أن تقوم الأجهزة الأمنية بحماية الممتلكات و الأرواح ، و أن تتدخل عندما يكون هناك إخلال بالنظام العام شئ طبيعي و عادي ، بل هو شئ مطلوب ، لكن أن تتدخل الأجهزة الأمنية لقمع شكل إحتجاجي سلمي و حضاري تجاوز 86 يوماً ، و أن تعسكر الساحات و تعتصم مكانه ، فهذا وضع شاذ و غير طبيعي بالمرة ، و هو الوضع في كليميم اليوم ، حيث باتت الساحة المقابلة لولاية جهة كليميم السمارة ، و التي كانت مكاناً لاعتصام مجموعة من الإطارات الصحراوية التي لم يكن هناك إتفاق مسبق بينها سوى إيمانها بمشروعية مطالبها و بوعيها بضرورة إجتتات سرطان الفساد من الإقليم ، معتصماً لكل أشكال الأجهزة الأمنية،في محاولة يائسة لوقف هذا الشكل النضالي الراقي ، و حتى يرضي السيد عبد الله عميمي والي الجهة غروره و يوهم نفسه أن الوضع على ما يرام ، و يكتفي برؤية الأجهزة الأمنية تملأ الساحة المقابلة لنافدة مكتبه ، دون أن يتسائل عن الأصوات التي تنبعت من الساحات القريبة و التي تخفيها أوراق الأشجار ، أو عن الصورة التي عاشها لأكثر من 83 يوماً عبر نوافد مكتبه ! و إذا كان الخير غير مأمول بالمرة في والي هذا حاله ، كما يقول المثل الصحراوي : " شوف خوك آش زاد عليه ** أما لي فيه فيه " ، فإن عزيمة الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام ولاية جهة كليميم السمارة لم تنضب بعد ، بل و على عكس ما توقعت الإطارات المعتصمة نفسها ، لم يزدها هذا القمع و اللامبالاة و التهميش و الإقصاء ، الا إصراراً على مزيد من الصمود حتى تغيير هذه السياسة التي لم يعد مقبولاً السكوت في وجهها كما تفعل غالبية سكان هذا المدشر للأسف. و تجدر الإشارة ، الى أن الإعتصام المفتوح الذي دخلت فيه الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، يدخل اليوم الجمعة يومه ال 86 على التوالي ، دون أي إستجابة جادة و مسؤولة من طرف جهات المسؤولية بالإقليم ، التي لم تدخر جهداً في التخطيط لنسف المعتصم أكثر من مرة عبر وسائل عدة منها ما هو إستخباراتي و منها ما هو قمعي همجي وهو الغالب ، عوض الجلوس الى الطاولة مع هذه الإطارات و فتح باب حوار جاد و مسؤول يترجم المعنى الحقيقي للمواطنة الحقة و لربط المسؤولية بالمحاسبة و للتغيير الذي إدعت وصوله إلينا و لم نره .