أعرب المشاركون في ندوة علمية حول "مستقبل القدس الشريف في ظل التحولات الإقليمية والدولية"٬ نظمت أول أمس الأربعاء بالرباط، عن تأييدهم الكامل لمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس٬ ودعوته القوى المؤثرة في المجتمع الدولي٬ كل من موقعه٬ للقيام بالمساعي الضرورية لحمل إسرائيل على وضع حد لسياستها الممنهجة الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للقدس٬ بما يتنافى مع القرارات والمواثيق الدولية٬ وتجسيد الإرادة الدولية لجعل القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة. وعبر هؤلاء في بيان تُلي عقب اختتام أشغال هذه الندوة التي شارك فيها ثلة من الأساتذة والعلماء والمختصين٬ عن تقديرهم الكبير للاهتمام الذي عبر عنه جلالة الملك في الرسائل الملكية الموجهة إلى رؤساء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، وقداسة بابا الفاتيكان، والأمين العام للأمم المتحدة، والمديرة العامة لليونسكو، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي٬ بشأن الأوضاع في القدس٬ بما في ذلك الاستيطان والحفريات أسفل وبجوار المسجد الأقصى المبارك٬ والاقتحامات المستمرة لباحاته٬ ومنع المصلين من الدخول إليه لأداء شعائرهم الدينية٬ وفرض الضرائب الباهظة على المقدسيين ومصادرة هوياتهم٬ وهدم المنازل وترحيل السكان بشكل قسري في محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة. وفي هذا الصدد ثمنوا عاليا المشاريع النوعية التي تقوم بها لجنة القدس على الأرض٬ من خلال ذراعها الميداني وكالة بيت مال القدس الشريف٬ وذلك في مجالات البنية التحتية والمجالات الاجتماعية والإنسانية والإغاثية والثقافية والتربوية ٬ التي تساهم بشكل ملموس في الحفاظ على المدينة وحماية تراثها الديني والحضاري٬ ودعم صمود سكانها على أرضهم مما يترك الأثر الكبير في نفوس الأهالي ومؤسساتهم في المدينة المقدسة. وجددوا، التقدير للمملكة تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬على دعمه الموصول لقضية القدس٬ وللشعب المغربي على تضامنه المبدئي والثابت مع أشقائه الفلسطينيين٬ والذي تجسد٬ مجددا٬ في المسيرات الحاشدة التي شهدتها المدن المغربية في الأيام الماضية٬ وسائر أنواع التضامن مع فلسطين. كما دعوا الدول العربية والإسلامية إلى إيجاد الآلية الضرورية لتنسيق الدعم الموجه للقدس ولسكانها وتقديم الدعم المالي لوكالة بيت مال القدس الشريف٬ باعتبارها، مؤسسة رسمية، أثبتت، أنها قادرة على العمل على الأرض حتى تتمكن من تنفيذ البرامج التي سطرتها بالتنسيق مع شركائها في القدس٬ بما يتلاءم مع الاحتياجات المتزايدة للمقدسيين، وتمكنهم من مواجهة سياسية التشريد والقمع المنهجي التي يتعرض لها السكان. يذكر، أن الندوة التي نظمتها وكالة بيت مال القدس على هامش أشغال اجتماع الهيئة العلمية لمكتبة القدس التابعة للوكالة تناولت محاور "مقاربة المركز الديني والحضاري للمدينة المقدسة" و"الواقع الثقافي والاجتماعي للقدس الشريف وشروط الاستقرار بها". وشارك في هذه الندوة التي حضرها العديد من الشخصيات الفكرية والسياسية٬ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك ووزير الأوقاف والشؤون الدينية السابق٬ والأب بيتر مدروس الأستاذ المتخصص في الكتاب المقدس واللغات الشرقية٬ والدكتور حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات٬ والدكتور محمد هاشم غوشة الرئيس التنفيذي لدائرة القدس للبحوث والتوثيق. ويأتي تنظيم هذه الندوة في إطار اهتمام الوكالة بواقع القدس الشريف وأوضاع أهلها المرابطين وتسليط الضوء على المخاطر التي تهدد المدينة المقدسة والتي تضع الجميع أمام مسؤولية المساهمة العملية في حمايتها والمحافظة على موروثها الحضاري ودعم صمود سكانها على أرضهم.