قال عبد الرحيم بربر، وهو مندوب وكالة بيت مال القدس الشريف في القدس إن المؤسسة تعمل بمبدأ "القول والعمل" وتنفذ مشروعات اجتماعية على الأرض غاية في الأهمية، تدعم صمود المقدسيين وتعزز من قدراتهم على مواجهة المخاطر، وهي في حاجة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى الدعم المالي لمواصلة عملها في القدس. وأكد بربر في حديث من القدس لقناة تلفزيونية مغربية، بثته في نشرتها الرئيسية لمساء أمس، إن القدس تعيش "أسوء الأوضاع"، جراء ارتفاع وتيرة عملات الاستيطان وتهجير السكان والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية واستمرار عمليات التهويد. وشدد بربر في حديثة لقناة "ميدي 1 تي في" على ضرورة إيلاء الاهتمام أكثر بالعمل الاجتماعي على الأرض من خلال المؤسسات المقدسية، ورفد وكالة بيت مال القدس بالتمويل الكافي، باعتبارها مؤسسة رسمية، أثبت قدرتها على إيصال الدعم إلى مستحقيه وبالنجاعة المطلوبة. وأحدثت وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، برئاسة العاهل المغرب الملك محمد السادس، عام 1998 للحفاظ على المدينة المقدسة وحماية موروثها الحضاري، العربي والإسلامي ودعم صمود سكانها. ونجحت الوكالة في عامي 2010 و2011 في تنفيذ مشروعات بقيمة 17،8 مليون دولار، توزعت على قطاعات الصحة والتعليم والإسكان وشؤون المرأة والطفولة والشباب، في توجه واضح لدعم المقدسيين، بمختلف فئاتهم، وتركيز وجودهم على أرضهم. بينما تعتزم مواصلة جهودها لتعبئة التمويل الكافي لتغطية المشاريع المبرمجة في العام 2012 بما مجموعه 23 مليون دولار، غالبيتها مشاريع تم نقلها من برنامج العام الماضي، لم تتمكن الوكالة من تنفيذها بسبب النقص الحاد في التمويل. من جهة أخرى، تنظم الوكالة في مقرها في الرباط يوم الأربعاء 4 أبريل 2012 ابتداء من الساعة الرابعة عصرا، ندوة علمية متخصصة في موضوع:"مستقبل القدس الشريف في ظل التحولات الاقليمية والدولية"، بمشاركة ثلة من الأستاذة والعلماء والمختصين. وتتوزع محاور الندوة، حسب بلاغ عممته الوكالة، التي تنظم على هامش أشغال اجتماع الهيئة العلمية لمكتبة القدس، التابعة للوكالة، على مقاربة المركز الديني والحضاري للمدينة المقدسة من وجهة نظر الدكتور يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى المبارك ووزير الأوقاف والشؤون الدينية السابق والأب بيتر مدروس، أستاذ متخصص في الكتاب المقدس واللغات الشرقية. بينما يناقش الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات والدكتور محمد هاشم غوشة، الرئيس التنفيذي لدائرة القدس للبحوث والتوثيق، الواقع الثقافي والاجتماعي للمدينة المقدسة وشروط الاستقرار بها. ويأتي تنظيم هذه الندوة، حسب نفس البلاغ، في إطار اهتمامها بواقع القدس الشريف وبأوضاع أهلها المرابطين وتسليط الضوء على ما يحيق بالمدينة المقدسة من مخاطر متزايدة تضع الجميع أمام مسؤولية المساهمة العملية في حمايتها والمحافظة على موروثها الحضاري ودعم صمود سكانها على أرضهم.