تدخلت أجهزة الأمن من جديد و بشكل أعنف لتفريق الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام ولاية جهة كليميم السمارة و منعها من مواصلة إعتصامها المفتوح في يومه ال 85 على التوالي ، حيث بدأ قمع الإطارات الصحراوية مع بداية تجمعها صبيحة هذا اليوم : الخميس 1 مارس 2012 ، بشكل ممنهج مسبقاً ، تم التركيز فيه بشكل كبير على قمع هذه الإطارات و محاولة تفريقها و إبعادها عن ساحة إعتصامها و كذا منع تصوير فصول هذا القمع ، عبر مصادرة الهواتف النقالة لكل من صور عملية القمع هذه ، مما ينم بشكل واضح عن إنزعاج المسؤولين من التغطية الإعلامية التي باتت تنقل حرارة الإحتجاجات اليومية التي تعرفها شوارع الإقليم ، و كذا فضح الشعارات المنمقة التي باتت السلطات المغربية تتغنى بها في كل المحافل الدولية و لا يجد منها الصحراويين أي شئ على أرض الواقع. غير أن هذه المطاردات البوليسية التي إمتدت قرابة الثلاث ساعات ، قوبلت بإصرار كبير و عزيمة قوية من قبل الإطارات المعتصمة التي أبت الا أن تستمر في نضالها السلمي ، و رفضت الخروج عن سلمية كل أشكالها في الإحتجاج على الرغم من المحاولات الأمنية المتكررة لاختراق هذه الإطارات بطريقتها التقليدية المعهودة ، و محاولتها تحريف مسارها النضالي الى الإتجاه الذي تريده و الذي تستطيع فيه الإطباق على هذه الحركة و إقبارها. و تجدد الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، تأكيدها على مواصلة مسارها النضالي حتى تحقيق مطالبها العادلة و المشروعة ، و محاسبة المسؤولين عن الإنتهاكات الجسيمة التي عرفتها أشكالها النضالية الحضارية من طرف قوى الأمن و المسؤولين الإقليميين ، يزيدها قوة في ذلك إيمانها بمشروعية مطالبها ، و التضامن الشعبي معها ، و كذا ما لمسته الجمعيات الحقوقية عبر مراحل مسارها النضالي من مسؤولية و التزام عكس ما صدر عن الجهات المسؤولة من كذب و تهاون و تصريحات غير مسؤولة بالمرة ، و نشيد كذلك بالتضامن الذي جسدته مجموعة طلبة الدراسات العليا الصحراوية بجمهورية مصر العربية عبر وقفة تضامنية مع الإطارات الصحراوية المعتصمة بكليميم ، من أمام سفارة المملكة المغربية بمصر . و نسجل أخيراً ، أن الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، و التي تدخل اليوم يومها ال 85 على التوالي ، سطرت حلقات مختلفة من الأشكال النضالية تخللتها وقفات و مسيرات و زيارات لاعتصامات أخرى بالإقليم و أشكال أخرى كان القاسم المشترك بينها هو سلميتها و مراعاتها لكل الظوابط الإنسانية و الأخلاقية ، مما لم يترك للسلطات الأمنية أي دريعة تبرر نسف هذا الإعتصام و التنكيل بالمعتصمين و بحاجياتهم ، حيث عرفت عملية القمع الثانية للمعتصم إلقاء كل حاجيات المعتصمين في القمامة ، و هو ما ينم عن كره دفين و ميز عنصري غير مبرر في التعامل مع الإنسان الصحراوي عكس ما تتبناه الخطب الملكية و الحكومية و غيرها من إيلاء الإهتمام الخاص بالمناطق الصحراوية ، هذا الإهتمام الذي بات واضحاً أن المقصود به هو الإهتمام الأمني و المخزني دون غيره .