منذ سقوط سقف احد المساجد العتيقة بمدينة مكناس على رؤوس من كانوا بداخله ، و الذي خلف العديد من القتلى و الجرحى حينها أي السنة ما قبل الماضية ، أعطيت أوامر سامية من اجل فتح تحقيق شامل حول أسباب هذا الحادث المؤلم ، ليخلص التحقيق في الأخير إلى أن المسجد يدخل في خانة المساجد العتيقة و التي يعود تاريخ تشيدها إلى عقود عديدة و هي ظلت صامدة تقاوم عوامل الطقس المتقلبة و المتعاقبة من حر و برد و مطر و رياح و ما إلى ذلك ، عملت فيها عوامل التعرية ، و بالتالي باتت آيلة للسقوط في أية لحظة ، و نظرا للإهمال و عدم الصيانة الدورية أصبحت هذه المساجد تشكل خطرا حقيقيا ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بحدة و إلحاح هو متى سيتم الشروع في ترميم أو إعادة بناء هذه المساجد التي تم إغلاقها بقرار من اللجنة التقنية التي عهد إليها القيام بالمعاينة و إصدار الأمر بالإغلاق .. لكن مع الأسف فهذا الإغلاق له ثمن و اثر في نفوس كل من كان يؤم و يتوجه من اجل أداء صلواته الخمس بمسجد عبودة أو المسجد العتيق ، هذا الأخير الذي ألفه الناس و ألفهم و كان بحق معلمة تاريخية ، فقد حرم النساء من أداء الصلوات بعد أن أصبح الرجال يشغلون المكان الذي كان مخصصا لهن ، علما بان هذا المكان هوالوحيد الذي لم يطله الإغلاق ، زد على ذلك صغر مساحته فهو لا يتسع إلا لبضعة مصلين ، أما صلاة الجمعة فلم تقم به منذ أن تم إغلاقه ، أضف إلى ذلك حرمان الأطفال حفظة القران من ولوج المحضرة المتواجدة به ، و لا وجود لمكان للوضوء .. فساكنة حي التواغيل و الملعب و تجار عبودة و غيرهم يتساءلون متى سيتم الشروع في بناءه وفتحه من جديد في وجه المصلين ، علما بان وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية صرح خلال إحياء ليلة المولد النبوي ، و هو يستعرض حصيلة وزارته بان كل المساجد التي تم إغلاقها من اجل الإصلاح و الباء قد تم انجاز الأشغال بها و هي جاهزة للصلاة .. لكن يبقى المسجد العتيق ( عبودة ) خارج ما تفضل به سيادة الوزير .. و عليه فان الساكنة تطالب بالإسراع في الأشغال حتى يكون جاهزا قبل حلول شهر رمضان المبارك القادم .