في الوقت الذي تحتفل به عديد الأنظمة و الحكومات باليوم العالمي للمرأة بتنزيل هذا الإحتفال على أرض الواقع ، عبر إحترام المرأة و تكريمها و إعطائها المكانة الحقيقية التي تستحقها ، كونها الأم مربية الأجيال ، و الأخت و الزوجة .. لم تشد ولاية كليميم عن القاعدة ، حيث نظمت بهذه المناسبة ملتقى تحت إسم "نساء كلميميات رائدات" ، لكن الغريب أن يتم تسخير قوى الامن المخزنية بكل تلاوينها من أجل محاصرة الإطارات الصحراوية المعتصمة في الجهة المقابلة من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، و بناء جدار عازل من مختلف العربات و أجهزة الأمن حتى يستطيع موكب الوالي المرور دون أن يرى هذه الإطارات الصحراوية المعتصمة لليوم ال 91 على التوالي ، هذه المدة التي كانت المرأة الصحراوية حاضرة فيها و بقوة ، لم تكن كافية على ما يبدوا حتى تعتبر هذه المرأة من النساء الرائدات و تستحق إلتفاتة تقدير و إحترام من هذا المسؤول ، الذي يستمر في نهج بروتوكولات التسعينيات ، عبر تدشين ملتقى بإسم النساء ، تم مسبقاً صف عدد من النسوة المزركشات بالزي الصحراوي ، و تصوير السيد الوالي على أنه راعي المرأة و حقوقها بالمنظقة في الوقت الذي تصل إلى مسامعه شعارات التنديد و الإستهجان من قبل المرأة الصحراوية المحتجة على بعد خطوات قليلة فقط . بل أكثر من ذلك ، أن يصرح مسؤول أمني - العميد : موسى الحسناوي - للإطارات الصحراوية المعتصمة ، أن الإحتجاج ينفي عنهم صفة المواطنة ، دليل على أن هذا الجهاز الذي من المفترض أنه جهاز أمني في حاجة الى إعادة تأهيل و دورات تدريبية في حقوق الإنسان و في المواطنة الحقة و في الدور الطبيعي للأجهزة الأمنية و الفرق بين جهاز أمن و جهاز قمع، حتى يمكن القول أن هناك من أنيطت به مهمة حفظ أمن الأرض و العباد . ذلك أن مثل هذه التصريحات - و التي ليست تصريحات عبثية بالقطع - دليل على أن الراعي الرسمي للفساد و لوبياته بالمنطقة هو الجهاز الأمني ، إن لم نقل الجهاز القمعي ، الذي يبقى بعيداً عن مهمته في حفظ الأمن و يتجاوزها لقمع الإحتجاجات السلمية و المشروعة و خدمة أجندات ناهبي المال العام الذين ليس من مصلحتهم إستمرار الأشكال الإحتجاجية ، و يفضلون بقاء الأمر على ماهو عليه ، و أن يبقى الصحراويين مجرد زبناء فقط . لا شك أن إستمرار هذه السياسة و نحن في سنة 2012 دليل على تخلف فكري عميق ، و مقاربات أمنية فاشلة و غير مقبولة ، و تناقض صارخ بين الشعارات و التطبيق ، فالتاريخ اليوم يؤرخ بأقلام الأحرار من أبناء هذه الأرض ، بالصوت و الصورة ، و لا مجال للهروب من الحقيقة عبر التقارير المفبركة و إظهار نصف الصورة فقط ، مما يضعف من هيبة الدولة و يشكك حتى في تاريخها الذي درسته لنا في مقرراتها و مناهجها ، فالوضع اليوم أصبح يستدعي تدخلاً عاجلاً و ملموساً من أجل إحقاق الحقوق و كف الضرر و الضرب على أيادي المفسدين ، حتى يمكن حينها الحديث عن معنى "المواطنة" التي نراها مجموعة من الحقوق و الواجبات و تراها الأجهزة القمعية بكليميم مجموعة من الواجبات فقط . و تجدر الإشارة الى أن الإعتصام المفتوح للإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، يدخل غداً يومه ال 92 على التوالي ، في تزامن مع اليوم العالمي للمرأة ، هذا اليوم الذي ستحتفل به المرأة الصحراوية المعتصمة بكليميم بطريقتها الخاصة ، تحت أشعة الشمس الحارقة ، و تحت الترهيب الأمني و البوليسي ، و أمام مسؤول أعمى،أصم،أبكم ، مع إصرار قوي و عزيمة أكيدة على جعل هذا المسؤول يقول : " أنا فهمتكم ".