دعا أساتذة وباحثون ورجال دين مسلمون مسيحيون من القدس الدول العربية والإسلامية إلى إيجاد الآلية الضرورية لتنسيق الدعم الموجه للقدس بما يتلاءم مع الاحتياجات المتزايدة للمقدسيين، وتمكينهم من مواجهة سياسة التشريد والقمع المنهجي التي يتعرضون لها يوميا. وورد في "بيان الرباط" الصادر عن الندوة العلمية المتخصصة التي نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف في موضوع: "مستقبل القدس الشريف في ظل التحولات الإقليمية والدولية"، يوم الأربعاء 4 أبريل 2012، إن المشاركين يعربون عن تأييدهم "لمبادرات لجنة القدس برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس" في الدفاع عن المدينة المقدسة ودعم صمود أهلها. وذكر البيان بالرسائل الأخيرة التي بعثها الملك محمد السادس إلى رؤساء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن وقداسة بابا الفاتيكان والأمين العام للأمم المتحدة والمديرة العام لليونسكو ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، بشأن الأوضاع في القدس. وشدد البيان على خطورة الأوضاع في القدس جراء "الاستيطان والحفريات أسفل وبجوار المسجد الأقصى المبارك، والاقتحامات المستمرة لباحاته، ومنع المصلين من الدخول إليه لأداء شعائرهم الدينية، وفرض الضرائب الباهظة على المقدسيين ومصادرة هوياتهم، وهدم المنازل، وترحيل المواطنين المقدسيين بشكل قسري في محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة". وأعرب المشاركون عن دعمهم الكامل لرئيس لجنة القدس في "دعوته للقوى المؤثرة في المجتمع الدولي، ليقوم الجميع كل من موقعه، بالمساعي الضرورية لحمل إسرائيل على وضع حد لسياستها الممنهجة الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للقدس الشريف، بما يتنافى مع القرارات والمواثيق الدولية، وتجسيد الإرادة الدولية لجعل القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة". وثمن "بيان الرباط" عاليا المشاريع النوعية التي تقوم بها لجنة القدس على الأرض، من خلال ذراعها الميداني وكالة بيت مال القدس الشريف، والمجالات الاجتماعية والإنسانية والإغاثية والتقافية والتربوية والبنية التحتية، مما أسهم بشكل ملموس في الحفاظ على المدينة وحماية تراثها الديني والحضاري، ودعم صمود أهلها على أرضهم. وتوزعت محاور الندوة التي شارك فيها كل من الدكتور يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى المبارك ووزير الأوقاف والشؤون الدينية السابق والأب بيتر مدروس، أستاذ متخصص في الكتاب المقدس واللغات الشرقية والدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات والدكتور محمد هاشم غوشة، الرئيس التنفيذي لدارة القدس للبحوث والتوثيق، على محورين هما المحور الذي ناقش المركز الديني والحضاري للمدينة المقدسة ومحور آخر قارب الواقع الثقافي والاجتماعي للمدينة المقدسة وشروط الاستقرار بها. ويأتي تنظيم هذه الندوة في إطار اهتمام الوكالة بواقع القدس الشريف وأوضاع أهلها المرابطين وتسليط الضوء على ما يحيق بالمدينة المقدسة من مخاطر متزايدة تضع الجميع أمام مسؤولية المساهمة العملية في حمايتها والمحافظة على موروثها الحضاري ودعم صمود سكانها على أرضهم.