يرى الفنان المغربي سعيد الناصري أن تجاربه السينمائية ليست مجرد أعمال سطحية معترفا في الوقت ذاته بأن فعل الإضحاك ليس بالسهولة التي يتصورها البعض. ورفض الناصري في لقاء تواصلي أول أمس السبت بخريبكة الانتقادات التي تصف أعماله بالسطحية مؤكدا أن لهذه الأخيرة خلفياتها الفنية التي تستدعي جهدا من المشاهدين لاستنباطها. وأضاف الناصري أنه من السهل على العمل الفني الدرامي أن يبكي الجمهور في الوقت الذي قد يقف فيه العمل الكوميدي عاجزا عن إضحاكه٬ مما يستدعي من المبدع بدل المزيد من الجهد الخلاق وإطلاق العنان لمخيلته حتى يتمكن من انتزاع الضحكة من أفواه المشاهدين. وقال الفنان الفكاهي في لقاء تمحور حول أصداء فيلمه الأخير "مروكي في باريس"٬ الذي عرضته مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية ضمن أنشطتها السنوية٬ إن أفكار الفيلم مستوحاة من النكتة الواقعية٬ الملتصقة بقضايا المجتمع. وأوضح أن الغاية من إنتاج فيلم "مروكي في باريس" كانت البحث في كيفية معالجة مجموعة من المواقف الاجتماعية في قالب هزلي على غرار السلسلة التلفزيونية "أنا وخويا ومراتو" التي لقيت إقبالا كبيرا من لدن المشاهدين. وأشار الناصري الى أن اشتراك العديد من الممثلين والتقنيين الأجانب في الفيلم٬ مع تغليب اللغة الفرنسية في الحوار٬ أفرز نوعا من تلاقح الثقافات فضلا عن الوقوف على بعض الخصوصيات التي تسم المجتمعين المغربي والفرنسي٬ من خلال أحداث ومشاهد تعكس روح التسامح بين أتباع الديانات السماوية والتعايش ونكران الذات والتضامن بين بني البشر من أجل إعطاء الحياة معناها الحقيقي. يذكر أن فيلم "مروكي في باريس" (110 دقائق) يحكي قصة شاب مغربي غادر بلاده في ظل الهجرة السرية لينشد من وراء ذلك حياة رغدة في كنف أسرة في باريس تجمع بين أخيه المغربي وزوجته الفرنسية٬ غير أنه ما إن وطئت قدماه الضفة الأخرى حتى اصطدم بواقع آخر لم يكن مستعدا لخوض غماره. وقد اندرج عرض هذا الشريط السينمائي٬ بتنسيق مع المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط والمجلس البلدي لخريبكة٬ في إطار سلسلة أنشطة تروم مقاربة عدد من الأفلام المغربية ومناقشتها٬ موضوعا وفنا٬ بحضور مخرجيها.