كنت أتحدث مع مجموعة من أباء وأولياء التلاميذ بالثانوية الإعدادية المسيرة الخضراء باسا حول تحصيل أبناءهم الدراسي،وكذا مسارهم المستقبلي،فكانوا يتحدثون بيأس وحرقة عما جرى من تضيع لأبناءهم من طرف أستاذ أحترف الإهمال والغياب المتكرر لمدد طويلة خلال الموسم الدراسي الفارط ،حيث قالوا أنهم مصابون هم وأبناءهم بالاكتئاب الشديد لان أبناءهم لم يعد بإمكانيهم مواكبة دروس هذه السنة بسبب إفقارهم للمكتسبات القبلية(تحليل وثائق تاريخية-الموضعة في الزمن.عمليات النهج الجغرافي...).كما أني توصلت بمعلومات أكيدة باستياء عدد كبير من أساتذة نفس المادة لمستوى التلاميذ الضعيف بالمقارنة مع أقرانهم بمناطق أخرى. بعد هذا الحديث أحسست باكتئاب لازمني مدة أسبوع ثم بالضيق أسبوعا أخر،ثم بالحيرة أسابيع وابداً طويلاً لا ينتهي،الحيرة في أن أفهم عدم إخلاص هذا الأستاذ في عمله وعدم خشيته ممن سيسأله ذات يوم عن كل صغيرة وكبيرة وعن الأمانة التي أضاعها وعن عدم إخلاصه في ما أسند إليه من مهام،أحاول دائماً أن أفهم على أي سند ووفق أي مبدأ وبناءاً على أي معتقد يظن عديم الضمير هذا أنه مصيب،ومن السؤال معفى. على أنني ظللت أقاوم ضيقي لأسابيع وأتعمد نسيان الأمر وتجاهله حتى ضاقت بي السبل،فارتعابي على مصلحة النشء بمنطقتنا يقض مضجعي وأمثال هذا السخيف من عديمي الضمير يهدد بكارثة ليست تتحملها منطقتنا. فقررت أن أرفع قلمي لأكتب لعديم الضمير هذا ومن على شاكلته هذا المقال لعلهم يعودون لرشدهم،رغم أني أعلم يقيناً أنهم لن يقراؤه فهم لا يقرأون أبداً.أقول له و لأمثاله إن معدن الإنسان في هذا الكون يقاس بضميره،إنه الضمير الإنساني الذي هو إحساس ومشاعر وقيم الأصالة وإيمانه في الخالق وخوفه منه وعدالة الحق ورحمة الإنسانية وكرامة الوجود وحب الشعب وحرمة خداعه. قد يقول قائل أن بهذا المقال تحامل مشين على هذا الأستاذ خصوصاً أنه لم يسند له أي قسم هذه السنة(أصبح فائض )وأن هناك من يقوم بأسواء مما يقوم به هذا الأستاذ وبقطاعات مختلفة،بل أن هناك من ينهب قوت الشعب بمختلف شرائحه تلاميذاً وشباباً وشيوخاً.وطبعاً هذا صحيح فضمير النفاق موجود في كل القطاعات وكل العصور التاريخية يقع فيه أصحاب المعادن الدنيئة،ولكل تاريخ رجاله ومنافقيه عديمي الضمير والقيم الإنسانية والأخلاقية،أما مسألة عدم إسناد أي قسم لهذا الأستاذ بسبب إهماله فهو تصور فضلا عن كونه غير سليم قد يوطد في عقول الصغار فكرة الإهمال لعلهم يحققون ما حققه عديم الضمير هذا، وإذا سلمنا بهذه الوضعية فوجب أن يعمل هذا الأستاذ 38 ساعة وهو ما لا يحدث فنادراً ما يحضر هذا الأستاذ،أما مسألة نهب المال العام فليس هناك فرق بين من يسرق المال العام ومن يستهتر ويستخف بمصلحة النشء،كلهم نقشوا لأسمائهم تاريخاً اسوداً بقائمة الخيانة الوطنية،وفي كلا الحالتين هم أعداء الوطن وخونة الشعب. ختاماً،تحية إجلال وشرف لكل موظف شريف من أصحاب المعادن الأصيلة والضمائر الحية في حب الوطن والشعب والوفاء بالأمانة ممن يعملون بتفاني كل واحد في موقعه لأجل مستقبل هذا الوطن.ولا نامت أعين الجبناء عديمي الضمير- ولكل تاريخ رجاله ومنافقيه وشر ما يكون الإنسان حين يبيع مصلحة الشعب والوطن لأجل أن يعيش بمال حرام،بضمير ميت. وأخير الكلام إن الله يمهل و لا يهمل . * أستاذ بالثانوية الإعدادية المسيرة الخضراء-أسا