عجبت لقوم وضعوا نظارات مجهرية لترقب وترصد حركات كل من قام بتحية ملك البلاد، من أعضاء الحكومة الجديدة يوم التنصيب ، وضعوا اللحظة تحت المراقبة وقيد الدراسة والتصنيف، فكتبوا روايات وفصل المقال عن تقبيل اليد الملكية،وصنفوا الوزراء فريقين: المقبلون للكف والمقبلون للكتف ، من انحنى حد الركوع ومن أومأ بانحناءة خجلا.... لكل هؤلاء بمختلف مشاربهم ،أن يعلموا أن الاحترام الكامل للملك ليس في تقبيل يده مرات، والانحناء حد الإفراط . إن طاعة الملك وحبه والإخلاص له ليس لا هذا و لا ذاك،الإخلاص والوفاء للملك ، إخلاص في العمل خدمة للشعب الذي ظل يتحدث عن تحقيق دولة الحق والقانون منذ الاستقلال ولازال..الإخلاص للملك هو التفاني في العمل واستحضار الضمير المهني في كل خطوة خطاها مسؤول، بارا بالقسم الذي أداه أمام الله والشعب قبل أن يؤديه بين يدي ملكه.. حب الملك رهين بمدى خدمة هذا الوطن بمطلق نكران الذات ،واحترام المواطنين في بيوتهم وجعلهم يحسون أنهم في بلد آمن مطمئنين،حيث تعد الكرامة والحرية والحقوق الدستورية واقعا معاشا ملموسا ، لا شعارات جوفاء وخواء،هل يلجون جل إدارات الدولة بطرق يصان ويعز فيها المرء ؟، أم يهان ويذل حينما يصطدم بكل أشكال الزبونية والمحسوبية وهلم جرا بل شرا. الإخلاص للملك هو الحفاظ على المال العام،والكف عن نهبه وسرقته واختلاسه واستغلاله لإنماء الثروات الشخصية والاغتناء على حساب الشعب،وعدم التهرب من أداء الضرائب التي تعتبر أهم مصدر وشريان لبناء اقتصاد قوي للبلاد. الإخلاص تجلياته شتى : يكون لله ثم الوطن والملك ،هو إخلاص النفس للذات والمبادئ السامية الخلاقة ، هو إخلاص تسمو فيه النفوس عن كل المطامع الدنيئة وغيرها. إن الملك يريد كل مسؤول أن يحافظ على هذا الوطن آمنا من كل شر و مكروه، وأن يجعل رعاياه ينعمون فيه بالعيش الكريم و الطمأنينة، في ظل العدالة والديمقراطية. إن هذا البلد لم يعد يقو على المزيد من السرقة والنهب.. فقبلوا أيها المسؤولون يد الملك بالحرص على مصلحة الوطن، وبالإخلاص والجدية، واستحضروا ضميركم المهني في كل لحظة وحافظوا على مرافق الدولة.. فكفنا من النهب والسرقة و امتصاص دماء البلد.. و ليعلم الناهبون أن كل ثروة نهبوها لن تكون إلا سرطانا وعٌمي وحٌمق لهم و لأبنائهم... ارحموا بلدكم.. لحسن أكرام [email protected]