أفادت مصادر حقوقية، أن المواجهات بين قوات الأمن وسكان دوار الشليحات بإقليمالعرائش استمرت طيلة يوم أمس الأحد مخلفة عشرات المصابين والمعتقلين، ونظم سكان الدوار أمس الأحد مسيرة أخرى للتنديد بما أسموه الحكرة، وطالبوا برحيل حكومة بنكيران، من خلال رفع مجموعة من الشعارات، وأشارت المصادر، إلى استمرار قطع الطريق الرابطة بين العرائش والقصر الكبير من قبل المحتجين. وأسفر التدخل، وفق المصادر ذاتها، عن إصابة العشرات من المواطنين، فضلا عن إصابة العديد منهم بالاختناق جراء استنشاقهم للغازات المسيلة للدموع التي استعملتها قوات الشرطة أثناء اقتحام الدوار. وطالب المحتجون الذين يقدر عددهم بالمئات، بوقف عمل الشركة الإسبانية التي كانت السبب الأساسي في اندلاع المواجهات، موضحين أن السكان عانوا من تبعات الترخيص للشركة بزراعة الأرز في المنطقة، مع أن الأمر يتعلق بأراضي سلالية، تعود للدوار كله، وقالت مصادر محلية، إن سكان الشليحات الذي يضم دوارين، لم يستفيدوا من استنبات الشركة بالمنطقة، إذ يعانون من البطالة، وتنامي كثير من الأمراض التي يخلفها نوع من "الباعوض" ينمو داخل حقول الأرز. وشهد دوار "الشليحات" منذ ثلاثة أيام حالة احتقان متقدم، أدى إلى تدخل كل القوات الأمنية معززة بالمروحيات، وذلك بغرض تطويق الاحتجاج ومنع اتساع دائرته، وأشارت المصادر، إلى انسداد آفاق الحوار بين السكان والجهات المسؤولة، خصوصا أن المتضررين طالبوا كشرط لوقف احتجاجهم بعدم الترخيص للشركة الإسبانية للاستمرار في زراعة الأرز المعد كله للتصدير، موضحين أن المنطقة لم تستفد شيئا من تواجد الشركة التي تهدد الغطاء البيئي للمنطقة كاملة، وأشارت المصادر، إلى أن قوات الأمن ظلت تراقب مداخل الدوار منذ أكثر من 20 يوما، في محاولة لتأمين عملية زراعة الأرز من قبل الشركة الإسبانية. وتبعد منطقة الشليحات بنحو 18 كلم عن مدينة العرائش، وتتوفر على مئات الهكتارات من الأراضي السلالية، حيث يتم الاعتماد في النشاط الفلاحي على السقي، وبلغت حصيلة المواجهات إلى حدود أمس الأحد ما يقارب 100 مصاب بين الجانبين، مع اعتقال بعض المحتجين، فيما فضل كثير من سكان الدوار مغادرة منازلهم في اتجاه أماكن مجهولة. من جهتها، نددت وزارة الداخلية بشدة بما أسمته "أعمال العنف التي ارتكبها بعض المتظاهرين إزاء قوات حفظ النظام"٬ التي تدخلت من أجل تأمين السير العادي لعملية الحرث الخاصة بزراعة الأرز في إقليمالعرائش٬ مذكرة بأنه "لن يسمح بأي عرقلة لحرية الشغل والحركة وأن السلطات العمومية ستحرص على التطبيق الدقيق للقانون ومعاقبة كل انتهاك"، وأوضحت الوزارة في بلاغ لها، أن متظاهرين قاموا برمي قوات حفظ النظام بالحجارة٬ مما تسبب في إصابة حوالي عشرة منهم٬ كما حاولوا منع حركة السير على الطريق الوطنية الرابطة بين العرائش والقصر الكبير على مستوى دائرة لعوامرة. وسجلت الوزارة أن عملية الحرث تتعرض منذ أزيد من شهرين للعرقلة بشكل عنيف من طرف المتظاهرين المنحدرين من دواري "شليحات" و"سحيسحات" المحاذيين لأرض الدومين التي تستغلها شركة إسبانية٬ في الجماعة القروية "زوادة" بإقليمالعرائش. وأشار البلاغ، إلى أن القطعة الأرضية تستغل حاليا من قبل شركة (أغرو مروان)٬ وهي تابعة للمجموعة الإسبانية موندييز٬ بمقتضى عقدي إيجار وقعا عام 1998. وأبرزت الوزارة، أنه عقب عقد اجتماعين برئاسة السلطات الإقليمية والمحلية وممثلي الشركة الإسبانية ومندوبي الدواوير المعنية٬ تم التوصل إلى تفاهم يتمثل في إحداث حزام للحماية ضد الحشرات طوله 150 مترا عرضا وعشر كيلومترات طولا ووضع برنامج لمواكبة التعاونيات المحدثة من قبل السكان.لحسن أقبايو