"مولنبيك سان جون" إحدى بلديات العاصمة البلجيكية التسع عشر، يعرف العادي و البادي أنها وكر لتفريخ الإرهاب و التطرف أكثر مما يعرف العالم أنها من أفقر المناطق البلجيكية الموسومة بالبؤس والهشاشة وهي التي يتقاسم فيها بسطاء البلاجكة ،كرها ،العيش مع أبناء الجاليات المغاربية حيث يحولونها في المناسبات المرتبطة بالأعياد الدينية و غير الدينية. إلى أسواق عربية مغاربية و إسلامية تعج بالمعروضات الخاصة كما تعج بالزوار الباحثين عن كل ما تتصوره العين و لا تتصوره بحرية منقطعة النظير ومميزة عن باقي أرجاء الاتحاد الأوربي. "مولنبيك سان جون" التي تحولت منذ السبت الماضي بعد الضربة الإرهابية الأخيرة التي هزت باريس ليلة الجمعة الأخير إلى محطة أنظار دولية في أعقاب ما يجري فيها من عمليات الدهم والأبحاث لاعتقال ما تبقى ممن يشتبه فيهم أعضاء الخلية الإرهابية الداعشية التي روعت باريس و من خلالها باقي أوروبا و العالم. ما تعرفه العديد من الأجهزة الاستخباراتية و الأمنية هو انه انطلاقا من "مولنبيك سان جون" الحي البلجيكي الفقير في ضاحية العاصمىة بروكسيل الذي يضم 97 ألف نسمة تتعايش على اقل من مساحة لا تفوق 6 كيلومترات مربعة، سافر إلى سوريا و العراق العديد من المتطرفين الشباب من أجل الجهاد في صفوف الدولة الإسلامية، غير أن الذي يجب التأكيد عليه هو ان غالبية العمليات الإرهابية التي تمت بنجاح أو تم إحباطها داخل بلجيكا نفسها أو خارجها في فرنسا بالضبط ، كان منطلقها كذلك هو"مولنبيك سان جون" ، ويكفي هنا أن نذكر بالمجزرة التي تمت في ماي 2014 في حق المتحف اليهودي ببروكسيل و بالخلية التي تم تفكيكها في يناير 2015 و استهدفت مقتل رجال شرطة و كذلك الهجوم الإرهابي الذي تم إحباطه في غشت 2015 و كان يستهدف ركابا بين بروكسيل و باريس. الأكثر من ذلك أن كل ما يخطر أو لا يخطر ببال أحد هو أن كل أنواع الأسلحة و الذخيرة التي راجت داخل فرنسا وضربتها ضربات إرهابية منذ 20 سنة خرج من هذه المنطقة، مما يعني أن "مولنبيك سان جون" ظلت و ما زالت سوقا لرواج أسلحة الإرهاب و في نفس الوقت وكرا لكل المشاريع الإرهابية الخطيرة التي تتهدد أوروبا من داخل عاصمة الاتحاد الأوروبي. بالرجوع إلى التاريخ القريب ،وما يجب التأكيد عليه كذلك، هو أن من مولومنبيك سان جون خرج الرجال الذين تحملوا مسؤولية القضاء على قائد افغانستان أحمد شاه مسعود العدو الرئيسي لنظام طالبان الذي تمت تصفيته على أيدي صحافيين مزورين بأمر من أسامة بن لادن يومين قبل الانفجارات التي هزت الولاياتالمتحدةالأمريكية في الحادي عشر من شتنبر 2001. في مولونبيك كذلك، عاش و تربى ونشأ اثنان من المتطرفين الذين نفذوا عملية تفجيرات مدريد التي أتت على 19 ضحية في 2004. من هذه المدينة انحذر الطفل ذو الربيع الرابع عشر فقط والذي أصبحت صورته تؤثت كل مشاهد القتال وهو يحمل سلاح الكلاشينكوف ممتطيا سيارة كاشفة (بيك – اب)ودخل الجهاد بأمر و الده الذي استطاع أن يرحل كل افراد عائلته غلى العراق و سوريا من أجل الجهاد..