شهد الورش المفتوح والدائم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية دفعة جديدة بتدشين الملك محمد السادس٬ أول أمس الخميس بعمالة ابن امسيك٬ مشاريع جديدة تروم تنمية قدرات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتطوير مهارات شباب المنطقة وتشجيع ممارسة الرياضة. وتهدف هذه المشاريع٬ ذات القيمة الاجتماعية المضافة القوية والتي تعتمد مقاربة تشاركية مع انخراط قوي للجمعيات٬ إلى دعم قدرات الفاعلين المحليين وترسيخ مبدأي التماسك الاجتماعي والتضامن ومساعدة كل فرد على تحقيق ذاته وإبراز ما يتمتع به من مؤهلات ومهارات. وهكذا أشرف جلالة الملك على تدشين مركز للترويض الطبي للأشخاص المعاقين وقاعة مغطاة متعددة الرياضات ونادي رياضي، تم إنجازها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ إجمالي يقدر بنحو 22 مليون درهم. ويتضمن مركز الترويض الطبي للأشخاص المعاقين٬ المنجز بحي السالمية٬ قاعات للترويض الطبي والعلاج النفسي والعلاج النفسي الحركي٬ والترويض المهاراتي٬ ومحو الأمية٬ والإبداع والأعمال اليدوية٬ وقاعة للإعلاميات٬ فضلا عن ورشات لأخذ القياسات والسباكة والميكانيك والتركيب. ويروم هذا المركز الجديد٬ الذي أنجز في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمحاربة الهشاشة والتهميش٬ تقديم المساعدة للفئات المستهدفة ومصاحبتها من أجل التغلب على وضعية الإعاقة وضمان حصولها على المساعدة الطبية اللازمة لتيسير إدماجها في الحياة الاجتماعية. أما القاعة المغطاة للرياضات والنادي الرياضي بمقاطعة سباتة٬ فتضم مركبا للألعاب٬ ومدرجات تسع ل 254 متفرجا٬ فضلا عن مستودعات للاعبين والمدربين والحكام. وستشكل هذه القاعة٬ إلى جانب النادي الرياضي التابع لها٬ فضاء للتدريب وتنظيم الأنشطة الرياضية٬ بما من شأنه المساهمة في بروز مواهب رياضية جديدة في صفوف الأجيال الشابة. وتهدف مختلف هذه المشاريع الى تعزيز البنيات التحتية الرياضية على مستوى الجهة٬ وتطوير المهارات الفنية لذوي الاحتياجات الخاصة٬ ومحاربة الانحراف والهدر المدرسي وتوفير خدمات نوعية للقرب لفائدة ساكنة الأحياء المجاورة . ويعكس إنجاز مختلف هذه المشاريع الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة٬ للمشاريع التي أطلقت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ وذلك من خلال تتبع جلالته ميدانيا تنفيذ هذه البرامج والوقوف على مدى تقدمها٬ كما يشهد على الطابع المنفتح والدائم لهذا الورش الذي يميز عهد جلالة الملك. ويعكس إشراف جلالة الملك على تدشين هذا المركز٬ حرص جلالته الموصول على التتبع الميداني لمختلف الأوراش ذات الطابع الاجتماعي٬ لاسيما تلك الرامية إلى دعم وتقوية قدرات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة٬ وذلك سعيا إلى مساعدتهم على تجاوز مختلف العقبات التي تحول دون اندماجهم الفاعل في محيطهم الاجتماعي والمهني. وبخصوص مركز الترويض الطبي للأشخاص المعاقين الذي رأى النور بالعاصمة الاقتصادية للمملكة٬ والمنجز في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمحاربة الهشاشة والتهميش٬ فيشتمل على قاعات للعلاج الطبيعي والنفسي٬ والعلاج الحركي والمهني٬ ومحو الأمية والعمل اليدوي والابتكار٬ وقاعة للإعلاميات٬ فضلا عن ورشات للقياسات والإعداد والسباكة والميكانيك والتركيب. وقد أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتماما خاصا لرعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة٬ معتمدة في ذلك على دعم المؤسسات والجمعيات العاملة في الميدان٬ وتكوين وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من أجل بلوغ إدماج سوسيو- مهني أفضل٬ إلى جانب إحداث بنيات خاصة مهمتها تقديم خدمات ذات طبيعة اجتماعية وتربوية وطبية نوعية لهذه الفئة الحساسة. ومن بين مهام مختلف مراكز الإدماج الاجتماعي والمهني للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة٬ المحدثة في إطار المبادرة٬ المساهمة في التكفل السوسيو- تربوي والنفسي والطبي بالأطفال الذين يعانون من إعاقة٬ لاسيما الإعاقة الذهنية٬ وذلك من خلال ضمان مواكبتهم وتتبع اندماجهم المدرسي بما يساهم في اندماجهم الاجتماعي والمهني٬ عبر تنظيم ورشات للتعلم والاكتساب تلائم قدراتهم النفسية والذهنية وأنشطة مدرسية موازية من أجل ضمان تفتحهم وتوجيه وتأطير آبائهم. وقد مكنت المبادرة٬ منذ إطلاقها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ في ماي 2005، والتي تقوم على مقاربة لاممركزة تحترم مبادئ المشاركة الاستراتيجية والتشارك وتنسيق العمليات والحكامة الجيدة٬ من بلوغ نتائج مرضية في مجالات محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة ودعم اندماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في محيطهم السوسيو- اقتصادي٬ لاسيما من خلال الانخراط اللامحدود للسلطات المحلية والوزارات المعنية والمشاركة النشيطة للسكان ومنظمات المجتمع المدني.