أصبح الكذب او " الكذوب " بالدارجة المغربية شيئا عاديا في حياتنا اليومية , اذ أن البعض وظفه كوسيلة للتواصل مع الاخرين , فمن هذا المنطلق فانني اصنف الكذب الى عدة انواع
النوع الاول : الكذبة الكبيرة التي تدوم و تدوم
وهي "الكذبة" التي يستعملها بعض المنتخبين في الانتخابات , بحيث نرى برامجهم في اروع حلة , و ما يثير انتباهنا هو المشاريع الكبرى التي يتضمنها برنامجهم الانتخابي , يدعون انها ستشغل 34 مليون مغربية اي رمي ملف بطالة في قمامة الازبال , لكن لنعود الى واقعنا المعاش , هذه المشاريع تبقى حبرا على ورق , ما ان يفوز أحدهم بالانتخابات حتى تنتهي صلاحياتنا في النظر اليه , بل و تختفي اثاره بالمرة , لكن لا نبالغ في كلامنا هذا , فانه يظهر لنا في بعض الاحيان , لكن خلف شاشة من زجاج و على القناة الاولى طبعا , فننبهر عندما نراه نائما في قبة البرلمان , صراحة (الله اسمح لينا من عرق كتافو) فطبعا هي ''كذبة" كبيرة تدوم و تدوم لمدة 5 سنوات
النوع الثاني : الكذبة الحقيقية
يبدو لنا العنوان في تركيبته خاطئ , لكنه صحيح بالنسبة لي , لانه يوجد بعض الاشخاص يجعلوننا نعيش معهم في الحقيقة المزيفة , بحيث يختارون لنا مكان الاحداث و زمنها و شخصياتها في جزء من الثانية , حتى نطمئن لهم , فيبدوا لنا كل شيئ حقيقي و ليس هناك اي نقطة تثير شكنا , و ما ان نكتشف ان احداثهم مجرد كذب , .حتى نتفاجئ بالاحداث التي كنا ننظر اليها كأنها حقيقة , ففعلا هذا هو الكذب الحقيقي قبل ان نكتشفه
النوع الثالت : الكذوب الحامض
اذ ان بعض الاشخاص اصبحو منفورين من الاخرين , و اصبح الكل ينظر اليهم بصورة بشعة , و ما ان يمر أحدهم من مكان ما , حتى تتوالى تعليقات الناس عليه " هاذ خينة فواح " و ايضا " يا ربي مايشوفني هاذ الكذاب غدي غير افركع ليا راسي بالكذوب " ففعلا هذه هي تعليقات الناس عليهم , لان مثل هذا النوع من الكذابين يفضح نفسه , فما ان يستيقظ من نومه حتى يعود اليه و هو يحكي للعامة قصصه البطولية و ثرواته الكثيرة , و هو في .الحقيقة لا يملك سوى "لسان فاضح" جعل صورته بين الناس خبيثة
واخيرا فهذه هي انواع الكذب التي ظلت تتصدر مشهد المواطن المغربي , فكل ما اتمناه هو ان يترك بعض المغاربة الكذب جانبا , ويضعوا الاخلاق امامهم , لاننا سنترك الدنيا و ستأتي أجيال أخرى , فماذا سنترك لهذه الاجيال ? هل سنترك لها الكذب الذي صنعناه ? فو الله ما هي من شيم الاخلاق الاسلامية و لا هي من ثقافة .المغاربة الذين ضحوا بأنفسهم من أجل استقرار هذا البلد الكبير من طنجة الى الكويرة