رغم أن رمضان القادم مازالت يفصلنا عنه احد عشر شهرا، إلا أنني أراهن القراء والمشاهدين، أن سعيد الناصري، سيقدم عملا بنفس المستوى البئيس، ونفس التيمة التي سبق وقدمها في أعماله السابقة منذ «أنا وخويا....» ونفس الخواء الفكاهي والفكري، ثم سيأتي بعد ذلك ليقول بأنه حاول جاهدا تقديم عمل جديد يختلف عن السابق، ولكن.... والحقيقة أن الناصري لا يريد أن يقتنع، ويعترف بالتالي، بأن المشكل ليس ضعف الميزانية، كما قال في حوار مع الزميلة «الأيام»، أو تأخر التصوير... وانما المشكلة فيه هو بالذات. مشكلة الناصري، أنه في بدايته قدم سلسلة لقيت تجاوبا من طرف المشاهدين، «أنا وخويا....»، وكان مصدر التجاوب أن المغاربة لم يسبق لهم أن شاهدوا «سيتكوم» مغربي، فكان هذا التجاوب، الذي لا يعني أن السلسلة أضافت شيئا لفن السيتكوم، لكن الناصري عوض أن يستثمر هذا الإقبال، في تقديم شخصيات وقضايا جديدة، ظل يكرر نفس الشخصية بنفس الأسلوب، ونفس الحركات، مع اختلاف القصة والممثلين، حتى مل المغاربة وأصبحوا يفضلون مشاهدة أعمال أخرى. وقد كان على الناصري، بعد الفشل الذي لقيته «أنا ومراتي ونسابي» أن يعيد حساباته، ويستفتي أراء المختصين، ويبحث عن الأفكار الجديدة والقادرين على خلقها، لكنه استمر على نفس المنوال. فليقل لنا الناصري، ما هو الفرق بين الشخصية، وليس القصة كما قد يعتقد، في «أنا وخويا ومراتو» و«الربيب» و«العوني» بل وحتى فيلم «اللعب مع الذئاب»... مشكلة الناصري ، هي اعتداده بالنفس ، لدرجة التوهم بأنه «الكوميديان رقم 1» في المغرب، أو «عادل إمام المغرب» ما دام قد قارن نفسه ب«الزعيم» في الحوار المشار إليه. وقد لمست هذا الاعتداد أو الغرور ، في الواقعة الشهيرة بمقر القناة الثانية، عندما اعتدى على الزميل أحمد نجيم، وزاد عن ذلك في اليوم التالي بأن سب جموع الصحافيين الذين قرروا مقاطعة الحلقة النموذجية لسيتكوم «العوني». والحقيقة أنه بعد ما حدث إبانها، اقتنعت بأن «فنانا» بهذا المستوى لا يمكن أن يقدم عملا في المستوى، لأن الفن لا يمكن أن يستوي بلا أخلاق واحترام الآخر. ولأن هذا هو الناصري، حتى يثبت لنا هو بالذات العكس، فالسنة المقبلة، إن شاء الله، سيكون موعدنا مع نفس الشخصية التي قدمها في السابق، قد تكون «مزيدة ومنقحة» لكنها هي نفسها، وأراهنكم.