يقوم الممثل الكوميدي سعيد الناصري، هذه الأيام، بالترويج إعلاميا، لفيلمه السينمائي الجديد "مروكي في باريس"، بالتزامن مع بداية عرضه التجاري في القاعات السينمائية،المغربية والأوروبية، إذ لايكاد يمر يوم، دون أن يظهر في منبر إعلامي، أو يسمع في إذاعة خاصة، متحدثا عن ظروف تصوير هذا ا لفيلم في قلب العاصمة الفرنسية. وارتبط اسم الناصري في أذهان المشاهدين المغاربة أول مرة، قبل حوالي 17 سنة، من خلال مسلسل"أنا وخويا وامراتو" مع الممثلة ثريا العلوي، والراحل عبد الرحيم بركاش، وهو مسلسل امتد على ثلاثين حلقة، وكان ذلك بتزامن مع أحد شهور رمضان، وحقق نسبة مشاهدة مرتفعة. وفي كل أحاديثه تقريبا، يفتخر الناصري بكونه أول من أدخل" السيكتوم" إلى المغرب،كشكل من أشكال الفرجة التلفزيونية، ظهر لأول مرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، قبل أن يغزو بقية تلفزيونات العالم. وقال الناصري إن مسلسله " أنا وخويا ومراتو"، تتطلب منه جهدا استثنائيا، في إقناع أحد مسؤولي التلفزيون بإنتاجه، دون أن يذكر اسمه، مضيفا في حديث أدلى به مؤخرا للقناة التلفزيونية "الثانية" انه كان يشتغل فيه من الساعات الأولى للصباح، إلى غاية التاسعة ليلا، مقابل خمسمائة درهم. بعد ذلك، توالت مسلسلاته :" الربيب"، و" العوني"،و" نسيب الحاج "وأفلامه " الخطاف"،و" البانضية"، و"عبده عند الموحدين." واشتكى الناصري، الذي يحلو له أن يقدم نفسه كواحد من أبناء الشعب، استطاع خلق نفسه بعصاميته، من أن مسلسلاته التلفزيونية تعاد على الشاشة الصغيرة، دون أن يتقاضى عنها حقوق التأليف. كما أشتكى من كونه وضع 6 مشاريع أعمال جديدة لدى قناة " الدوزيم"، منذ مدة، ولم يتوصل بعد بأي جواب بشأنها. ولا تبدو علاقة الناصري جيدة مع بعض الصحافيين، الذين كثيرا ماانتقدوا مضامين مسلسلاته وعروضه الفنية إجمالا. وكان الناصري يشتغل كإطار بنكي قبل أن يستبدل عالم الفلوس والأرقام بالانخراط التام في أجواء المسلات والأفلام، في مسار فني مازال مستمرا حتى الآن. وانضاف مؤخرا فيلمه الجديد" مروكي في باريس" إلى لائحة أفلامه السابقة. ولوحظ أنه أصر على أن يضع صورته على ملصق الفيلم مرتين، وسط الممثلين، دون أن يكتفي بصورة واحدة.. ويلعب الناصري، كعادته دائما، بطولة الفيلم بمشاركة عدد من الممثلين والوجوه السينمائية الفرنسية والدولية، منها "فرنسيس لالين" والفكاهي جان ماري بيغار" "جان بيار كاستالدي"، و "جوليان كوربيه"، و"بودير". وسبق أن عرض الفيلم على هامش الدورة الأخيرة من مهرجان السينما الدولي بمراكش، إضافة إلى تقديمه ضمن المهرجان الوطني للفيلم في دورته الثالثة عشر. ويحكي الشريط السينمائي بأسلوب كوميدي، اشتهر به الناصري قصة شاب مغربي ميكانيكي، يلتحق بأخيه في باريس، حيث تصادفه الكثير من المتاعب، يحاول عبثا التغلب عليها، لكن دون جدوى، ليقتنع في الأخير أن "قطران بلده أحلى من عسل بلاد الناس"، كما يقول المثل الشعبي المغربي. ومن خلال مغامراته في باريس يطرح الناصري قضايا ترتبط بالهجرة، والتسامح الديني والعرقي، وإشكالية الاندماج في المجتمعات الأخرى.