نظم حزب العدالة والتنمية بمدينة تطوان وقفة احتجاجية حاشدة أطلق عليها إسم "جمعة الانتقام" ضد رئيس الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد، وأظهرت ثلاثة أشرطة فيديو تم تناقلها على نطاق واسع حضور حزب العدالة والتنمية خلف المتظاهرين الذين كانوا يتكونون في الغالب من أطفال صغار يحملون محفظاتهم على ظهورهم وعشرات النساء جلهم متحجبات، واستنكرت فعاليات تطوانية ما أسمته حملة توظيف القاصرين في صراعات سياسية، خصوصا أن الضحية التي تكبد خسائر مادية مهمة بعد تكسير واجهة سيارته ومنزله، دخل منذ مدة في صراع مع مسؤولي بلدية تطوان باعتباره رئيسا لجمعية تحارب الفساد. وقالت مصادر محلية، إن حزب العدالة والتنمية الذي بينت الأشرطة المصورة تواجد أعضائه بكثافة في مكان التجمع بحي الطفالين، استغل عملية تثبيت دافعة كهروميغناطسية لشبكة الهاتف النقال، أولا لتنظيم حملة انتخابية سابقة لأوانها بالحي والمدينة ككل وثانيا للانتقام من رئيس جمعية محاربة الفساد الذي فضح مجموعة من الممارسات داخل بلدية تطوان، وظل يدافع عن المال العام. وكان محمد الطاغي رئيس الجمعية قد قال في تصريح سابق ل "النهار المغربية"، إن كل التحريات التي تم القيام بها، أكدت مسؤولية حزب العدالة والتنمية في تجييش أطفال المؤسسات التعليمية ونساء حي الطفالين للانتقام منه بسبب قيامه بالكشف عن ملفات فساد متورط فيها مسؤولون من حزب العدالة والتنمية، الذين لم يعجبهم تحرك الجمعية للجهر بالفساد المنتشر داخل بلدية تطوان، وقال الطاغي في الاتصال ذاته، إن هذه الوقفات مسَيسة حيث ركبت عليها عناصر حزبية تابعة لحزب العدالة والتنمية لأهداف انتخابية بحتة، مؤكدا أن الحزب الحاكم لا يهمه تعريض حياة الناس للخطر والتشهير بهم، لأن ما يهم هو المكاسب السياسية التي سيجنيها الحزب من هذه التحركات التي خلفت خسائر مادية وإنسانية خطيرة بحسب تصريحات الطاغي. في السياق ذاته، أدانت جهات حقوقية ومدنية ما وصفته بالممارسات لا أخلاقية، قامت بها جهات تنتمي لحزب العدالة والتنمية، وأوضحت أن استغلال الأطفال الصغار وتلاميذ المؤسسات في وقفات من هذا القبيل يمكن أن تكون لها تبعات وخيمة، خاصة أن الحي ينتمي إلى الأحياء الهامشية ويضم ساكنة مكثفة.