بعدما نشرت الزميلة الخبر في عددها ليوم الجمعة الماضي صورة لشاحنة تابعة للبلدية تفرغ شحنة من السلع أمام مقر العدالة والتنمية بحي الليمون، حصلنا على صور ووثائق تؤكد تورط حزب العدالة والتنمية في تبديد المال العام واستغلال الأملاك الجماعية في قضاء أغراض حزبية، وكانت الزميلة الخبر قد اتصلت بعبد السلام بلاجي، القيادي في العدالة والتنمية والمستشار بالمجلس المعني، وساءلته حول هذه القضية فرد قائلا إن هذا الأمر عادي. إن كان القيادي في الحزب الإسلامي يعتبر الأمر عادي جدا، فإننا نعتبر ذلك غير عادي لأنه يتعلق بمخالفات قانونية واستغلال للنفوذ وللملك الجماعي في قضاء أغراض حزبية لا تدخل في نطاق عمل الجماعات المحلية، وما قام به حزب العدالة والتنمية من ترميم لمقره غير قانوني لأن الأرصفة يصلحها ملاك العمارات والمنازل، ولو كان الأمر من اختصاص الجماعة فلم لا يقوم مستشارو العدالة والتنمية بترميم أرصفة الجيران؟ فما قصة الشحنات التي تم تفريغها من شاحنات تابعة للبلدية ودخلت المقر العام لحزب العدالة والتنمية؟ فمن أين أتت؟ وما هو مصدرها؟ وهل بمستطاع الحزب، الذي يدعي حرصه على المال العام ومصلحة الوطن، أن يوضح من أين أتت تلك الشحنات وكيف؟ ثم ما قصة الرجل المشرف على هذه الإصلاحات؟ وكيف تحول نصر الدين بنسليمان من طبيب إلى مقاول؟ فالرجل هو المشرف على الإصلاحات بالمقر العام للحزب، وهو الذي يرافق شاحنات البلدية ذهابا وإيابا لاستقدام الزليج والإسمنت والرمل وكل مواد البناء التي مازال مصدرها مجهولا إلى حين أن يقوم الحزب بتقديم ما يفيد أنها من مصدر قانوني؟ لكن قصة الطبيب المقاول غريبة، فهو يعمل بمستوصف بضاية عيشة بسيدي يحيى الغرب التابع لإقليم سيدي سليمان، وكان مفروضا فيه أن يقدم النموذج في خدمة مصالح المواطنين لا أن يواظب بمقر الحزب خمسة أيام في الأسبوع ويخصص لعمله يومين فقط، فهل السلطات المعنية على علم بتغيبات بنسلميان المتكررة؟ وهل هناك من يحميه؟ وأين هي ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، ومندوبها بالقنيطرة؟ أم بوادر التحالف بين حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية انتقلت إلى القواعد؟