نزحت قرابة مائة أسرة صحراوية من مدينة العيون، ظهر يوم الأحد الماضي، نحو منطقة " إيزيك " على بعد 12 كيلومترا شرق المدينة، التي نصبت بها الخيام، احتجاجا على سياسة الإقصاء التي أضحت تواجه بها الدولة سكان المنطقة، الأمر الذي دفع بمجموعة من الشباب والنساء والعجائز إلى الإقدام على هذه الخطوة، التي تعتبر الأولى من نوعها، التي تشهدها المنطقة، والتي أثارت موجة تساؤلات عجزت الجهات المسؤولة عن فك شفرتها، نتيجة تشابك الملف، والذي أبان عن وجود احتقان اجتماعي قابل للانفجار في أي لحظة، نتيجة تراكم مجموعة من الاختلالات على مستوى تسير وتدبير شؤون المنطقة من طرف المسؤولين، الذين كان همهم هو نهب المال العام والتلاعب في الميزانيات والبقع الأرضية والدور السكنية ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المخصصة للمعوزين الصحراويين. وعودة لمخيم الغضب، تركزت تصريحات بعض الأسر النازحة حول مطلبين أساسيين وهما الاستفادة من السكن والشغل كحق مشروع، وتضيف التصريحات على أنه لا يعقل أن يستفيد كل من هب ودب من خارج المنطقة من الامتيازات كالسكن وبطائق الإنعاش والتوظيف، في المقابل يحرم أهل الصحراء الأصليون من خيرات المنطقة. وإلى ذلك وفي إطار فتح قنوات الحوار، أرسلت ولاية العيون ظهر يوم الاثنين لجنة مكونة من أعيان وشيوخ القبائل للتفاوض مع العائلات النازحة، إلا أن الاقتراحات التي قدمها وفد الشيوخ والأعيان لم تكن في مستوى تطلعات المعتصمين، ولم تسفر عن أي حل ممكن، أمام إصرار الأسر النازحة على البقاء في العراء، أفضل لهم من التفرج على خيرات المنطقة تستنزف أمام أعينهم" خبزة الدار يأكلها البراني " وبذلك يعود وفد الولاية بخفي حنين. ويذكر أن الأسر النازحة بمنطقة إيزيك محاصرة من طرف قوات الدرك الملكي والقوات المساعدة، كما حلقت عصر يوم الاثنين مروحية عسكرية فوق رؤوس النازحين. أثناء تجمع خطابي نظمه ممثلي هذه الأسر المقصية.