قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الخميس بالصويرة، إن مشروع تطوير المحطة السياحية "موكادور"، يمثل لبنة في المسار المتواصل للبناء والتشييد، وتعزيز البنيات التحتية للمدن وعصرنتها، كما يريدها صاحب الجلالة. وأكد أخنوش في كلمة خلال ترأسه لحفل التوقيع على اتفاقية تطوير المحطة السياحية "موكادور" ، أن هذا المشروع سيساهم في ترسيخ مكانة المغرب كوجهة سياحية رائدة، بالنظر لما يمكن أن يخلقه من دينامية اقتصادية واجتماعية في القطاع السياحي، في مدينة الصويرة. وتبلغ القيمة الاستثمارية لتطوير المحطة السياحية "موكادور"، 2.3 مليار درهم. ووقع على الاتفاقية تحالف للمستثمرين السياحيين في الشرق الأوسط، يتكون من نجيب ساويرس، وحسين النويس، وحسام الشاعر. ويعتزم هؤلاء المستثمرون تنفيذ 50٪ من الاستثمارات في محطة "موكادور" بحلول عام 2030. واستحضر رئيس الحكومة في معرض كلمته المكانة التاريخية لمدينة الصويرة، مشيراً إلى أنها كانت على الدوام ملتقى الثقافات والحضارات، وجوهرة الواجهة الأطلسية للمملكة. كما استحضر دعوة جلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى ال 48 للمسيرة الخضراء، إلى أن تصبح الواجهة الأطلسية للمملكة فضاء للتواصل الإنساني، والتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي. وقال أخنوش، إن مدينة الصويرة التي تعتبر تاريخيا أول منطقة للتجارة الحرة بالمملكة الشريفة، وشكلت منذ القرن ال 19 حلقة وصل بين التجارة عبر قوافل الصحراء والطرق التجارية البحرية الدولية. كما هنأ رئيس الحكومة، مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، على "مجهوداتكم وعلى الأدوار التي تقومون بها، إلى جانب السلطات المحلية للسهر على السير العام للمشاريع التنموية، وصون الطابع الفريد لمدينة الصويرة، الذي يجمع بين التقاليد العريقة والحداثة". يذكر أن مشروع محطة "موكادور"، الذي يتمتع بأهمية استراتيجية على صعيد الاقتصاد المحلي والوطني، يهدف إلى رفع الطاقة الإيوائية إلى 3.700 سرير، بزيادة تقدر ب 35٪ مقارنة بالطاقة الإيوائية الحالية للمدينة. كما سيمكن من إحداث 20.000 منصب شغل جديد مباشر وغير مباشر. ويشمل المشروع توسعة فندق سوفيتيل موكادور، وإنشاء ثلاثة فنادق مطلة على الواجهة البحرية، و"كلوب ميد"، ونادي شاطئي، وقرية ترفيهية، بالإضافة إلى ملعب للغولف، مما سيعزز جاذبية الصويرة في العرض السياحي المتعلق بالسياحة الرياضية والثقافية. إحداث 25 ألف منصب شغل في هذا السياق، أوضح عزيز أخنوش أن قطاع السياحة قد أظهر خلال السنوات الأخيرة قدرة كبيرة على الصمود، ليؤكد مكانته كإحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية على مستوى المدن والجهات، ومصدر إشعاع يعكس تطلعات المملكة نحو مستقبل أكثر ازدهارا. واسترسل عزيز أخنوش، أنه "بفضل تنفيذ خارطة الطريق السياحية 2023-2026، وقبل ذلك المخطط الاستعجالي، تأكد أن هذا القطاع يتوفر على مؤهلات كبيرة مكنته من استعادة تعافيه في وقت وجيز"، لافتا إلى أن "في عام 2023، ساهم قطاع السياحة في إحداث 25 ألف منصب شغل، مسجلا ارتفاعا ملحوظا بنسبة 25٪، مقارنة مع الهدف المحدد في خارطة الطريق". ويضاف هذا "الإنجاز الاستثنائي"، إلى رقم قياسي يتمثل في استقبال بلادنا هذه السنة حوالي 16 مليون سائح مع نهاية شهر نونبر الماضي، وهو ما يفوق ما حققه القطاع في سنة 2023 بأكملها. يقول عزيز أخنوش رئيس الحكومة. وبفضل وظيفته الأفقية، يضيف المسؤول الحكومي، يخلق القطاع السياحي فرص شغل مباشرة وغير مباشرة في قطاعات متعددة كالنقل والصناعة التقليدية، والتجارة وغيرها.. ما يبرز دوره المحوري في تقليص معدلات البطالة، خصوصا لدى الشباب وفي العالم القروي. وأكد أن الحكومة تولي اهتماما كبيرا لتشجيع الاستثمارات ذات الصلة بالقطاع السياحي، وغيرها من القطاعات الأخرى التي تساهم في سلاسل القيمة وخلق فرص الشغل. حيث أتحنا للمستثمرين مجموعة من الأدوات والآليات لتحفيز مشاريعهم، خاصة من خلال: ميثاق الاستثمار الجديد، وصندوق محمد السادس للاستثمار، اللذين تم إحداثهما لتنشيط الاقتصاد المغربي عبر جذب رؤوس الأموال الخاصة ودعم القطاعات الاستراتيجية. وشدد عزيز أخنوش، على أن الحكومة تعول على المحطة السياحية "موكادور" للمساهمة في تحقيق أهداف خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة. وتأتي هذه الاتفاقية اليوم، لتضخ دينامية جديدة في هذا المشروع ذي الإمكانات الهائلة، الذي نأمل أن يشكل دعامة حقيقية للتنمية، محليا ووطنيا. وأبرز أن غاية الحكومة أن تواكب هذه المحطة السياحية التحولات وتستجيب لتحديات المرحلة، خاصة وأن بلادنا تحت القيادة الملكية الرشيدة، تستعد لاستقبال أحداث عالمية، على رأسها مونديال 2030، مع ما يفرضه الأمر من ضرورة التوفر على بنيات استقبال في مستوى عال. وخلص إلى أنه "لا شك أن الشراكة الوثيقة والموثوقة، بين مختلف المتدخلين، هي التي تترجم عمليا إلى تنمية اقتصادية مستدامة، مردفاً "كلي يقين أن محطة الصويرة موكادور في حلتها الجديدة، سترتقي في المستقبل القريب إلى مستوى طموحات صاحب الجلالة، نصره الله".