قررت المنظمة الديمقراطية للشغل اعتماد التعبئة الشاملة للتحضير لمسيرة الغضب التي ستنظم يوم 10 يونيو الجاري، حيث تقرر إحداث لجان محلية شعبية أنيط بها مهمة تعبئة كافة الفئات الاجتماعية من ضحايا سياسة التهميش والإقصاء التي نهجتها حكومة عبد الإله بنكيران، وقالت مصادر من داخل المنظمة، إن التعبئة تهم مختلف الشرائح والقطاعات الإجتماعية من أساتذة وعمال الإنعاش الوطني والنساء السلاليات والأطر العليا المعطلة، إضافة إلى عمال ومستخدمو الطرق السيارة، والمتصرفون وموظفو وعمال الجماعات المحلية، وباقي الفئات المتضررة التي تطالب بتحسين أوضاعها الإجتماعية. وتوقعت المصادر ذاتها أن تنجح المسيرة الألفية التي دعت إليها المنظمة الديمقراطية للشغل في استقطاب شرائح اجتماعية عريضة ستخرج من أجل التنديد بتحكم الحكومة في الملف الاجتماعي وإغلاق باب الحوار واستعمال العنف ضد المسيرات السلمية واعتباره وسيلة لتدبير الأزمات الحالية. وقالت المصادر ذاتها إن سياسة بنكيران في تدبير الملفات الاجتماعية وطريقة تعامله مع قضايا الفئات الاجتماعية المتضرة أحيت حماس الجماهير وأعادت الحنين إلى إضرابات سنوات السبيعينات التي كانت ذات أبعاد سياسية واجتماعية، خصوصا في ظل تلاحم ما هو نقابي مع ما هو سياسي، موضحة أن مسيرة 10 يونيو ستجمع كثيرا من الأاطياف السياسية خاصة تلك المنتمية إلى اليسار المغربي. وكانت مسيرة الدارالبيضاء التي نظمتها الأحد الماضي كل من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل، بداية مرحلة جديدة في العمل النقابي، والشرارة الأولى التي فتحت الباب من أجل استعادة مجد الشارع، موضحة أن النقابات باتت مؤهلة للقياد بدورها في تأطير الفئات الإجتماعية المتضررة من السياسات اللاشعبية لحكومة بنكيران، التي قررت تدبير الملف الإجتماعي باعتماد لغة العنف. إلى ذلك اجتمعت أجهزة المنظمة الديمقراطية للشغل على الصعيد المركزي بالرباط، من أجل التداول والاستعداد لما وصفته المصادر يوم الخروج الكبير، للتعبير عن الغضب الذي ينتاب الشعب المغربي، وأوضحت المصادر أن المسيرة ستجمع جميع الفرقاء الاجتماعيين والسياسيين ومختلف الشرائح الاجتماعية بما فيها عشرات الأفارقة الذين وجدوا أنفسهم تحت كماشة بنكيران الذي لم يعر هذه الفئة أي اهتمام منذ تعيينه رئيسا للحكومة، مع أنها أصبحت تمثل رقما أساسيا في الشارع المغربي بالنظر إلى تزايد عدد المهاجرين الأفارقة الذين يتوافدون على المغرب، وكذلك اختيار عدد منهم الإستقرار في المغرب بعدما كان في السابق مجرد نقطة عبور . في السياق ذاته أكد عدي بوعرفة القيادي بالمنظمة الديمقراطية للشغل أن الاستعدادات قائمة والتعبئة شاملة بواسطة لجان محلية لإيقاظ حماس سنوات السبعينات لمناهضة السياسات اللاشعبية واللاإجتماعية المنتهجة من طرف الحكومة، وقال بوعرفة في تصريح للنهار المغربية، إن مشاركة هذه الفئات الرافضة للإقصاء والتهميش والاستغلال الممنهج، هي بمثابة تعبير عن السخط العارم السائد بين الأوساط الاجتماعية، وفي صفوف أبناء الشعب المغربي الذين سينزلون إلى الشارع لمواجهة الحكومة الفاقدة للشرعية من خلال شعاراتها، التي خيبت آمال الأسر الفقيرة والمهمشة، موضحا أن الشارع المغربي سيطالب بمحاكمة نوايا بنكيران وحزبه الذي خان المواطنين الذين صوتوا عليه. وأضاف بوعرفة، أن الحكومة الحالية خيبت أمل الأسر الفقيرة وواجهت أبناءها الباحثين عن الشغل بالعصا والقمع والاعتقالات، وقال بوعرفة كيف لحداثي أن يمد يده لظلامي في إشارة منه إلى نبيل بن عبد الله الذي بجرة قلم سطر على ماضي اليسار المغربي العريق والنضالات التي دفع تمنها أبناء الشعب المغربي بدمائهم وأرواحهم. وفي ذات السياق دعا بو عرفة الأحزاب المشاركة في الحكومة إلى الانسحاب واسقاط الحكومة ودعا باقي الأحزاب السياسية إلى التقاط الإشارة والخروج من الحكومة الحالية. اعتبرت المنظمة الديمقراطية للشغل أن مسيرة الأحد القادم ستكون مسيرة غضب وطني شعبي بمشاركة الجماهير الشعبية الواسعة لإحياء الحنين إلى سنوات السبعينيات بمشاركة الطبقة العاملة والمتقاعدين والتجار والحرفيين والفلاحين ورجال التعليم والمعطلين أولى ضحايا الحكومة الحالية وساكنة دور الصفيح وجميع الهيئات والتنظيمات الوطنية الديمقراطية. من جانبه، قال عبد الكريم بنعتيق الأمين العام للحزب العمالي، إن هذه المسيرات ذات الظابع الاجتماعي والسياسي، هي نتاج فشل الحكومة في تنفيذ آليات الحوار الاجتماعي، واستغرب بنعتيق كيف أن الحكومة لم يمر على تعيينها خمسة أشهر تواجه بكل هذا الغضب الشعبي والجماهيري، الذي ليس سوى رسالة قوية إلى حكومة بنكيران التي فضلت مواجهة المشاكل الاجتماعية بالقمع والتنكيل، وبخصوص مشاركة حزبه في مسيرة 10 يونيو، قال بنعتيق، إن حزبه لم يتوصل بالدعوة حتى الآن، وفي حال توصل بها سيناقشها على مستوى المكتب السياسي الذي سيجتمع غدا السبت، موضحا أن اجتماع المكتب السياسي سيكون الهدف منه تقييم المسار السياسي والاجتماعي الذي يعيشه المغرب هذه الأيام.بن لكريم الكبير