عبر عدد كبير من شباب قبيلة ازركيين بالعيون، خلال اجتماع مطول عقد ليلة الأحد الماضي بإحدى الفيلات بالحي الإداري بالعيون ، عن امتعاضهم الشديد من سياسة الإقصاء التي تنهجها الدولة اتجاه القبيلة، حيث أقصتهم من التعيينات. و كان الاجتماع الذي حضره أكثر من 120 شخص من أفراد قبيلة أزركيين، عرف عدة مداخلات انصبت معظمها في الجانب السياسي بعيدا عن المطالب الاجتماعية، التي اعتادت جل التنظيمات القبلية بالأقاليم الصحراوية التطرق إليها أو مطالبة الجهات المعنية بتنفيذها. وكانت قد رفعت الشهر ما قبل الماضي قبيلة أزركيين ، بمنزل أهل حيدار بمدينة العيون، مذكرة تفصيلية إلى الملك، توضح من خلالها، ما وصفته الجهة المنظمة للاجتماع"حركة اعتبار أزركيين"، بتنازع لموازين القوى في منطقة واد الساقية الحمراء خاصة بمدينة العيون مصدر الهيمنة و القرار في المخطط المستقبلي، و هو ما استغله البعض من اجل تثبيت الأمر الواقع عبر مستويين بشري وترابي، فكانت الحصيلة أن موازين القوى اختلت وتنذر بأن المستقبل القريب في أي مخطط جهوي موسع أو حكم ذاتي، يجعل القبيلة على الهامش، و يذكرها بسيناريوهات طبقت في المنطقة بداية السبعينيات، يذكر أن حركة اعتبار قبيلة أزركيين، قد تأسست قبل حوالي خمسة أشهر، و جعلت من أولوياتها رد اعتبار القبيلة التي تقطن المجال الترابي لواد الساقية الحمراء، كما واجهت الحركة إبان ولادتها و إصدارها لأول بيان، إلى انتقادات كثيرة، منها من ذهب إلى حد وصفها بدراع البوليساريو، فيما ذهبت بعض الأطراف الأخرى إلى وصفهم بمحاولتهم مساومة وابتزاز الدولة. كما أن هناك أطراف داخل القبيلة تتهم رشيد أدويهي بتزعم هذه الحركة لمواجهة أهل الرشيد وتنحيتهم من الكوركاس. و بعد انتهاء اجتماع القبيلة، أكد أفراد هيئة التدبير المرحلي-الجهة المشرفة على صياغة المذكرة الملكية- على أن هناك غموض يلف كافة القرارات ذات الطابع التدبيري في المنطقة، مما يعكس أن هناك أطرافا تسعى إلى تقزيم الآخرين في ترابهم، و وافدون جدد يسعون لتثبيت وجودهم بدعم من جهات نافذة تحسبا لكل الاحتمالات، رفض القبيلة لكل وساطة أو تمثيلية كيفما كان نوعها بين القبيلة وبين الملك، و أضافت مصادر داخل القبيلة، أننا داخل القبيلة نحترم جميع المكونات القبلية بالصحراء وهو ما تختزله العلاقات التاريخية، بالمقابل نوضح بأننا نتكلم عن حقوقنا الشرعية في مجالنا الترابي المعزز بالأدلة و الوثائق في ظل التعايش و التسامح والتوازن التاريخي، كما ندين كل أشكال التزوير لتاريخنا، وطرق الالتفاف على أراضينا من أي جهة كانت، ونعتبر ذلك من أسس رمزيتنا و مكانتنا، و نفت المصادر ذاتها أن تكون الحركة ذات خلفيات قبيلة، و أوضحت أنها حركة سياسية أخذت قاعدتها من الإطار القبلي كمكون لقواعدها. وختم المجتمعون لقاءهم السري بتحديد موعد 15 أكتوبر القادم للتوجه جماعيا إلى الرباط، لطلب مقابلة جهات عليا بالدولة، لشرح التهميش الذي تعيشه القبيلة.