تحتل الرياضة مكانة متميزة بل ومركزية في حياة الفرد، باعتبارها عاملا أساسيا في تحقيق التوازن النفسي والصحي، وبالنظر كذلك الى قيمتها في تحقيق أقصى درجات الانضباط الأخلاقي، ارتأينا كأساتذة وخبراء رياضيين في فنون الحرب، أن نؤسس رياضة وفنا دفاعيا ذاتيا يسمى أراح طاي مودو، ARAH-TAY-MUDO وإذا كان يعجزنا إيفاء هذا الموروث الصحراوي وهذه النعمة حقها من التحليل لما يتطلبه من جهد جهيد وبحث أكاديمي عن الرياضة عموما، فإننا لن نعطيها حقها كاملا في صفحات. كلنا نعي لعبة أراح الصحراوية التقليدية، والتي كانت تملأ الفراغ الصحراوي البدوي، بحيث أنها لعبة شعبية قيمة تمارس في كل المناسبات، بحضور حشود غفيرة من سكان الخيام (الفريك) أو القبيلة، وللنساء كذلك دور مهم، بحيث كن حاضرات بزغاريدهن . أما قانون اللعبة، كان يفرض وجود مجموعتين، تحاصر المجموعة الأولى واحدا من خصوم المجموعة الثانية، بحيث يهاجمونه بالأيدي وتسمى هذه العملية ( باللسع)، في حين يدافع الآخر برجل واحدة دون أن تمس الأرض، والوضعية هنا هي التمركز في دائرة وسط المجموعة. وبحكم أن اللعبة رجولية كانت عنيفة جدا.هذا التراث المنسوب لأجدادنا والذي نفتخر به، أصبح تراثا شفهيا منسيا، وكي لا يبقى دفين طيات الكتب، قمنا بتأسيس رياضة وفن تقني حربي بزي تقليدي، خصوصا أننا نفتقر لمثل هذه الرياضة في فنون الحرب نرتقي بها للمستوى الدولي ونضاهي بها شعوب أخرى ظل هذا الأخير حكرا عليها ، وكأساتذة ومدربين في فنون حربية قتالية مختلفة، ارتأينا أن نحيي هذا التراث الصحراوي ونعطيه قالبا فنيا دفاعيا وتقنيات جديدة وجمالية في أداء الحركات، وأن يكون شاملا متكاملا حتى يستهوي كل الفئات العمرية. وكلمة أراح :تعني لعبة صحراوية وتقليدية . طاي: تعني حركات وتقنيات هجومية دفاعية مقننة بأسماء عربية حسانية وطرحات، والمقصود بطرحات هنا، المسالك أي حركات دفاعية وهجومية كالكاطا في الكارتيه، والبومزا في التايكوندو، والطاولو في الكونغ فو، وذلك لأن المسالك تحتل أهمية قصوى في إتقان الحركات الدفاعية والهجومية فهي المحدد الأساسي في ضبط وإتقان الحركات، إذ أنها تحقق التوازن والانسجام بين مختلف التقنيات المؤدات، وتعتبر كذلك مبارة خيالية انفرادية يجريها الممارس ضد خصم وهمي أو أكثر ، حيث أن الممارس يقوم بأداء مجموعة من الحركات المتناسقة بكل إتقان وتركيز، وهي تضم مجموعة من الحركات الدفاعية والصد ثم الهجوم. مودو: تعني جديد حديثة، وفن أراح طاي مودو فريدة من نوعها بشهادة مختصين ومعجبين فهي ليست عدوانية، وتحث الممارس بالاتسام والتحلي بأخلاق عالية ومثالية، بحيث يجب عليه أن يكون مسالما، وأن يغلب عليه طابع التسامح وحب الخير للناس.