يبكي سكان المرسى التي تبعد عن مدينة العيون بحوالي 25 كلم، الحال الذي أصبحت عليه مدينتهم في السنوات الأخيرة، إضافة أنهم فقدوا الثقة في الكلام " المعسول " للسلطات المنتخبة التي يظهر أنها نسيت أن عاصمة سمك السردين تعاني عدة اختلالات بنيوية، وأن حركة المشاريع التنموية متوقفة ومجمدة، باستثناء بعض المشاريع الصغيرة لدر الرماد في العيون والتي لا يمكن أن تحرك المياه الراكدة، ويقول أحد المواطنين: إن المرسى تشهد مجموعة من المشاريع المتوقفة، كالمجزرة البلدية مثلا، التي يدعي المكتب المسير للمجلس في كل لحظة أن تجهيزاتها تعرضت للسرقة والتلف، وهو مبرر يبتكره المجلس لتفادي المسائلة عن مشروع إحداث المجزرة وعن ميزانية التجهيزات التي قالت مصادرنا بأنها مبالغ في قيمتها المصرح بها، وهذا يظهر بجلاء واضح أن الذين يسيرون هذه المدينة لا يؤمنون جيدا بالحكامة في التسيير، بل إن هناك الملايين التي ضاعت في مشاريع لا تزال معلقة لحد الساعة. مما يؤكد بأن التنمية المتوازنة بين مختلف الجهات لم تتحقق، وأن التهميش لازال يطال هذه المدينة، حيث يعتبر السكان أنفسهم مهمشين ومقصيين مقتنعين بان الدولة لازالت تكرس " سياسة المغرب غير النافع مع مدينة المرسى وأبنائها " كما جاء على لسان عدد من الفاعلين الجمعويين. وتعاني المدينة من خصاص كبير في مجال الصحة والمرافق الاجتماعية والثقافية والرياضية، ويشتكي سكانها من انعدام الأمن حيث السرقة واعتراض السبيل والتسيب. تصريحات مجموعة من السكان تتوحد في التأسف على الوضع الذي آلت إليه مدينتهم بسبب السياسة التي ينهجها القائمون على الشأن المحلي، وتعب السكان من سياسة صوتوا على " أولاد المرسى " بعد أن خذلوهم ويتمنون أن يستفيقوا يوما ما ويجدون مدينتهم أصبحت "المدينة الفاضلة" ، كما كان يروج لها رئيس المجلس خلال حملاته الانتخابية السابقة، والتي كانت وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية خصصت لها مبلغ مليار سنتيم كمساهمة لتشييدها.لا تنتظر حينما تسأل بعض سكان المرسى بإقليم العيون، عن أحوال مدينتهم سوى جواب واحد، وهو أنها تشهد عددا من الاختلالات البنيوية التي تحول دون تنمية هذه المدينة التي تعد أغنى مدينة في الصحراء، و أفقرهم على مستوى البنيات التحتية. فحينما تزور هذه المدينة البحرية لا أثر يوحي لك أنك توجد في مدينة تحتل المراتب الأولى عالميا من حيث الثروة السمكية الذي تحولت من نعمة إلى نقمة، بشهادة عدد من السكان الذين يقول معظمهم رغم أن مدينة المرسى تتوفر على أسطول كبير من الثروة السمكية، فإنها لا تستفيد من هذه النعمة، بل على العكس من ذلك، فقد تحولت إلى نقمة بسبب ارتفاع الثلوت الناتج عن وحدات تصبير وتصدير سمك السردين، ثم توافد أفواج هائلة من المنحرفين والمتشردين الذين يتخذون من ميناء العيون ملجأ لهم، وفي الفترة البيولوجية يهددون أمن ساكنة المرسى..وإذا كان البعض منهم اعتبر أن غياب الرئيس " حسن الدرهم" عن تسيير المجلس وتفويضه لنوابه، فإن هناك رأيا آخر اعتبر أنه لا يوجد في القنافذ من أملس، وأن مشاكل المرسى لا تكمن في غياب الرئيس أو حضوره، ولكن في غياب برامج ومشاريع تنموية تجعل السكان أكثر ارتباطا بمدينتهم، بدل أن يكون تفكيرهم منصبا نحو الاستقرار بمدينة العيون. وطالب عدد من سكان المرسى ب " محاسبة المجلس البلدي لمدينتهم على الاختلالات المالية " وشدد جمعويون على ضرورة تخليق الحياة العامة بمجلس مدينتهم، بمحاربة كل أشكال النهب التي طالت ميزانية المجلس والمال العام على اعتبار استغلال النفوذ والسلطة بمثابة جريمة في حق الوطن ولا يقل شناعة عن المس بحرماته. ويؤكد سكان مدينة المرسى عدم وجود خطة تنموية والمدينة تغرق في وحل مشاكل كثيرة، فليس لسكان المدينة أي متنفس آخر، سوى التجول بين الأسواق العشوائية، ويقول احدهم بحسرة كبيرة، " إن المتنفس الوحيد الذي كان في المرسى هي الساحة العمومية التي تحولت إلى وكر للمنحرفين والمتسكعين نتيجة إهمال المجلس لها، وهذه جريمة في حق هذه المدينة. ويعتبر عدد من المراقبين للشأن المحلي في المرسى، أن عدم وجود متنفسات في المدينة يرجع إلى فشل السلطات المنتخبة التي لم تستحضر أهمية هذا المعطى، و المشاريع في المرسى تنجز بجرة قلم فقط، أما الواقع فلم ترى الساكنة أية مشاريع...؟ وألح الجمعويون على ضرورة التزام الجميع بروح المسؤولية والشفافية والمراقبة والمحاسبة والتقويم في ظل سيادة القانون.