الملك محمد السادس يطلق برنامج وطني لتأهيل المساجد الآيلة للسقوط بتكلفة 2,7 مليار درهم. يشهد المغرب أضخم مشروع ترميمي في تاريخ المساجد، حيث أطلق الملك محمد السادس البرنامج الوطني لتأهيل المساجد الآيلة للسقوط، والعناية بها، خاصة المساجد العتيقة التي تحفظ تاريخ الأمة، بالإضافة إلى هدم وإعادة بناء المساجد المتهالكة. وطرحت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية أماكن بديلة للصلاة، خاصة في الأحياء التي أغلقت المساجد بها، حيث جهزت ساحات، ونصبت خيام، ووفرت بها المستلزمات الضرورية لاستقبال المصليين، وإقامة الشعائر الدينية. وتضمن البرنامج الوطني ترميم، وهدم وإعادة بناء أكثر من 10 آلاف مسجد بتكلفه قدرها 2,7 مليار درهم، من بينها تكلفة الدراسات التقنية ل 3000 مسجد إضافي، وتأتي المبادرة بعد حادث انهيار صومعة مسجد في مدينة مكناس، وأودت بحياة 41 مصلياّ، حسب تصريحات أحمد توفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية. وقال الوزير "إن البرنامج الوطني لتأهيل المساجد الآيلة للسقوط من البرامج الوطنية التي تحتاج إلى تضافر كافة الجهود، والحزم والإسراع والمتابعة الجيدة لكل مسجد يتم بنائه أو ترميمه أو حتى هدمه لإعادة بنائه، كما تم التخطيط للبرنامج على مراحل وبعقلانية كبيرة، خاصة وأنه يحتاج إلى تعبئة كافة الوسائل البشرية، والتقنية، والمالية". وسجلت لجان الفحص بوزارة الأوقاف تضرر 10437 مسجداّ من إجمالي 19205 مسجدا، واحتياج 9924 مسجدا للإصلاح والتدعيم والتقوية، واقترحت اللجان إغلاق 1256 مسجدا إغلاق كلي، وإغلاق 416 مسجداّ إغلاق جزئي، بالإضافة إلى هدم وإعادة بناء513 مسجدا، وإصلاح وتدعيم وتقوية 9924 مسجدا. وتعتبر الظروف المناخية القاسية من تساقط الثلوج، والأمطار، والرياح القوية هي العدو الأول للمساجد العتيقة في المغرب، خاصة وأن الأمطار تسببت قوتها في إضعاف مسجد باب البردعيين الذي يبلغ عمره 400 سنة في المدينة القديمة بمكانس. الجدير بالذكر أن الملك محمد السادس افتتح مؤخراّ 35 مسجدا لاستقبال المصليين خلال شهر رمضان المبارك، تضمنت 19 مسجداّ جديداّ، و9 مساجد أعيد بناؤها، و3 مساجد جرت توسعتها، و4 مساجد أثرية جرى ترميمها، وبلغت الطاقة الاستيعابية لهذه المساجد 20 ألفاّ و35 مصلياّ ومصلية، وقدرت تكلفتها الإجمالية ب180 مليون درهم.