آخر الأخبار تقول؛إن ثمانية أحزاب وثمانية قادة قد كتبوا أول أمس رسالة للتاريخ على وزن "رسالة إلى الله" قالوا فيها بشجاعة؛إن المسلسل الديمقراطي في البلاد يعرف العديد من التعثرات منذ سنة 2007 تاريخ إجراء الانتخابات التشريعية (يالها من إضافة)،ونظرا لبسالتهم (ليس بمعنى البسالة) المنقطعة النظير فقد ناشدوا أهل الحل والعقد دون أن يحددوا من هي هاته الجهة المخول لها إيقاف المهزلة..ما أروع القادة الثمانية حينما قالوا" قد بلغ السيل الزبى"... يأتي على رأس هؤلاء الزعماء الذين وقعوا هذه الوثيقة الهامة جدا في التاريخ المغربي المعاصر الكولونيل عبد الله القادري ( يا من لا يعرفه)، الذي أشرف على تسيير وزارة السياحة لبضعة أيام في عهد الراحل الحسن الثاني، وبعده نجد الكومسير محمود عرشان الذي يفضل أن يطلق عليه حواريوه لقب الأمين العام،ويتلذذ بذلك وهو يستقبل ضيوفه بتراتبية مكتبية منقطعة النظير داخل المقر الفارع لحزبه بحي السويسي في الرباط..تماما كما لو أنه كومسير حقيقي لازال في طور الخدمة. الحقوقيون الذين يعرفون عرشان يكنون له كل الحقد،ولا يتورعون في وصفه بالجلاد وبأنه رمز من رموز الماضي الأسود في هذا البلد شأنه شأن الكلونيل القادري مبررهم في ذلك؛ هو أن الأول كان أحد مسؤولي درب مولاي الشريف السيئ السمعة.. ثالث الموقعين على الوثيقة ذات المرجعية الثورية هو نجيب الوزاني،المختص في جراحة العظام الريفي الأصل، الذي اندمج يوم 7 غشت 2008 في حزب الأصالة والمعاصرة رفقة القادري قبل أن يعلن انسحابه من هذا الحزب الذي قاده إلى رئاسة لجنة الداخلية والبنيات الأساسية في البرلمان (سبحان الله). بعض المقربين من الوزاني يتساءلون بحرقة؛ لماذا يصر هذا الرجل على تعاطي السياسة رغم أنه يجري عمليات جراحية تدر على رصيده البنكي الملايين سنويا،لماذا لا يتفرغ لعيادته بدل هذه القلاقل (حسب وجهة نظر البعض)، ما الفرق بين أن يركب سيارة أو حافلة مادام أن السياسة لا تزيده إلا وجعا في الرأس..ربما لأنه ريفي، يعلق البعض، ( حتى هو زعما كيآمن بمقولة طارت معزة). من بين الموقعين كذلك على هذه العريضة نجد شاكر اشهبار، ابن الجنرال اشهبار الذي يحبه القادري فقط لأنه ابن جنرال تطبيقا لمبدأ التضامن العسكري على وزن التضامن الحكومي.. الجميع يتذكر أن القادري بصفته رئيس "حزب كبير" كان يحضر بعض محطات حزب التجديد والإنصاف بوصفه حزبا صاعدا، ولا يبخل في إلقاء القصائد على آل اشهبار. طبعا تضم اللائحة كلا من محمد خليدي أو "الخطيب الصغير " نسبة إلى عبد الكريم الخطيب،أحد المنشقين عن العدالة والتنمية،الذي تنفعه مرجعيته الدينية في جلب الأنصار مثل حزب العدالة والتنمية، وهناك عبد الرحمان الكوهن ومحمد باني ولحسن مديح وهاذين الأخيرين لا أعرفهما.. اش باغين هاذ الناس؟.. لنعد إلى الوثيقة "هاذ الناس كيتاهمو الأصالة والمعاصرة بإفساد اللعبة السياسية وكيقولو بأن الدولة مطالبة بفتح تحقيق حول أصحاب المخدرات في البرلمان... شكونا هوما ؟هاذو ماشي أحزاب يسارية هاذو أغلبيتهم أحزاب لم يكن لها في يوم من الأيام أي مشكل مع الإدارة (القديمة منها)،عندهم مرجعية ديال كلشي ديالنا اللي بغا يدير شي حاجة يديرها... الله فرق الروس غير باش ترتاح، وفي غالب الأحيان يكون الرئيس هو كل شيء ..في هذه الأحزاب لا سبيل أمام المناضلين لمنافسة الزعيم سواء في التصريحات أو الأنشطة - ماشي كلشي-. يبقى القاسم المشترك الوحيد بين الأحزاب السالفة الذكر هو أنها هي تلك الأحزاب المتخلى عنها من لدن الناخبين،والتي تضطر وزارة الداخلية ومعها الصحفيون إلى بدل مجهود إضافي في كتابة أسمائها في ذيل اللائحة عند كل انتخابات؛ فبعض هذه الأحزاب حصل على 14 مقعدا في الانتخابات الجماعية الأخيرة مما يعني أنك إذا كنت تريد أن تحصل على حزب مثل حزب الاستقلال ستحتاج إلى ما يناهز 400 حزب طفيلي من هذا النوع الحزبي الذي يندرج ضمن سلبيات الديمقراطية. بصراحة..لا يمكن أن نفهم من وراء رسالة هؤلاء إلى التاريخ سوى كونهم يحاولون التموقع من جديد،لاسيما وأن أحزابهم على ما يبدو انتهت مدة صلاحيتها،وإذا أردنا العكس فإننا سنحتاج إلى شرب الأطنان من سائل الغباء من أجل التصديق أن الأمر يتعلق بنضال حقيقي لعله كان حريا بالقادري وعرشان ورفقائهما أن يؤسسوا جمعية تطرح هذا الملف على مكتب نزهة الصقلي،وزيرة التنمية الاجتماعية،من أجل الاستفادة من حصص التكافل الاجتماعي التي تخصص للمعوزين كل سنة بسبب تلك الإعاقة التي تمنعهم من جلب المواطنين إليهم..إنهم ليسوا سوى نادي للأحزاب المنتهية صلاحيتها..عذرا إذا لم يساندنكم أحد.