آسفي اليوم / أحمد الحضاري هذا عيب هذا عار المساجد في خطر، تحت هذا الشعار نظمت ساكنة اعزيب الدرعي، وحي بلاد الجد، وقفة احتجاجية مباشرة بعد صلاة الجمعة أمام مسجد اعزيب الدرعي الذي تم إغلاقه ما يقارب السنتين بعد إحصائه منذ سنتين ضمن المساجد الآيلة للسقوط بالمدينة. ورفع المحتجون الذين أدوا الصلاة ظهر الجمعة المنصرم بخيمة أقامتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كبديل قرب المسجد المغلق. ورفعوا شعارات أخرى منددة بإغلاق بيت الله في وجوههم. وقال أحد المصلين موجها الخطاب للمسئولين اتركوهم ليهدموا المسجد فوق رؤوسنا. ودعا متحدث باسم الوقفة إلى الاحتجاج اليومي وتنظيم مسيرة اتجاه مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية مرورا بمقر ولاية وعمالة إقليم أسفي. وفي تصريح صحافي قال أحد المحتجين من ساكنة بلاد الجد " الجهات الوصية لم تصلح المسجد ولم تهدمه، بل اكتفت بتنصيب خيمة لتأدية الصلاة حيث تكون شديدة البرودة في الشتاء وشديدة الحرارة في الصيف، وتفتقد لأبسط شروط الصحة والنظافة والسلامة لغياب مكان الوضوء فيها ولتواجدها بالشارع العام". وكشفت شهادات أخرى معاناة المصلين بخيام وزارة الأوقاف مع القطط التي تتبول بأماكن الصلاة وبالمنحرفين الذين يختلط كلامهم الفاحش بقراءة إمام الصلاة. هذا ويعتبر مسجد اعزيب الدرعي رابع مسجد يتم إغلاقه خلال السنتين الأخيرتين بأسفي بعد معاينة لجنة مختلطة من عدة مصالح وصية أهمها الداخلية والأوقاف وتسجيله ضمن المساجد الآيلة للسقوط. وقد سبق أن أغلق في وجه المصلين بأسفي مسجد أفنان الموجود بالمدينة العتيقة ويسمى أيضا المسجد الفوقاني وكان يقرأ فيه اللطيف فترة الاستعمار الفرنسي واعتلى منبره عدد من علماء الحركة الوطنية. كما أغلق أيضا مسجد الحاج التهامي الموجود بحي ارحات الريح وسط المدينة. ثم مسجد حي سيدي عبدالكريم الذي سبق أن انتفض مصلوه واحتجوا أمام الملحقة الإدارية الأولى واجتمعوا بناظر الأوقاف والمندوب الجهوي بمكتب قائد المقاطعة مطالبين الإسراع بفتح المسجد في وجوههم. يذكر أن إغلاق المساجد الأربعة الموجودة بأحياء شعبية خلق استياء عارما في صفوف المواطنين الذين منع بعضهم من التعاون لمساهمة في ترميمها الأمر الذي جعلهم يوقعون مئات العرائض ويوجهونها للجهات الوصية دون جدوى بسبب أن أغلبهم عجزة ونساء وتجار يصعب عليهم التنقل صوب مساجد بعيدة . ويخشى متتبعون أن يتحول هذا الغضب إلى ما لا تحمد عقباه بمدينة تعرف احتقانا كبيرا في الآونة الأخيرة على الصعيد المغربي. يشار أن اليونسكو سبق أن أعلنت عن قلقها اتجاه وضعية بعض المساجد الأثرية بالمغرب بعد انهيار مسجد باب البردعين بمدينة مكناس،وقررت إرسال خبراء دوليين من أجل تشخيص وضعية المساجد الأثرية بتنسيق مع السلطات المغربية،ودعت إلى ضرورة إصلاح وترميم المساجد المهترئة بالمملكة. كما سبق للملك محمد السادس أن أطلق برنامجا وطنيا لتأهيل المساجد الآيلة للسقوط والعناية بها خاصة المساجد العتيقة التي تحفظ تاريخ الأمة، بالإضافة إلى هدم وإعادة بناء المساجد المتهالكة.بتكلفة 2,7 مليار درهم. واعتبر ذلك حينها أضخم مشروع ترميمي في تاريخ المساجد. وكانت وزارة الأوقاف حسب تصريح للوزير قد سجلت تضرر 10437 مسجداّ من إجمالي 19205 مسجدا، واحتياج 9924 مسجدا للإصلاح والتدعيم والتقوية، واقترحت إغلاق 1256 مسجدا إغلاقا كليا، وإغلاق 416 مسجداّ إغلاقا جزئيا، بالإضافة إلى هدم وإعادة بناء513 مسجدا، وإصلاح وتدعيم وتقوية 9924 مسجدا.