السيد صلاح الدين مزوار وزير المالية رضي الله عنه وأرضاه وسدد في سبيل إنعاش اقتصادنا مساعيه وخطاه يعدنا جزاه الله عنا كل خير بأن يحقق لهذا البلد السعيد معدل نمو بنسبة 5 في المائة مع التحكم في مستوى التضخم في حدود أقل من 2 في المائة ، والتحكم في العجز 5ر3 في المائة ، كما أوضح السيد الوزير أن ميزانية سنة 2011 يرتقب منها دعم وتيرة النمو والاستمرار في تعزيز الاستثمار والقدرة الشرائية وقطاعات اجتماعية أساسية ومهمة كالتعليم والصحة والعالم القروي وغير ذلك مما لم أفهم مغزاه ولم أدرك كنهه بحكم أنني كبقية الغالبية من هذا الشعب الكريم أكره " الكذوب الباين " ولا أفهم في العملية الاقتصادية إلا النزر القليل مما هو مرتبط بالواقع المعاش ، ولأن ذلك كذلك فقد استنتجت بسرعة الريح المرسلة أننا رغم كل ما يقال عنا من تقدم وازدهار ، ورغم ما يراد لنا من تطور في شتى الميادين والقطاعات ، فإننا لم نتجاوز بعد عتبة إطلاق الشعارات دون حساب أو فرملة ، ولم نستطع مع كامل الأسف أن نتخلى عن مسؤولين كل ما يملكون في جعبتهم وعود لا تسمن ولا تغني من جوع وأرقام لا أساس لها من الصحة . الكل يعلم دون الحاجة إلى التخصص في علم الاقتصاد أن المغرب يجتاز أزمة اقتصادية صعبة منها ما هو مرتبط بالداخل ( سوء التسيير والتدبير للمجال الاقتصادي + استمرار اقتصاد الريع + كثرة الديون الخارجية ... ) ومنها ما هو متعلق بالأزمة الاقتصادية العالمية ، والكل يدرك أن تقارير المنظمات الدولية ودراسات الهيآت التي تعنى بالتنمية البشرية وبمؤشرات الفقر عند كل بلد لا تقول فندا ولا تتحامل علينا حين تضعنا في أسفل سافلين مع الدول المتأخرة في كل شيء والمهددة بانعدام السلم بصفة نهائية في أوساطها إن استمر الحال على ماهو عليه ، والكل يدرك أيضا في ظل وجود مثل هذه التقارير والدراسات أن الذي يكذب على هذا الشعب المستضعف ويستمرئ الكذب هم أولئك الذين وضعوا في أماكن غير مناسبة لتخصصاتهم ومعارفهم ، وهم أولئك الذين نسوا أو تناسوا أن في المغرب أناس بل مناطق وأقاليم وقرى سكانها لا يجدون الغطاء الذي يقيهم برد الشتاء وإذا وجدوه فلا يجدون الغذاء والدواء وكل ما هو ضروري لمقومات عيش بسيط وكريم في نفس الوقت وما قرية أنفكو عنا ببعيدة وما مآسيها بالتي ينساها العقل البشري أبدا . من حقنا أن نسأل أين الرخاء الاقتصادي الذي تعدنا به الحكومة مع مطلع كل مباركة ميمونة للميزانيات المثقوبة المنهوبة ، و من حقنا أن نسأل عن سر ارتفاع الأسعار واكتواء الجيوب بها وسر اضطهاد الفقير في الأسواق وسر استمرار جحافل المعطلين وجيوش المتسولين في ملء الشوارع والأزقة والدروب ، ومن حقنا أن نسأل عن أسباب استمرار الجريمة واعتراض سبل المواطنين آناء الليل والنهار ، ومن حقنا أن نستفسر عن دوافع بقاء قرى بأكملها دون ماء صالح للشرب ودون كهرباء ينير لهم ظلمة الحياة ، ومن حقنا أن نسأل عن سر تحول بعض ملائكة الرحمة إلى زبانية غلاظ لا يعصون لمن دفع لهم أكثر أمرا ولا ينظرون للمريض المعدم الفقير " الغير فاهم لأصول الرشوة وقواعدها " إلا نظرة شزراء تجعله يتعجل المنية ويكره الحياة الدنيا . . . نعم من حقنا أن نسأل عن كل هذا وزيادة مادام كل مسؤول مسؤول لا يغرد خارج سرب الكاذبين ولا يردد إلا أسطوانة " قولوا العام زين " ولا ينشد إلا أغنية الابتعاد عن نيران الأزمة الاقتصادية العامية ولا يجعل من مثل هكذا نقد إلا تهمة مهيأة مع سبق الإصرار والترصد تلبس من قدر عليه الاصطدام بها ثيابا فضفاضة عريضة وخطيرة عنوانها المثير والمستفز في نفس الوقت تسفيه مجهودات الدولة وجهودها واجتهاداتها وما شكيب الخياري عنا هو الآخر ببعيد . مسؤولونا كاذبون ، وفي الكذب لهم سوابق وسجلات لا تعد ولا تحصى ، لو اطلعت عليها لملئت منها رعبا وخوفا ، وعوض أن يواجهوا الناس بالحقائق والمعطيات الصادقة تراهم في غيهم يعمهون ولا يتنافسون إلا لتخدير الناس بالكلام الوردي والأرقام الزائفة المزيفة والحقائق الغامضة البعيدة كل البعد عن احترام المواطن وإشراكه في تحمل المسؤوليات وصنع القرارات . تشرشل في عز الأزمة التي مرت بها بريطانيا في الحرب العالمية الثانية ، لم يقدم للشعب وعودا خاوية ، ولم يعبث بأحلامهم وآمالهم وتطلعاتهم ، ولم يخف من قول الحقيقة كما هي ، بل أقر بما هو واقع فقال للأمة التي كانت تنتظر منه خطابا يبعث الروح في جسد ميت : " لا أعدكم سوى بالدم والدموع " . فهل من مسؤول يضع النقاط على الحروف ، ويسمي الأشياء بمسمياتها ، فقد سئمنا من رؤية وجوه تفتقد لرؤى سليمة ولا تنسخ إلا الماضي البعيد في أحلك تجلياته ، ومللنا من كل كلام مسؤول يسمع فيعقب عليه مباشرة بلازمة " هاي هاي هاي وهاذي كذبة باينة " على رأي مغنية لم أسمع أغنيتها هذه إلا صدفة وفي مكان لم أعد أتذكره لقلة حفظي وسوء فهمي .... اللهم لا كذب . [email protected]