كدأبه عند حدوث أي هجوم إرهابي يضرب فرنسا أو إحدى الدول الأوروبية، أصر الصحافي الفرنسي المثير للجدل إيريك زيمور على أن يخرج بموقف مثير من الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس، عندما طلب من جيش بلاده أن يقصف أحياء بلدية مولنبيك في العاصمة البلجيكية بروكسيل، عوض قصف مدينة الرقة السورية التي تعتبر معقل تنظيم "داعش". وقال زيمور، الذي سبق أن تمت محاكمته بتهمة العنصرية والتحريض ضد المهاجرين، إن "إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الحرب ضد "داعش" وتكثيف القصف الجوي على مواقعه في سوريا، هي حرب فرنسية، ولكن تحت مظلة أمريكية"، مواصلا بأن "الحرب في سوريا ستنضاف إلى الحرب في العراق وأفغانستان وليبيا، وهي الحروب التي عقدت الأوضاع أكثر مما حلتها". وعبر إيريك زيمور عن استغرابه كيف أن "فرنسا ستقوم بحرب ضد "داعش" بجانب كل من قطر والسعودية وتركيا التي مولت مقاتلي التنظيم، كما مولت في السابق تنظيم القاعدة، وبطبيعة الحال بمباركة المخابرات الأمريكية"، وفق تعبيره، وزاد بأنه "لا يستسيغ كيف لفرنسا أن تكون صديقة لمثل هذه الدول التي تتقاسم مع إيران النظرة نفسها للغرب، والتأويل المتشدد نفسه للإسلام". ووجه زيمور انتقادات لاذعة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، "الذي لا يعرف عدوه ويريد أن يهزمه"، موضحا أن "الرئيس الفرنسي في خطابه تحدث عن الإرهاب ولم يتحدث عن الحركات الإسلامية، كما يقول "داعش" ولا يذكر اسم الدولة الإسلامية"؛ متهما إياه بأنه ترك أكثر من 10 آلاف شخص يشتبه في كونهم متطرفين أحرارا، رغم أن الأجهزة الأمنية تصنفهم في خانة الخطر، ومع ذلك لم يتم احتجازهم ولا ترحليهم". وطلب الصحافي الفرنسي من جيش بلاده أن يصوب قصفه الجوي على بلدية مولنبيك في العاصمة البلجيكية بروكسيل، عوض توجيه الضربات الجوية لمدينة الرقة السورية التي تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش"، مبررا ذلك بأنه "من أحياء هذه البلدية خرجت المجموعة التي هاجمت باريس يوم الجمعة الماضي". وباتت أحياء بلدية مولنبيك البلجيكية حديث وسائل الإعلام العالمية، بعد أن تحول إلى أخطر حي في القارة العجوز، إذ احتضن العقول المدبرة للعديد من العمليات الإرهابية في أوروبا ومنفذيها، ذلك أن اثنين من منفذي هجوم باريس الأخير كانا من أبناء مولنبيك، بالإضافة إلى المتهم الرئيسي في الأحداث عبد السلام صلاح، الذي مازال فارا إلى حدود الآن. كما أن مهدي نموج، الذي نفذ هجوما على المتحف اليهودي ببروكسيل خلال العام الماضي كان ابن البلدية ذاتها، وأيضا أيوب الخزاني، منفذ الهجوم على القطار السريع بين أمسترداموباريس.