنان المغربي محمد خيي، الذي استقبله زملاؤه في الوسط الفني المغربي والجمهور الحاضر وسط عاصفة من التصفيق، ثم الفنانة الإسبانية باتريسيا الفاريس، وأخيرا الفنان المصري القدير يحيى الفخراني الذي اختار إهداء درع التكريم لبلده مصر، واصفا إياها بمصر الحضارة والعطاء وأم الدنيا. وأجمع الفنانون المكرمون في كلماتهم بالمناسبة عن اعتزازهم بهذا التكريم، معربين عن الأمل في أن تصبح هذه التظاهرة الفنية تقليدا سنويا وتساهم في حراك ثقافي وفني للمدينة. وانتهى اليوم الأول للمهرجان بعرض فيلم وثائقي للمخرجة المغربية «فريدة بليزيد»، بعد غياب طويل، وفيلم «الخطاف» لسعيد الناصري. ومن المنتظر أن تشهد فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للسينما، عقد ندوة حول السينما وحقوق الإنسان بالعالم العربي، اليوم الاثنين، بمشاركة نقاد وسينمائيين من داخل المغرب ومن خارجه. كما ستنظم مسابقة سيناريو الشباب، وورشات تكوينية في السيناريو والإخراج، يؤطرها أساتذة مختصون ومخرجون. وتحتضن ساحة الحسن الثاني بالمدينة، عروضا يومية لأفلام مغربية في فقرة بانوراما الفيلم المغربي، في الهواء الطلق لفائدة جمهور الداخلة. كما ستعرض أفلام إسبانية ضمن فقرة بانوراما الفيلم الأجنبي حيث اختيرت سينما لاس بالماس ضيف شرف هذه الدورة.
كواليس
عرف حفل الافتتاح بعض الهفوات التنظيمية، منها عدم تخصيص ترجمة فورية تترجم كلمات الفنانين الإسبان الحاضرين وتطوع أحد الأشخاص للقيام بذلك. حضر الفنان المصري يحيى الفخراني رفقة زوجته الدكتورة لميس جابر (مؤلفة مسلسل الملك فاروق) وابنه شادي وزوجة هذا الأخير وطفلهما فعاليات مهرجان الداخلة. شهد المهرجان مسابقة السيناريو التي فتحت في وجه شباب الأقاليم الصحراوية، وسيتم منح دعم للفائز لتحويل السيناريو إلى فيلم قصير وعرضه في الدورة الخامسة للمهرجان السنة المقبلة. أكدت مصادر مطلعة أن المسؤولين بمدينة الداخلة رفضوا في البداية إقامة عروض سينمائية في الفضاء الطلق بساحة الحسن الثاني قبل أن يتراجعوا عن ذلك بعد مفاوضات طويلة مع اللجنة المنظمة. ظل الفيلم الوثائقي «حدود وحدود» لفريدة بليزيد بدون حضور بعد أن خلت قاعة العرض بقصر المؤتمرات من الحضور بمجرد انتهاء الفقرات المخصصة لتقديم أعضاء لجنة التحكيم والمكرمين الثلاثة في المهرجان، لتنسحب المخرجة بدورها من القاعة. أثارت المنشطة فاطمة النوالي استياء الحضور حين وصفت الفنان المغربي محمد خيي المكرم في المهرجان بعبارة «أنا لا أعرف كيف بدأ.. وهكذا أصبح» والتي أبانت عن جهلها الكبير بتاريخ خيي الفني. النوالي أثارت الاستياء أيضا بطريقة تقديمها للحفل في مجمله. كريمة الصقلي، أو اسمهان المغربية، لم تكن موفقة في الفقرة الموسيقية التي افتتح بها الحفل حيث كانت بعيدة جدا عن قدراتها الصوتية المعروفة. عرفت برمجة المهرجان عدة تغييرات، إذ كان من المقرر أن يرأس لجنة التحكيم المخرج الجزائري أحمد الراشدي ثم استبدل بنور الدين أفاية، كما أن انشغالات الممثلة المغربية منى فتو حرمتها من أن تكون ضمن المكرمين في المهرجان. بدا الاستياء واضحا على محيا الفنانة التونسية درة المقيمة في مصر خلال حفل الافتتاح. درة لم يتعرف عليها أي من الحضور الذي واكب الافتتاح الرسمي للمهرجان، علما أن فيلمها باب الفلة من تونس يشارك في المسابقة الرسمية. لم يظهر، إلى حدود أمس، أي أثر للفنان المصري عمرو واكد (الذي يشارك فيلمه «الشتا اللي فات» في المسابقة الرسمية)، وكذلك الشأن بالنسبة إلى المخرج المصري خالد يوسف، والفنان السوري عابد فهد، والذين من المقرر أن يشاركوا في ندوة حول «السينما وحقوق الإنسان في العالم العربي.