ينتظر العرب الرابع عشر من نوفمبر المقبل لمعرفة سفرائهم في نهائيات كأس العالم 2010 لكرة القدم المزمع اقامتها في جنوب افريقيا بعد اضطرارهم لانتظار الجولة الاخيرة من تصفيات القارة الافريقية واياب الملحق الاسيوي الاوقياني. تبدو جنوب افريقيا قريبة من مشاركة ثلاثة منتخبات عربية في المحفل العالمي اذا ما نجحت البحرين وتونسوالجزائر أو مصر في حجز مقاعدها للمونديال الافريقي, لتكون المرة الثالثة التي تشهد فيها نهائيات كاس العالم مشاركة ثلاثة منتخبات عربية. كانت المرة الاولى في مونديال 1986 في المكسيك بمشاركة منتخبات المغرب والجزائر والعراق واستطاع المنتخب المغربي في حينها الوصول الى الدور الثاني قبل خروجه امام نظيره الالماني, بينما كانت الثانية في مونديال 1998 في فرنسا عبر السعودية وتونس والمغرب. مثل منتخبا السعودية وتونس العرب في نهائيات كأس العالم في النسختين الماضيتين, عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان, وعام 2006 في المانيا حين وقعا في مجموعة واحدة وخرجا من الدور الاول. مهمة الاحمر يخوض المنتخب البحريني مباراة "العمر" في 14 المقبل عندما يحل ضيفا على نيوزيلندا في اياب ملحق اسيا-اوقيانيا. وكانت مباراة الذهاب التي اقيمت في 10 تشرين الاول/اكتوبر الحالي على استاد البحرين الوطني قد انتهت بالتعادل السلبي, اذ رغم الفرص العديدة والسيطرة, فان المنتخب البحريني لم يستطع هز الشباك النيوزيلندية فيها. وهي المرة الثانية على التوالي التي يبلغ فيها المنتخب البحريني الملحق النهائي, الاولى في التصفيات المؤهلة الى مونديال 2006 وكانت مؤلمة لاسيما بعدما كان قريبا جدا من تأهله الاول للنهائيات, فتعادل مع ترينيداد وتوباغو 1-1 في بورت اوف سبين, لكنه خسر في المنامة بهدف ليضيع حلم المونديال الاول. واعتبر التشيكي ميلان ماتشالا مدرب المنتخب البحريني ان الشوط الاول مع نيوزيلندا انتهى سلبيا ويبقى الشوط الثاني, لكن الفرصة ما تزال متساوية بين الطرفين. واضاف "اعتقد انه كان يمكن ان تكون النتيجة افضل من التعادل السلبي لتسهيل المهمة في مباراة الاياب, كنت تحدثت مع اللاعبين عن احتمالات النتيجة ومنها صفر-صفر, لكن الفرصة ما تزال في الملعب في مباراة الاياب". ويتعين على المنتخب البحريني الفوز او التعادل الايجابي مع نيوزيلندا اذا ما اراد التأهل لمونديال جنوب افريقيا والا سيعود للمنامة خالي الوفاض. ام المباريات يشهد استاد القاهرة "ام المباريات" التي ستجمع المنتخبين المصري والجزائري في مواجهة ستكون محط انظار الملايين وتعود بالذاكرة للمباراة الشهيرة في تصفيات مونديال 1990 التي انتهت بفوز المنتخب المصري بهدف وتأهله للنهائيات, وما رافق المباراة من احداث داخل وخارج الملعب. وغالبا ما تحفل مواجهات المنتخبين الجزائري والمصري بالتصريحات العاصفة التي تسبق تلك المباريات, ولم تشذ المباراة المنتظرة عن القاعدة, لا بل ان الحرب الكلامية انطلقت منذ الجولة الماضية التي اقيمت في 10 تشرين الاول /اكتوبر. تتصدر الجزائر ترتيب المجموعة برصيد 13 نقطة بفارق 3 نقاط عن مصر, ويكفي المنتخب الضيف التعادل او الخسارة بهدف ليحقق حلما لازال بعيدا عنه منذ 24 عاما حيث كان آخر وجود للجزائر في مونديال 1987 في المكسيك. اما "الفراعنة" فيأملون بتسجيل ثلاثة أهداف لبلوغ المونديال للمرة الثالثة والاولى منذ عام 1990 في ايطاليا. اما الفوز بفارق هدفين فسيجعل المنتخبين يحتكمان لمباراة فاصلة كما أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" السويسري جوزيف بلاتر. وحددت المباراة الفاصلة بعد اربعة ايام من لقاء الاياب في بلد محايد. وكانت الجزائر فازت على رواندا في الجولة الماضية 3-1, في حين فازت مصر على زامبيا بهدف. واتهم الجزائريون المصريين بالتأثير على حكم مباراتهم امام راوندا الغيني يعقوب كيتا, وهددوا بتقديم احتجاج للاتحاد الدولي لكرة القدم مطالبين باعلان فوزهم 3-صفر بعد اضطرار الحكم لانهاء المباراة اثر رفض لاعبي المنتخب الرواندي استئناف اللعب عقب إحراز كريم زياني الهدف الثالث من ركلة جزاء في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع. لكن سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم طالب الجزائريين بالهدوء والحد من التصريحات النارية, وابدى استياءه الشديد من الاشارة الى ان هناك "تأثيرا مصريا" على قرارات حكم لقاء الجزائر مع رواندا. اضاف زاهر "إنها شائعة سخيفة, فهل يعقل ان حكما يتعرض للضغط من اجل التأثير في نتيجة مباراة يحتسب اكثر من ست دقائق وقتا بدلا من ضائع". نسور قرطاج وفي القارة السمراء ايضا, فان المنتخب التونسي بات قاب قوسين او ادنى من بلوغ المونديال للمرة الرابعة على التوالي والخامسة في تاريخه, وهو رقم لم يحققه اي منتخب عربي حتى الان اذا تتساوى منتخبات تونس والمغرب والسعودية بعدد مرات التأهل (4 مرات) مقابل مرتين للجزائر ومصر ومرة واحدة لكل من الامارات والعراق والكويت. ويتصدر "نسور قرطاج" المجموعة الثانية برصيد 11 نقطة من 5 مباريات بفارق نقطتين عن المنتخب النيجيري. تحل تونس في 14 نوفمبر ضيفة على موزامبيق في حين تلعب نيجيريا مع مضيفتها كينيا. ويتعين على المنتخب التونسي تكرار ما فعله في مباراة الذهاب (2-صفر) ليقطع تأشيرة العبور الى جنوب افريقيا دون النظر الى نتيجة مباراة نيجيريا وكينيا. ولن يكون الفوز بعيدا عن رجال المدرب البرتغالي هومبرتو كويليو بعد الاداء المميز في التصفيات النهائية وبسجل خال من الخسارة.بقلم وليد بيساني