قال مهاجرون ناظوريون في اتصالات باريفينو ان عددا من ابناء الناظور الذين يعيشون في ضاحية مولنبيك التي يتم تسميتها عادة بالضاحية الريفية في بروكسيل، قد غادروا الى مناطق اخرى خاصة اولئك الذين يفتقدون الى اوراق اقامة قانونية و هم بالمئات. و اضافت نفس المصادر ان هؤلاء المهاجرين تعرضوا للتضييق عليهم بالدوريات مباشرة بعد احداث باريس حيث تم تشديد الاجراءات. و قالت نفس المصادر ان الشباب الريفيين لجؤوا الى اصدقاء لهم او عائلات بمدن بلجيكية اخرى او التحقوا مؤقتا بهولندا الاقل حدة لحين انتهاء هذه الحملات. هذا توفر بلجيكا حيث تم توقيف سبعة اشخاص على ارتباط باعتداءات باريس ملاذا للاسلاميين المتطرفين رغم الجهود التي تبذلها السلطات لاستئصال هذه الظاهرة التي وصفها رئيس الوزراء شارل ميشال بانها « هائلة ». واعلنت النيابة العامة البلجيكية الاحد ان فرنسيين اقاما في بروكسل واحدهما في بلدة مولنبيك في منطقة بروكسل التي تعتبر ملاذا للجهاديين في هذا البلد, هم بين منفذي الاعتداءات الدامية مساء الاحد في باريس مؤكدة انهما « قتلا في الموقع ». كما افادت النيابة العامة انه « عثر في باريس على سيارتين مسجلتين في بلجيكا » وقد اثبت التحقيق انه تم استئجارهما في مطلع الاسبوع في منطقة بروكسل. ويعتبر هذا البلد الصغير الدولة الاوروبية التي انطلق منها اكبر عدد من المتطوعين للانضمام الى صفوف الجهاديين في سوريا او العراق نسبة الى عدد سكانها البالغ 11 مليون نسمة. وتم التعرف الى حوالى 494 « جهاديا بلجيكيا » بينهم 272 موجودون في سورياوالعراق و75 يعتقد انهم قتلوا و134 عادوا و13 هم في طريقهم, بحسب ارقام اجهزة الامن البلجيكية. لكن اكثر ما يلفت في هذا الوضع هو ان بلجيكا تبقى ملاذا امنا نسبيا للجهاديين رغم تعزيز قوانينها لمكافحة الارهاب وتفكيك شبكات تجنيد وخلايا ارهابية منذ تسعينيات القرن الماضي والادانات والاحكام التي صدرت على الاثر. وقال رئيس بلدية بروكسل ايفان مايور الاحد ان « اوروبا باتت بلا حدود ومن الطبيعي بالتالي ان يستفيد (منفذو الاعتداءات) ايضا من الامر. لكن يجب ان نتحرك بحيث لا نعود قاعدة في اوروبا للذين يذهبون لخوض الحرب ». وباتت بلدة مولنبيك سان جان حيث تقيم مجموعة كبيرة من المسلمين بينهم اقلية من الناشطين المتطرفين , في عين الاعصار. وقال المحلل المتخصص في مسائل الارهاب كلود مونيكيه لوكالة فرانس برس ان « ضمن هذه الاقلية الصغيرة, هناك وجوه معروفة على نطاق اوروبا ». واقر رئيس الوزراء شارل ميشال الاحد متحدثا الى التلفزيون الفلمنكي في ار تي « الاحظ ان هناك على الدوام تقريبا رابط مع مولنبيك, هناك مشكلة كبرى. في الاشهر الماضية اتخذت مبادرات كثيرة في مكافحة التطرف, لكننا بحاجة ايضا الى المزيد من القمع ». وتابع « سنعمل بشكل مكثف مع السلطات المحلية. ان الحكومة الفدرالية مستعدة لتقديم المزيد من الوسائل من اجل تحسين الوضع على الارض في جميع انحاء البلاد وفي المناطق التي تواجه مشكلات ». وتم توقيف سبعة اشخاص منذ السبت في بلجيكا بينهم خمسة على الاقل في مولنبيك في اطار الشق البلجيكي من التحقيقات حول اعتداءات باريس. كما نفذت الشرطة البلجيكية السبت مداهمات في مولنبيك وقالت النيابة العامة انه « جرى ضبط قطع ومصادرتها ويجري الكشف عليها حاليا ». وفي مولنبيك ايضا اقام عام 2001 منفذو عملية اغتيال القائد مسعود في افغانستان اضافة الى حسن الحسكي الذي ادين بالمشاركة في تدبير اعتداءات مدريد عام 2004 (191 قتيلا و1800 جريح) ومهدي نموش المشتبه به الرئيسي في الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل في ايار/مايو 2014. كذلك اقام في هذه البلدة ايوب الخزاني منفذ الهجوم على قطار تاليس بين امسترداموباريس في اب/اغسطس والذي نزل عند شقيقته المقيمة هناك قبل ان يستقل القطار. واخيرا تبين ان خلية ارهابية تم تفكيكها في كانون الثاني/يناير في فيرفييه (شرق) كانت على ارتباط ايضا بمولنبيك. وقالت رئيسة بلدية مولنبيك فرنسواز شيبمانس من الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء « انهم لا يتحدرون جميعهم من هنا, وفي معظم الاحيان يقيمون بشكل عابر » في البلدة. واوضحت ان « بعض الاحياء مكتظة للغاية ويضم سكانها 80% من المتحدرين من اصول مغربية. والتخفي اسهل على ذوي النوايا السيئة الذين يكتفون بالعبور » في البلدة. واضافت منتقدة سلفها الاشتراكي « انهم يصلون ايضا الى احياء توفر تربة خصبة للتطرف .. كان يجدر اعتماد المزيد من الحزم منذ البداية ».