أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس الأربعاء بالجماعة القروية المفاسيس (إقليمخريبكة)٬ على تدشين مغسلة الفوسفاط "مراح الحرش" التي كلف إنجازها استثمارا إجماليا قدره 2,5 مليار درهم. وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي٬ قام جلالة الملك بجولة بمختلف بنيات ومرافق هذه المنشأة التي تروم تخصيب الفوسفاط وتحضيره للنقل عبر أنبوب الفوسفاط (سلوري بيبلاين) وتندرج هذه المغسلة الجديدة في إطار الاستراتيجية المائية التي يعتمدها المكتب الشريف للفوسفاط٬٬ بحيث سيتم تدوير 87 بالمائة من المياه المستعملة في حين ستتم تغطية 70 بالمائة من الحاجيات السنوية انطلاقا من محطة معالجة المياه العادمة لمدينة خريبكة. كما تندرج هذه المغسلة في إطار الاستراتيجية الصناعية للمكتب الشريف للفوسفاط بحوض اولاد عبدون التي تبلغ كلفتها الاجمالية 18 مليار درهم . وتهم هذه الاستراتيجية فتح ثلاثة مناجم جديدة تمثل ارتفاعا ب 20 مليون طن إضافي من الفوسفاط في أفق 2020 وبالتالي الرفع من قدرة استخراج إلى 38 مليون طن عوض 18 مليون حاليا وكذا بناء ثلاث مغسلات مزودة بتكنولوجيا لتحسين المردودية وتثمين المناجم والتقليص بشكل ملموس من استهلاك الماء والطاقة. وستعمل مغسلة مراح لحرش٬ التي ستعالج 2ر7 مليون طن من المعدن الخام سنويا ٬ على المساهمة في الرفع من القدرة الإنتاجية لموقع خريبكة ٬ فضلا عن المحافظة على الموارد الفوسفاطية. وتضم المغسلة ستة خطوط للغسل تبلغ طاقة كل منها 350 طن في الساعة وورشتين للطحن بطاقة 240 طن في الساعة لكل واحدة منهما وثلاثة أوراش للتعويم تبلغ طاقة كل واحد منها 300 طن في الساعة٬ وفضاء للتخزين مجهز يسع لíœ800 ألف طن٬ وثلاثة أحواض للترسيب يبلغ قطر كل واحد منها 135 متر. وبهذه المناسبة قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله ٬ بزيارة محطة الرأس مراح لحرش٬ التي تعتبر "الجهاز العصبي" لأنبوب نقل الفوسفاط خريبكة / الجرف الأصفر. وتعد محطة الرأس مراح الحرش التي كلفت غلافا ماليا يقدر ب 675 مليون درهم٬ نقطة التقاء بين أربعة أنابيب ثانوية تتمثل مهمتها في نقل الفوسفاط المخصب بوحدات المعالجة الأربع بواسطة التعويم. وتضم 6 خزانات مجهزة من طابقين تبلغ سعتها 5500 متر مكعب٬ مجهزة بمحرك من طابقين وموزعين بطاقة تصل إلى 170 متر مكعب لكل منهما٬ ومحطة رئيسية للضخ مجهزة ب 12 مضخا وحاجزين للترفيد وتدوير المياه بسعة إجمالية تبلغ 10000 متر مكعب. وستقوم المحطة التي ستنجز على مساحة 11 هكتار والتي ستتطلب إقامتها 105 ألف يوم عمل لكل عامل٬ بشكل أساسي بتأمين الربط مع المحطة النهائية بالجرف الأصفر. ويشكل أنبوب نقل الفوسفاط طفرة تكنولوجية حقيقية٬ إذ سيصل طول هذا النظام الجديد لشحن الفوسفاط إلى 235 كلم (100 كلم تم إنجازها)٬ منها 187 كلم للمحور الرئيسي و48 كلم للربط مع مختلف المغاسل. ويهدف هذا المشروع إلى نقل الفوسفاط المستخلص من مناجم خريبكة نحو الوحدات الكيماوية بالجرف الأصفر ٬ وسيمكن من تقليص كلفة النقل بشكل جوهري. وسيمكن نقل الفوسفاط على شكل لباب من المغاسل٬ أيضا ٬ من اقتصاد المياه (حذف مرحلة التجفيف) والطاقة (نقل الفوسفاط عبر الجاذبية الطبيعية)٬ على أن يرتفع حجم هذا الاقتصاد في المياه والطاقة مع وصول الفوسفاط المشحون إلى المركب الصناعي للجرف الأصفر٬ لأن المعدن الخام لن يتم تبليله قبل تحويله إلى حامض فوسفوري أو أسمدة فوسفاطية. ومن المتوقع أن يشرع في تشغيل النظام الجديد لنقل الفوسفاط عبر الأنابيب (سلوري بيبلاين) في بريل 2013.